ماتيناداران.. مستودع الهوية

تمثال للقديس ماشتوتس مخترع الأبجدية الأرمينية
تمثال للقديس ماشتوتس مخترع الأبجدية الأرمينية

رغم شتات الأرمن  تاريخيًا، ومحاولة السيطرة على أراضيهم سواء من الشرق إلى الغرب، إلا أنهم لم يتجردوا هويتهم ولم يهملوا تراثهم أدرك الشعب الأرمينى دومًا أن قضيته يجب ألا تنسى مثلما حدث من قبل لثقافات أخرى، وبسبب هجراتهم القسرية من حين لآخر، فضلوا الارتحال بما يثبت أن ماضيهم لم يكن مجرد حلمً أو خيالً، بل واقعً لطالما أثبت أحقيتهم فى الوجود، فحملوا معهم تراثهم وتقاليدهم أينما ذهبوا ورحلوا.

مخطوطات الشتات الأرمينى

عند سفح تل صغير على الحافة الشمالية لشارع Mashtots Avenue فى العاصمة الأرمينية يريفان، يقع مبنى ضخم خصص ليكون متحفًا للمخطوطات «ماتيناداران» أو متحف القديس ماشتوتس للمخطوطات القديمة، وهو عالم اللغويات والذي يشتهر بكونه مخترع الأبجدية الأرمينية.

وعرفانًا بما قدمه الرجل وضع له تمثالً فى منتصف البناء الخارجي للمتحف، يمكن ملاحظته من على بعد كيلومترات، حيث تم إدراج المبنى نفسه كنصب تذكارى وطني من قبل حكومة أرمينيا.

ولكونه يضم أكبر مجموعة منفردة للمخطوطات الأرمينية فى العالم، فقد تم تأسيسه عام 1959، وضم وقتها حوالى 10 آلاف مخطوطة أرمينية و4 آلاف جزء من مجلدات جزئية، وصفحات مخطوطات يرجع تاريخها إلى القرن الخامس الميلادي، ووصولًا لعام 1972 حوى المتحف بالفعل على ما يقرب من 13 ألف مخطوطة أرمينية وما يقرب من ألفى مخطوطة بلغات أخرى.

وعندما دخلنا المتحف لاحظنا وجود الأطفال بشكل ملحوظ فى كافة قاعات المتحف، عرفنا فيما بعد أنهم يشاركون بشكل شبه أسبوعي فى مثل هذه الأنشطة خلال فترة المدارس، حيث تسعى الدولة هناك لترسيخ قيم الهوية لديهم منذ مرحلة مبكرة، وهذا ما أخبرتنا به «أنوش» وهي المسئولة عن عملية الترجمة للعربية خلال الرحلة.

حسن الأرمينى!

وقد بني المبنى من الداخل وفقًا للتصميمات الكلاسيكية وقد وضعت المخطوطات الفريدة داخل فتارين عتيقة، مع مراعاة انعكاسات الضوء عليها بنسب محددة حتى لا تؤثر على المخطوطات ويصيبها الضرر.

ووسط آلاف المخطوطات التي تم عرضها، واحدة منها لفتت انتباهنا، وهي تعود لشخص أرميني يدعى «حسن»! وشرحت المسئولة داخل المتحف قصة هذا النقش، فهو آخر ما تبقى من إحدى الكنائس التي هدمت خلال فترات الاضطرابات وهدم الكنائس عبر التاريخ.

وضم النص التأسيسى للكنيسة كلمات تحذر كل من يحاول التعرض لها بسوء، بأنه آثم، وسيصيبه غضب من الله نتيجة هذا الفعل، وسينتقم الله ممن يجرؤ على تدمير الكنيسة، وهنا تدخلت أنوش مرة أخرى وقالت «فى نهاية الأمر تم تدمير الكنيسة رغم التحذيرات».

