من الاعماق

نتمناه عام إسكات البنادق !!

جمال حسين
جمال حسين

متى تضع الحرب الروسية الاوكرانية التي دخلت عامها الثاني اوزارها  ومن يستطيع إسكات اصوات البنادق وإخماد الحرب المستعرة قبل ان تقضي على الاخضر واليابس ؟
هل يصل الامر الى الجنون ايذانا ببدء حرب عالمية ثالثة لا يعلم مداها الا الله 

وهل تتعقد الامور اكثر واكثر ليصبح " الزر النووي " سيد الموقف ويكتب كلمة النهاية ويتحكم في فناء البشرية ؟
الواقع المؤلم يؤكد انه مع دخول الحرب عامها الثاني الا ان فرص الحلول والسلام تتباعد لتتقدم اكثر واكثر سيناريوهات التصعيد وسكب مزيد من الزيت على النيران المشتعلة .. الغريب ان كييف اعلنت انها تحتفل بصمود عام وليس بذكرى مرور عام على الحرب .. وامريكا وحلفائها يقدمون لاوكرانيا كل انواع الاسلحة والاموال لتستمر في حربها التي تخوضها بالوكالة عنهم لترويض الدب الروسي واضعافه .. الرئيس الامريكي جو بايدن فاجا العالم في الذكرى الاولى للحرب بزيارة سرية الى كييف وصفتها روسيا بانها " عرض سيّئ في مسرحية فاشلة " .. الزيارة تمت بالقطار واستغرقت ٥ ساعات تفقد خلالها بايدن جبهة القتال ومسرح الاحداث مؤكدا استمرار امريكا ودول الغرب في دعم كييف حتى تحقق النصر ‏.. الرئيس الاوكراني زيلينسكي الذي تسبب بتصرفاته في تدمير بلاده وشعبه القى خطابا بمناسبة مرور عام على الحرب ليؤكد للعالم أن انتصار بلاده في الحرب أمر حتمي في العام الثاني إذا وفى الغرب بوعودهم له ونسي ان الغرب سبق ان وعدوه بدخول الحرب الى جواره ثم تنصلوا من وعودهم خشية الصدام مع روسيا واكتفوا بارسال الاسلحة فقط .

بوتين يعتبرها حربا مقدسة للدفاع عن الامن القومي لبلاده ويلوح بالقدرة النووية اذا فكرت امريكا وحلفائها في الاقتراب والتصوير
الواقع مؤلم ويؤكد ان الامور تسير من سيء الى اسوأ ويشير الى ان الحرب الروسية الاوكرانية تبدا عامها الثاني وسط حشد واستعدادات اكبر من الطرفين ودعم عسكري غير مسبوق لكييف

الواقع يؤكد ايضا انه رغم المبادرة الصينية للسلام والتي تحاول بكين انجاحها واقناع الاطراف بها دون استجابات مشروطة الا ان مساعي المفاوضات الصادقة منذ بدء هذا الصراع لا تبدو مشجعة

وفي ظل مخاوف من التصعيد القريب تبدو نهاية الحرب الروسية بعيدة مع تمسك كل طرف بشروطه واهدافه فهل يكون العام الثاني من الحرب عام التصعيد ام يكون عام اسكات البنادق  وهل من فرص حقيقية للسلام بين موسكو وكييف ؟ وما هي السيناريوهات المرتقبة لاستمرار هذه الحرب ؟ وماذا عن قدرة البلدين على الاستمرار والسؤال الاكبر من سيفوز في النهاية ؟!!

فما كان يظنه بوتين نزهة لجنوده في شوارع كييف وعملية عسكرية تنتهي في أسبوع لم يحدث ووجد مقاومة رهيبة جعلت الحرب تستمر والامور تستعصي عليه لتصل إلى تمام السنة الأولى ..الارض الاوكرانية التي كان يعتبره أرضا تاريخية تابعة للامبراطورية الروسية لم يتوقع ردة فعل ابنائها ولا ردة فعل الدول الغربية وامريكا لكبح جماح بوتين وتطلعاته وحرصهم على الا تقوم للروس قائمة من جديد

بالتاكيد العالم بأسره تضرر على كافة المستويات السياسية والاقتصادية والاجتماعية وما زال شبح توسيع رقعة الحرب يخيم على الجميع .. مئات الملايين من البشر حول العالم لا يهمهم اليوم من ينتصر في الحرب ومن يخسر وإنما يهمهم أن تتوقف هذه الحرب بأى طريقة بعد ان اكتوى الجميع بنيرانها وضرب شبح الفقر والجوع الاقتصاد العالمى