قد تعمل التكنولوجيا على تحسين أجزاء معينة من حياتنا بسرعة فائقة، ولكن هناك جزءًا واحدًا على الأقل من الحياة يجب أن يظل «مدرسة قديمة» لا غنى عنها، ولعل هذا الجزء هو الكتابة باليد.
وللكتابة اليدوية عدد من الفوائد لا تحصى من المهارات والتطورات التي لا توفرها الكتابة على لوحة المفاتيح أو الآي باد، ورصدها موقع «Top Education Degrees».
أخصائية علم نفس الأطفال الدكتورة مارجوت بي ستاين، اعتبرت أن مهارات استخدام لوحة المفاتيح على الكمبيوتر أداة مساعدة ممتازة للكتابة اليدوية، ولكنها في معظم الحالات ليست بديلاً.
وفقًا لدراسة مشتركة أجراها باحثون فإن أولئك الذين يدونون الملاحظات يدويًا هم أكثر عرضة لتذكر المعلومات المهمة من أولئك الذين يكتبون ملاحظاتهم على الهاتف المحمول أو جهاز الحاسب الآلي.
كما أجرت جامعة واشنطن في سانت لويس دراسة في عام 2012 لاكتشاف المزيد حول الكتابة والاحتفاظ بالذاكرة، ووجدت أن الطلاب الذين يكتبون ملاحظات على جهاز كمبيوتر يبدأون في فقد المعلومات الحيوية في أسرع وقت بعد 24 ساعة، ومن ناحية أخرى، تذكر أولئك الذين كتبوا الملاحظات باليد المعلومات المهمة لمدة أسبوع.
بدورها، أجرت كارين جيمس، أستاذة علم النفس بجامعة إنديانا، دراسة طلبت فيها من الأطفال كتابة أو تتبع أو رسم حرف، فاتضح أن الأطفال، الذين لم يكن أي منهم يعرف القراءة أو الكتابة في وقت الدراسة، تم تصويرهم بالرنين المغناطيسي أثناء فحصهم للحروف مرة أخرى، ولاحظت جيمس أن أدمغة الأطفال الذين كتبوا الحروف باليد مضاءة في ثلاثة أماكن، مما يثبت أن كتابة الحروف جسديًا تشغل المسارات العصبية الحيوية للدماغ.
وأعلن الأطباء أن أولئك الذين يريدون إبقاء عقولهم مميزة يجب أن يمتلكوا نوعًا من المهارة أو الهواية التي تتضمن وضع قلم رصاص على الورق، وقد تبدو الكتابة وكأنها طبيعة ثانية، لكن كتابة كل حرف هو في الواقع شكل بسيط من أشكال العمل الفني، وكل حرف هو تصميم فريد يجب أن نشكله بشكل صحيح. ثم تخلق سلسلة من التصاميم كلمات.
وعندما نشكل الحروف وننشئ الكلمات، يتم تنشيط النصف الأيمن من دماغنا - أي الجانب الفني من دماغنا الذي يرى في الصور.
ووجدت دراسة أجريت عام 2010 بواسطة عالم نفسي في جامعة ويسكونسن أن «الكتابة تستلزم استخدام اليد والأصابع لتكوين الحروف» و«تنشط حركات الأصابع المتسلسلة مناطق متعددة من الدماغ مرتبطة بمعالجة المعلومات وتذكرها».
وعلى الرغم من أن الكتابة اليدوية مفيدة لجميع أنواع الطلاب، إلا أنه من المفيد بشكل خاص لأولئك الذين يعانون من عسر القراءة والكتابة بخط اليد بخط متصل.
وأخيرًا فإن ممارسة الكتابة باليد يعد أمرًا مهدئًا وعلاجًا مفيدًا، ووفقًا لخبير الكتابة اليدوية الدكتور مارك سيفر، يمكن أن تكون الكتابة اليدوية نوعًا من العلاج بالقلم، وبالنسبة لأولئك الذين لديهم هدف يرغبون في الحصول على مزيد من الهدوء عليهم الكتابة.