وجاء على النقش أن الكنيسة كانت تضم متحفًا للمخطوطات القديمة، حيث تم بناؤها من جانب حسن الأرميني فى القرن ال13، ورغم أن اسمه غير متداول داخل أرمينيا، إلا أن القائمين على المتحف أخبرونا أن الأمر يعود لتأثيرات العرب خلال تواجدهم فى أرمينيا خلال العصرين الأموي والعباسي، كما أنه – ربما - تأثر بالكتابات الإسلامية فبدأ كتابة النص التأسيسى بعبارة «باسم الله».

معاناة الأرمن

داخل  ماتيناداران كل مخطوط يحمل قصة، يحكي معاناة الوصول، فهي ليست مجرد أوراق تركها الأجداد بل رحلة شاقة لا يمكن أن تنسى أو يتخطاها أحد دون أن تحكى، داخل المتحف مخطوط كبير الحجم ويجاوره آخر صغير، قيل إنهم الأصغر والأكبر ضمن مقتنيات المتحف المعروضة.

ويحمل الأخير قصة تفسر رحلة معاناة الأرمن للحفاظ على تراثهم، إذ يقترب وزنه من ال30 كيلو جرامًا، ويعود تاريخ كتابته لسنة 1200 ميلاديًا، وخلال فترة الإبادة الأرمينية فى تركيا، أراد الأرمن المهجرون حمله، وأصروا على عدم التفريط فيه، لأنهم أدركوا مصيره الحتمي.

وكان الأتراك فى ذلك الوقت يحرقون كتب الأرمن الدينية، وهنا جاءت فكرة شطره، كونه الحل الوحيد لضمان بقاء المخطوط وعدم تعرضه للحرق، فقد جرى توزيعه على عائلتاين قررا الفرار والهجرة، وعندما وصلا فى النهاية لأرمينيا.

وتم جمعه مرة أخرى داخل المتحف، ليكون شاهدًا على معاناة الأمة الأرمينية، وقد وضع بجانبه إنجيل صغير يعود لعام 1336 ميلاديًا، لا يتجاوز وزنه الثلاثين جرامًا ولا يتعدى حجمه طول إصبع اليد الواحدة.

مخطوطات الخط العربى

بداخل المتحف مجموعة مخطوطات شعرية للشاعر التركي محمد عبدالباقي تعود للقرن ال15 ميلاديًا، وكذلك مصحف القسطنطينية والمؤرخ طبعه عام 1783 ميلاديًا، فهو يضم ما يقرب من 400 مخطوط عثماني من أصل يزيد على ال2000 مخطوط كتبت بالخط العربي «العربية، والفارسية، والعثمانية».

وإذ تعود أغلب المخطوطات العثمانية للقرن السادس عشر وصولًا للقرن التاسع عشر وهي جزء من مجموعة واسعة من المعروضات، تضم الأدب، والأعمال الدينية، مثل تفسير القرآن الكريم، والأحاديث، وكتب التاريخ والقانون، وأيضًا الطب والعلوم الطبيعية مثل الفلك، والهندسة، والكيمياء، والفيزياء، والقواميس، وكذلك كتب تفسير الأحلام، والتمائم، وكتب السحر والتنجيم، وقد كتبت المخطوطات فى القسطنطينية، وأنقرة وبورصة، وتبريز وفارغارشاباد وموسكو ويريفان وباكو وغيرها من المدن فى العالم.

وبجانب المخطوطات العثمانية الفارسية فإن أغلب المخطوطات العربية داخل المتحف كتبت باللغة العربية، حيث توجد بردية مصرية تعود للقرن ال8 الميلادى، ونسخة بحالة جيدة من كتاب «الشفاء» لابن سينا، تعود للقرن ال15 وتمت كتابتها سنة 1627 ميلاديًا.

وبجانب نسخة وصفت بأنها «فريدة» للقرآن الكريم للجزء الخامس منه يرجع تاريخ كتابتها للقرن ال12 ميلاديًا، ومخطوط آخر يرجع للقرن ال18 لمبتكر المطبعة العربية عبدالله زاخر الحلبي.

