أحوالنا

زينب إسماعيل تكتب: «المشكلة» أننا كلما اشتهينا إشترينا!

زينب إسماعيل
زينب إسماعيل

جاء في الأثر أن سيدنا جابر بن عبد الله قام بشراء "لحم" وأثناء سيره التقى بسيدنا عمر بن الخطاب، فقال له: ما هذا يا جابر؟ قال له: هذا لحم اشتهيته، فقال له : أكلّما اشتهيت اشتريت ! ربما تم توظيف هذه الحادثة  لصالح  ما نعانيه من الجنون الذي التجار وتسابقوا لغلاء السلع الرئيسية التي لا يستغني عنها متوسطي الدخل أو فقراء الدخل ! وكأنّ المراد من الإشارة إلى هذه الواقعة "الاستغناء".

وفي رواية أخري  جاء في الأثرأيضا أن الناس - في زمن الخليفة عمر بن الخطاب  رضي الله عنه - جاؤوا إليه وقالوا: نشتكي إليك غلاء اللحم فسعّره لنا بمعني أن يصدر الخليفة قرارا بتخفيض ثمن اللحم ، فقال: أرخصوه أنتم؟ فقالوا: نحن نشتكي غلاء السعر واللحم عند الجزارين، ونحن أصحاب الحاجة  فتقول لنا: أرخصوه أنتم؟ ، وهل نملكه حتى نرخصه؟ وكيف نرخصه وهو ليس في أيدينا ؟ فقال قولته الرائعة: اتركوه لهم.. وبين أمس مضي وحاضر نعيشة مر الزمان ليعيد أيامه وكانت الإنتفاضة الشعبية عام 1977 ضد غلاء اللحم وكانت العبارة الشهيرة " سيد بيه يا سيد بيه كيلو اللحمة بقي بجنية ".

وها نحن بعد أعوام جاوزت الأربعين نعيش المشكلة مع الفارق طبعا وزاد عليه غلاء الفول والعدس والبصل والطماطم حتي رغيف العيش ..السؤال هنا من المسئول عن جشع التجار والتلاعب بنا وبالأسعارهل الجهات الرقابية أم نحن المستهلكين ! هذا بالرغم من أننا لا ننكر دورالحكومة  في توفير السلع في مخيمات وسيارات متنقلة في أنحاء الجمهورية وبأسعر مخفضة تزاحم عليها المحتاج وغير المحتاج !خاصة مع اقتراب شهر رمضان بحجة التخزين ! وان كان لابد من مراقبة تلك الجهات وتنظيم توزيعها لهذه السلع  حتي تصل الي الفئات المقصودة !

الحل الأمثل:هو أن نبحث عن ما اقترفناه من ذنوب كانت سببا في ابتلائنا بالغلاء ، وإيقاظ جهاز الرقابة في أنفسنا ومقاومة شهوة الشراء بالإمتناع والإستغناء عن السلع التي أصابها الجشع  وتركها للتجار. و تأكيدا وبكل تأكيد إن شاء الله شهر رمضان سيكون كريما حتي وإن كان بدون اللحم أو البانية .