الحقيقة كنز .. المهنية كنز .. الوثائقية كنز

محمد العدوي يكتب: العالم حيا بين يديك .. دون تزييف

محمد العدوي
محمد العدوي

منذ أيام طلت علينا القناة الوثائقية، إطلالة بمثابة بناء جديد في جدار الوعي، سبقها جدار آخر هو قناة القاهرة الإخبارية، لتكتمل الصورة إلى حد كبير، الوعي معركة تخوضها مصر بكل ضراوة وثقة، معركة حقيقية الانتصار فيها مقدر لوطن يسعى كل يوم للتغيير ويحارب كل يوم من كل الاتجاهات، وجود أسلحة إعلامية بقدر القاهرة والوثائقية ضرورة، أذرع إعلامية ترفع شعار الحقيقة والمهنية، تصل للعالم وتجعل العالم حيا بين يديك امرصعب لكن الأصعب أن يحدث هذا دون تزييف، أن يحدث هذا دون أجندة مغرضة، أن يحدث هذا دون تحريف... نجحت القاهرة وامتدت ويوما بعد آخر تصل إلى مربع جديد وتثبت أنها رقم مهم وصعب في الإعلام الإقليمي بشكل عام بجهود كتيبة من شباب مصر الذي يحمل الرسالة ويعي أهمية ما يفعل ويقودهم اعلامى شاب طموح يحركه شغفه وحبه للمهنة والحقيقة هو الكاتب الصحفي أحمد الطاهري الذي لا ترضيه الحلول الوسط ولا يقبل بغير التحديات الصعبة التي يخوضها وينجح لشغفه وإصراره في نقل صوت مصر إلى العالم... وبعدها ووفقا لخطة واعية ومحترفة من إدارة الشركة المتحدة جاءت الوثائقية، الحلم الذي راود عشاق السينما والإعلام على حد سواء، الحلم الذي يعطى مساحة أخرى من الإبداع وفقا لنموذج خاص جدا منفردا شعاره المصداقية والحيادية والحقيقة دون تزييف لتصبح الصورة كاملة، سعدت بالقاهرة وأثمن جهودها وفرحت بالوثائقية التي استطاعت أن تصبح حديث العالم في أيامها الأولى... أؤمن دائما بأن ال مولود جديد إذا لم يحدث صياح وصريخ عند ولادته تشك في سلامته والوثائقية أحدثت ضجيجا وصخبا ملأ الدنيا بجهد مجموعة من الشباب المتحمس الواعي والقادر على صناعة الاختلاف، فوجئت بإدارة شابة من المخرج شريف سعيد والكاتب الصحفي أحمد الدريني الذي أثبت أنه كتلة من المواهب تستحق الإشادة وحواره  الذي تناقلته وكالات أنباء العالم مع أمير حدود داعش أظهر وعيا وحبا ومهنية نستحقها

الوثائقية ليست مجرد قناة تليفزيونية، هي مشروع نهضوي حقيقي، مشروع فني مهم، السينما التسجيلية المصرية كانت وما زالت تستطيع أن تقدم الحقيقة أن تكشف وجوه غير اعتيادية، أن تنقب عن الكنوز، الفيلم التسجيلي ذاكرة حقيقية، هناك من عبث لسنوات طويلة وضلل وزيف، هناك من أوهم الجميع بأشياء لم تحدث، وجود قناة مصرية لها هذا التأثير العالمي والإقليمي كان ضروريا، كان مهما في معركة الوعي، لسنوات طويلة كان هناك أزمة حقيقية في تقديم السينما التسجيلية رغم وجود قامات فنية كبيرة حققت نجاحا واسما للفيلم التسجيلي لكن ظروف الإنتاج في مصر حالت دون تقديم الجديد المتقن وأبعدت إلى حد ما استكمال المسيرة، أثق أن هذا مع وجود قناة الوثائقية قد أصبح جزء من الماضى، اثق ان القناة الوليدة قادرة على خلق جيل جديد من التسجيليين وتقديم الدعم للكبار من اجل العودة، اثق ان الوثائقية التى التفت حولها الاسرة المصرية بحب وفرحة سوف تعيد للاسرة السينمائية التسجيلية بريقها من جديد وهو دور مهم، فتحية حقيقية للشركة المتحدة للخدمات الاعلامية، وتحية لمن فكر وقرر ان يقدم هذه الجرعة الرائعة من الحقيقة، من هذا الكنز.