ويضم المتحف أيضًا 58 مخطوطة عربية مسيحية تمت كتابتها بالخط العربي، فى سوريا ولبنان ومصر، وهي تضم أناجيل، وكتباً للصلوات، بالإضافة إلى طرائف القديسين، والحكايات.

كارين أبليان.. هجرة إجبارية

انتقلنا لمركز الترميم الموجود داخل متحف ومكتبة المخطوطات الأرمينية، والذي يضم عشرات المخطوطات التي تنتظر بعث روح جديدة داخلها، وهنا وجدنا سيدة تنادينا بلهجة عربية سليمة تمامًا كما ينطقها أهل الشام، وعرفت نفسها ب كارين أبليان سورية الأصل.

ولم يكن قرار الهجرة لأرمينيا من جانب أبليان اختياريًا، إذ  لم تملك سواه، فقد تخرجت فى كلية الآثار فى سوريا «كنت أعمل بمركز الوثائق التاريخية، لكن ظروف الحرب للأسف أجبرتنا الانتقال لبلدنا الثاني أرمينيا منذ حوالي عامين.

وبرغم هذا أعتبر نفسي سورية فى المقام الأول، فقد ولدت وعشت أجمل أيام حياتي هناك، صحيح أن الحرب انتهت بشكل شبه كامل، لكن مقومات الحياة صارت مستحيلة، فقد كان قرارًا قاسيًا بالنسبة إليّ لكن لم يكن عندى غيره».

وتحكي أبليان أنهم فى سوريا تحملوا الحرب والقذائف والتدمير، لكن الحرب الاقتصادية كانت بالنسبة إليهم  الخيار الأصعب «فى القرن ال21 من الصعب أن يعيش إنسان بدون كهرباء، أو ماء أو غاز، نحن افتقدنا أساسًا مقومات الحياة فى سوريا، ولم يكن أمامي أي خيار سوى الهجرة، وقد ساعدني زملائى على التأقلم، فهم  أيضًا تعلموا الترميم على يد الخبراء اليابانيين، وبالتالي لم يختلف الأمر عن سوريا كثيرًا».

وتحكى كارين أن المتحف يستقبل مخطوطات من أرمينيا الغربية، وتحديدًا من جانب الأرمن المهجرين ممن يخشون ضياع مخطوطاتهم «لا يوجد بالنسبة إليَ إحساس أجمل من إرجاع مخطوط كان مهددًا بالتدمير لحالته الأصلية، فأنا أعيده للحياة مرة أخرى». 

 

 

العودة للوطن

وداخل مكتبه استقبلنا رئيس دار المخطوطات الأرمينية الدكتور غيفونديان أرمن، والذي أخبرنا فى البداية أن والده عاش داخل مصر، وتحديدًا حي المطرية بالقاهرة الذي نشأ فيه، إلا أنه انتقل إلى أرمينيا عام 1948م «كان وقتها فى العشرين من عمره، فقد عاد لوطنه أرمينيا بعد غياب طويل رفقة عائلته، ورغم هذا فأحاديث والدى لم تخلوا أبدًا من اسم مصر، فدائمًا ما كان يذكر أنه شارك مع المصريين فى المظاهرات ضد الاحتلال الإنجليزى».

رحلة جمع المخطوطات

بدأ أرمن يشرح بدقة كيف استطاعوا جمع مقتنيات المكتبة والمتحف وخاصة المخطوطات العربية منها «بعض المخطوطات جُمعت من المكتبات والبطريركيات الأرمينية فى العالم، بجانب إهداء بعضها، وشراء البعض الآخر من دور المزادات أو عن طريق التبرع؛ لذلك من الممكن القول إن أغلب المخطوطات العربية الموجودة لدينا تم جمعها بطرق مختلفة فالمتحف يضم حوالي 30% من المخطوطات الأرمينية، بإجمالي 20 ألف مخطوطة، منها 16 ألف مخطوطة أرمينية والباقي من لغات مختلفة.

