عصام السباعي يكتب: التنمية الشاملة فى سيناء

عصام السباعي
عصام السباعي

لم تكن العملية الشاملة أمنية فقط، ففى الوقت الذى كان جنودنا البواسل من جيشنا وشرطتنا، يقضون على الإرهابيين ويدمرون جحورهم فى شمال سيناء، كان إخوتهم من جميع التخصصات يقومون بتهيئة كل المناطق للتنمية الشاملة فى جميع المجالات، ومن هنا لم يكن غريبا أن تصل قيمة الاستثمارات التى تمت وتتم فى سيناء إلى 610 مليارات جنيه، بخلاف ما يتم تنفيذه فى إقليم قناة السويس، والمنطقة الاقتصادية للقناة، لقد قدمت مصر للعالم منذ عام 2014 نموذجا فريدا ونبيلا فى مواجهة التحديات والأزمات، حملت سلاحها، وواجهت بيد قوية وصلبة الإرهاب، وباليد الأخرى وفى نفس التوقيت واجهت أخطر الأعداء «الجهل والمرض والبطالة والفقر والعشوائيات»، ولا أبالغ لو قلت إننى أعجز عن وصف شعوري بالفخر، وأنا أتابع تفاصيل تفقد الرئيس عبدالفتاح السيسى لاصطفاف المعدات المشاركة فى تنفيذ خطة الدولة لتنمية سيناء، والتعرف على تفاصيل مشروعات التنمية الشاملة التى تتم فى أرضنا الغالية سيناء، وكانت مناسبة طيبة لتذكر تضحيات أبطالنا الذين فدوا الوطن بأرواحهم، ومنهم أهالي سيناء أنفسهم، واستحقوا تحية وتقدير واحترام كل المصريين، وهو الأمر الذى ظهر بقوة فى كلمات الرئيس، والشرح التفصيلى الذى قدمه الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، لمحاور التنمية فى سيناء منذ عام 2014 وحتى الآن، تحت عنوان «سيناء.. العبور الجديد»، وهو تعبير دقيق لما تم ويتم فى أرض الفيروز .
وقد كانت مجلة «آخر ساعة» تتابع عن قرب ذلك الإنجاز أو بمعنى أصح «الإعجاز»، وقدمت للقارئ المصرى ملفا كاملا عن مشروعات التنمية الشاملة فى سيناء، فى عدد 18 يناير الماضى بعنوان «سيناء تنبض حياة وتنمية»، ولو شئنا الدقة فقد كانت مصر منذ عام 2014 مع عبور جديد فى كل المجالات، فهذه مصر التى كان يهددها الإرهاب والإخوان والدولة التى كانت على شفا الانهيار، وكيف تبدل حالها إلى الأفضل  فى معجزة شهد بها ولها العالم، وهذه هى سيناء التى كان الشياطين يخططون أن تتحول إلى كتلة نار وإرهاب وتطرف فى صدر المصريين، وكيف تحررت من الإرهابيين وتدمير مخططات من كانوا من ورائهم، وتتم بالتوازى أكبر عملية تنمية شهدتها سيناء على مر العصور.

إن سيناء جزء من خطة التنمية الشاملة، وشريان فى قلب مصر وأوردة المصريين، وما تم فى مصر وفى سيناء يستحق أن نفخر به، ويستحق أن يكون منارة نسترشد بها طريقنا نحو مصر الجديدة، مصر القوية، مصر الفتية، مصر الناهضة، منارة تاريخ وثقافة وعلم وتكنولوجيا، ولا يمكن أن يشكك أحد فى أن مصر قطعت شوطا مهما فى إرساء البنية الأساسية للانطلاقة، نعم تأثرت خطواتها مثل كل دول العالم بسبب أزمة التضخم العالمية وتداعيات جائحة كورونا ثم جائحة الحرب الروسية الأوكرانية، ولكنها أزمة وستمر، والمؤكد أن أى دولة ناهضة ستتعرض للعديد من الاختبارات القوية، وأننا سنتجاوزها بإرادتنا ومثابرتنا وعملنا وصبرنا واتحادنا، سنعبر المستحيل، وسنصنع أيضا المستحيل بالعمل والأمل والصبر والتأنى والإيمان بأن بعد بذل العرق ثمار سنجنيها، أو سيجنيها أبناؤنا وأجيالنا القادمة الذين سيتسلمون الراية من بعدنا .

دعونى أقول لكم: إن سيناء «بشرة خير» لغد مشرق، ومستقبل أجمل بإذن الله.
ودائما ودوما وأبدا .. تحيا مصر .

بوكس

نقيب الصحفيين فى مصر يجب أن يجيد التفاوض وليس التصادم.. يفتح الأبواب لا أن يغلقها.. يطفئ الحرائق ولا يشعلها.. يحفظ الحقوق، ولا يتاجر بها.. صاحب بصمة فى العمل النقابي، لا حامل وصمة !