«رجال خلف القيصر».. حلفاء بوتين في الحرب على أوكرانيا | تقرير

حلفاء بوتين في الحرب على أوكرانيا
حلفاء بوتين في الحرب على أوكرانيا

عام مر على اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية، برزت خلاله العديد من المشاهد والشخصيات المؤثرة في سير المعارك على الأرض، وفي الساحات الدولية.

واشخاص كثيرة ظهرت على الساحة حول الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، منها العسكرية ومنها السياسية، وأخرى دبلوماسية.

وتستعرض بوابة أخبار اليوم خلال التقرير التالي أبرز الشخصيات الداعمة للرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

عقل بوتين

يعرف عن بوتين الذكاء الشديد، والحس الأمني بسبب خلفيته المخابراتية، والتي تجعله لا يقرب منه أي شخصية بسهولة، من بين أبرز الوجوه التي ظهرت حول القيصر الروسي، ظهر الفيلسوف الروسي ألكسندر دوجين، الذي يعد فيلسوف وكاتب قومي وباحث سياسي روسي يوصف بأنه "عقل بوتين"، يتقن 8 لغات، درس الطيران في معهد موسكو قبل أن يغير مساره إلى الفلسفة والعلوم السياسية وعلم الاجتماع.

في مساء 20 أغسطس 2022، فقد دوجين ابنته وسكرتيرته الصحفية داريا إثر انفجار سيارتها في ضواحي موسكو، وحسب التحقيقات، فإن دوجين كان من المفترض أن يركب السيارة التي انفجرت، لكنه استقل سيارة أخرى في آخر لحظة. 

كما يُعتبر دوجين المنظر الفكري الرئيسي للأيديولوجية القومية التي يلتزم بها الكثيرون في الكرملين.

وسبق للمفكر أن أعرب عن دعمه للعملية العسكرية، وفُرضت عليه عقوبات أمريكية منذ عام 2015 لتأييده ضم موسكو لشبه جزيرة القرم عام 2014.

وزير دفاع بوتين

يعتبر الفريق أول سيرجي شويجو، وزير الدفاع الروسي، الذي تولى المنصب منذ عام 2012، "ولي العهد" الدائم، وأحد القلائل في الدائرة الأولى للسلطة، المقربون من القيصر الروسي، داخل أروقة الكرملين، 
هو الوزير السابق لشؤون حالات الطوارئ، ولعب دوراً مهماً في انتصار روسيا بالصراع المسلح في أوسيتيا الجنوبية خلال رئاسة ميدفيديف، وفي تعافيها من الأزمة الاقتصادية العالمية.

اكتسب شويجو شعبية بعد بداية الألفية، أثناء إدارة وزارة حالات الطوارئ، ومنذ ذلك الحين ظهر بشكل بارز بوصفه منقذاً في زي عسكري، وبدا نشيطاً في مقدمة مسيرات النصر. 

تولى إصلاحات مهمة في مجال تنفيذ القوانين، وأطلق حملة لمكافحة الفساد، وهو من أقوى الشخصيات في المشهدين العسكري والسياسي في روسيا، ويعد مرشحاً قوياً لخلافة بوتين، كان عضواً في الحزب الشيوعي، بدأ مسيرته السياسية في نهاية الحقبة السوفييتية، لكنه الآن عضو المجلس الأعلى لحزب "روسيا الموحدة" الحاكم.

الدبلوماسي المحنك

يعد وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف دبلوماسي روسي من الطراز الرفيع ، فهو يقود وزارة الخارجية الروسية منذ عام 2004، أي لقرابة العقدين.

ورغم أنه لم يدرس أو يعمل مع بوتين في المؤسسات الأمنية، يقال إن الرئيس الروسي يقدره ويحترمه بشدة لـ"عدم ارتكابه أخطاء خلال مسيرته المهنية الطويلة".

قاد الدبلوماسي المحنك العديد من المعارك في الساحات الدبلوماسية بالتوازي مع المعارك الحربية على مدى عام كامل منذ إندلاع العالمية العسكرية الروسية في أوكرانيا.

ميديفيدف.. ظل الرئيس

يعتبر ديمتري ميدفيديف سياسي روسي شغل منصب نائب رئيس مجلس الأمن الروسي منذ عام 2020، وكان قبلها رئيس وزراء روسيا العاشر للفترة من عام 2012 -2020،  وشغل سابقاً منصب رئيس روسيا الثالث، من 2008 إلى 2012، وعندما تسلم منصبه في سن الـ 42 كان أصغر عمراً من رؤساء روسيا الثلاثة السابقين.

وصف ميدفيديف بأنه معتدل في أرائه السياسية، وظل ذلك الانطباع الفريد لدى كثيرين مدة طويلة.

مع اندلاع العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، كان ميدفيديف أول من أيّد الخطاب العسكري للكرملين، وظل يدافع عنكل خطوات الرئيس الروسي في إدارته للعملية العسكرية.

ويبدو أن هذا الرجل، الذي هو أيضا نائب رئيس مجلس الأمن الروسي، حصل على مكانة لدى الكرملين مرة أخرى.

في 2007 فاجأ بوتين الحزب الحكام باختيار حليفه الدائم  والذي كان يشغل منصب النائب الأول لرئيس الوزراء وقتها ديميترى ميدفيديف مرشحا لخوض الانتخابات الرئاسية كما أعلن دعمه الكامل له.