وأغلبها مخطوطات عربية، لكني أريد إيضاح أن المخطوطات العربية لم تكتب جميعها باللغة العربية، فهناك حوالى 2700 مخطوطة تمت كتابتها بالحروف العربية لكن النص نفسه ليس عربيًا؛ أي كتب بالتركية والفارسية.

وهناك ما يقرب من ألف مخطوطة كتبت باللغة العربية، فنحن على سبيل المثال نملك مخطوطة فريدة كتبت بالخط الكوفى الحجازي وتعود ربما للقرن ال3 الهجري ال9 الميلادي، كما أننا نملك نسخة من القرآن كتبت فى دمشق وآخر تم كتابتها فى إيران خلال فترة الخلافة العثمانية، بجانب احتواء المتحف على مخطوطات يونانية وتركية ولاتينية وسيريانية، ومخطوطات للغات قديمة العهد، بجانب بعض المخطوطات الهندية».

تاريخ الناس لا الحكام

وحاول رئيس دار المخطوطات الأرمينية دائمًا فهم العلاقة بين الحضارة الإسلامية وكذلك الدولة القليقية الأرمينية، إذ رصد العلاقات بين الدولة الأرمينية والدولة الأيوبية تحديدًا خلال أطروحته للدكتوراة«قمت بتقديم دراسة عن الفترة الأيوبية وما قبلها بدءًا من عصر عماد الدين زنكي ونور الدين زنكي ثم الأيوبيين والمماليك.

وحتى وقتنا الحالى، فقد ركزت على دراسة الكتب العربية المترجمة إلى الأرمينية، ولاحظت أن أغلبها كان متعلقة بالحياة العامة السائدة فى البلاد، وأساليب المعيشة هناك، ومن الملاحظ أنها رصدت التاريخ الشعبي الأرميني.

وكانت تؤرخ لحياة الأرمن قديمًا، لكن الأهم بالنسبة إليّ أنها لم تسهب فى ذكر تاريخ الملوك العظماء، أو الحروب التي خاضتها الدولة الأرمينية؛ أي أن هذه الكتب تناولت الحياة اليومية للشعب ولم تهتم بتاريخ الحكام والصراعات الموجودة آنذاك».

عصر ذهبى أول

خلال دراساته لاحظ غيفونديان أرمن أن العصر الذهبي الأول للأرمن داخل مصر والمنطقة العربية كان عصرًا للتسامح الديني «لفت انتباهي العديد من الشخصيات الأرمينية العظيمة، ومنهم على وجه الخصوص الوزير «بدر الدين الجمالي»، ذو الأصول الأرمينية كما هو معروف، فهو من أهم وزراء الدولة الفاطمية.

وأيضًا بهرام الأرميني، والذي كان له دور مهم خلال الخلافة الفاطمية، لأنه كان سببًا فى تولي الأرمن مقاليد الحكم خلال تلك فقد عين واليًا على مدينة عسقلان والتي كانت فى ذلك الوقت أكبر ولايات الشام، لكن رغم ذلك لم يقم أحد بإجباره على ترك دينه فقد مات وهو مسيحى.

وهذا يؤكد أن هذه الفترة حملت تسامحًا دينيًا كبيرًا؛ لذلك أرى أن العصر الفاطمي كان عصر التسامح الديني، لأن اليهود والمسيحين والمسلمين عاشوا معًا فى سلام تحت راية الخلافة والحكم الإسلامي».

شتات الأرمن.. صورة شاملة

وسألناه هل يمكنك تقديم صورة شاملة عن حياة الأرمن داخل مصر وسوريا خلال العصور المختلفة؟ أجاب: «يجب معرفة أن العلاقات بين مصر ومملكة أرمينيا كانت ممتدة، حتى قبل دخول المسيحية والإسلام، ففى الإسكندرية تحديدًا كانت هناك علاقات مع أرمينيا.