صداقة بوتين وميدفيديف تجعل منهما حليفين دائمين، فكلاهما درسا القانون فى جامعة لينينجراد الوطنية، وعملا معا في لجنة الشؤون الخارجية لحكومة سان بطرسبورج ثم الحكومة، اصبح ميدفيديف، معروفا جيدا لزميله ونصيره بوتين والذي يقول عنه: "أعرفه معرفة جيدة وأدعم بشكل كامل وتام هذا الاقتراح".

الدعم الذي حظي به ميدفيديف، جعله رئيسًا لروسيا، وفي اليوم الثاني لاختياره قرر تكليف بوتين برئاسة الوزراء ليظل على رأس السلطة في روسيا يشكل الاثنان خريطة العمل بها وأولوياتها، مضت سنوات الرئاسة سريعًا ليفاجئ ميدفيديف العالم بأنه لن يترشح تاركًا المجال لعودة بوتين من جديد إلى الرئاسة الروسية.

بيسكوف .. لسان بوتين

يشغل ديميتري بيسكوف منصب المتحدث باسم الكرملين منذ عام 2008، وهو يبدي تفوق في هذا المنصب، فمنذ انطلاق العالمية العسكرية الروسية داوم صوت الكرملين على مواجهة الغرب في الساحات الدولية وإظهار وجهة نظر الرئاسة الروسية في عدة ملفات دولية منها ما يخص الحرب، ومنا ما يخص الداخل الروسي.

وتمكن بيسكوف، صاحب الـ 54 عاما من خداع فريق بايدن الأمني عندما أوحى إليهم أن روسيا لن تشن حربا ضد أوكرانيا، مما تسبب في تردد واشنطن حتى دخول روسيا للأراضي الأوكرانية في الـ24 فبراير مع انطلاق العملية العسكرية.

زاخاروفا.. سيدة الدبلوماسية الروسية

تأتي ماريا زاخاروفا خلف وزير لافروف، فهي المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية، وتعد أحد الشخصيات المتميزة داخل الدائرة الخاصة ببوتين.

تبلغ زاخاروفا من العمر 46 عاما، وهي أول متحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية وتشغل هذا المنصب منذ عام 2015.

تشتهر زاخاروفا، بأسلوبها الحاد في التواصل والانتقادات اللاذعة السريعة التي تحب نشرها ضد المسؤولين الغربيين، وبالأخص منذ اندلاع العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا.

طباخ بوتين

يعدُّ يفجيني بريجوزين الذي لا يغيب عن الأضواء حليفاً مقرباً مع من سيد الكرملين، ويقود مجموعة فاجنر، التي يقال في تقارير أجنبية أنها تمثل 10% من القوة الروسية في العملية العسكرية.

يشتهر يفجيني بريجوزين، صاحب الـ62 عاماً، بامتلاكه لشركات تموين ومطاعم وتوفير الطعام والشراب للمناسبات الرسمية في الكرملين.

ويظهر في إحدى أشهر صوره وهو يقدم طبقاً للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، مما يعكس مدى ثقة القيصر الروسي بالرجل الذي قد عُرف فيما بعد بلقب "طباخ بوتين".

ينحدر كل من بريجوزين وبوتين من مدينة سان بطرسبرج، ثاني أكبر مدن روسيا، وتعود علاقتهما ربما إلى التسعينيات من القرن الماضي، عندما كان بوتين يعمل في مكتب عمدة سان بطرسبرج، وكان يتردد حينها على مطعم بريجوزين الذي كان يحظى بشعبية بين المسؤولين المحليين.

لسنوات عديدة حاول بريجوزين نفي صلاته بمجموعة فاجنر، بل رفع دعوى قضائية ضد الصحفيين الذين زعموا أنه أسسها.

إلا أنه في سبتمبر من العام الماضي وبعد ستة أشهر من انطلاق العملية الروسية في أوكرانيا، اعترف طباخ بوتين فجأة أنه أسس مجموعة فاجنر، بعد أثبتت أنها واحدة من أكثر الوحدات الروسية فعالية في الحرب، وقال عبر بيان أصدره مكتبه الصحفي الذي أكد ذلك البيان لرويترز أيضاً "قمت بتنظيف الأسلحة القديمة بنفسي، وقمت بفرز السترات الواقية من الرصاص شخصياً ووظفت متخصصين يمكنهم مساعدتي في ذلك".

أبن بوتين المدلل

من بين الوجه البارزة حول سيد الكرملين خلال العملية العسكرية، كان هناك الرئيس الشيشاني رمضان قديروف، الذي أعلن أنه نشر 12 ألف مقاتل شيشاني لدعم القوات الروسية، امتثالا لطلب الرئيس الروسي ، حتى انه قال في أحد تصريحاته أنه لا يتردد في إرسال أبنائه للمشاركة في العملية العسكرية.

يعد قديروف الأبن المدلل للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الذي صعد إلى السلطة على نحو سريع وغير متوقع، ونجح في تولي رئاسة الشيشان عام 2007 وعمره 30 عامًا، وأنشأ نظامه السياسي الخاص.

التصق اسم قديروف بأكثر التصريحات حدة تجاه التعامل مع كييف، ولم يتردد في دعوة الكرملين للتفكير في استخدام السلاح نووي منخفض القوة ضدها.

ويُعرف عن قديروف ولاؤه المطلق لبوتين، وأعرب عدة مرات عن قناعته بأنه يجب على القيصر الروسي أن يظل في سدة الحكم إلى الأبد.