وقد عاش كثير من الأرمن داخلها وخاصة الفلاسفة والمؤرخون الأرمن، لأنها كانت مدينة ملهمة بالنسبة إليهم، وهناك الكثير من الكتابات اليونانية المهمة قد نقلت للأرمينية ومنها كتابات الفيلسوف العظيم «فيلو»، والذي كان متخصصًا فى اللغة اليونانية، وتُرجمت بالفعل 40% من أعماله إلى الأرمينية.

ولكن فُقدت بعد ذلك الأصول  اليونانية لكتاباته، ولحسن الحظ أن فقد وصل العالم لكتابته بفضل الترجمة الأرمينية لأعماله والمحفوظة حتى الآن داخل أرمينيا، لكن بشكل عام نحن فى الوقت الراهن نهتم بترجمة العديد من الكتب اليونانية إلى الارمينية على يد باحثين روس.

وهذا حدث فى مصر فى وقت ما عندما ترجمت الكتب السيريانية إلى العربية، خاصة فى عصر المأمون، فالسريان كان لهم دور مهم فى ترجمة الكتب اليونانية إلى العربية نظرًا لأنهم الوحيدون الذين أجادوا كلا اللغتين العربية واليونانية».

تأرجح العلاقات

وأما بالنسبة لفترة الحكم الإسلامي، فخلال عصر الدولة الفاطمية والأيوبية، والمملوكية، نلاحظ مثلًا أن الجالية الأرمينية داخل مصر، ازدهرت خلال حكم الفاطميين، ووصلوا لمناصب رفيعة، لكن خلال هذه الفترة لم تكن هناك أية علاقات بين أرمينيا ومصر كدولتين، فالعلاقات بين البلدين فى العصر الإسلامي بدأت تحديدًا عندما غزا صلاح الدين الأيوبي مصر وفلسطين وسوريا.

وهنا أصبحت السلطنة الأيوبية جارة لأرمينيا القيليقية، وكانوا جيرانًا جيدين، خاصة من خلال الفرق الأيوبية فى حلب والموصل، لكن فى نهاية الأمر اضطر ملك أرمينيا هيثوم توقيع اتفاقية مع الإمبراطورية المغولية وانضم إلى حملة المغول فى سوريا.

ولكن عندما جاء المماليك إلى الحكم أقاموا دولة مركزية أقوى بكثير من سابقتها، وتمكنوا من الاستيلاء على معاقل وموانئ الصليبيين، وكانت أرمينيا لا تزال تعتبر حليفًا للإمبراطورية المغولية؛ لذلك واصل المماليك حملتهم ضد مملكة أرمينيا، وفى عام 1375 قضوا أخيرًا على هذه الدولة.

مركز شتات

وبالنسبة للفترة العثمانية المبكرة فقد كانت فترة انحطاط بالنسبة لجميع البلدان العربية، وكذلك للجاليات الأرمينية فى هذه البلدان، لكن الوضع تغير مع بداية القرن التاسع عشر، خصوصًا مع تولى محمد علي السلطة فى مصر.

ومن هنا بدأ العصر الذهبي الثاني للأرمن المصريين، فقد عين نوبار باشا رئيسًا لوزراء مصر، بينما تقلد ابنه بوغوص باشا العديد من المناصب المهمة داخل مصر. أما عن فترة الرئيس الراحل جمال عبدالناصر فقد هاجر العديد من الأرمن مصر عام 1960 لأسباب اقتصادية، إلى كندا وأستراليا والولايات المتحدة وانخفضت أعداد الجالية الأرمينية، لكن رغم ذلك تظل مصر حتى الآن مركزًا مهمًا للشتات الأرميني ذى التقاليد القوية.

اقرأ أيضاً | صراع الهوية والحداثة.. السجاد الأرميني تراث مستمر

نقلا عن مجلة الآدب :

2023-2-26