فى الصميم

من البداية كانت.. حرب روسيا وأمريكا!

جلال عارف
جلال عارف

مع بداية العام الثانى للحرب فى أوكرانيا يدخل الصراع مرحلة بالغة الخطورة.

طوال العام الأول للحرب كان هناك حرص من طرفى الصراع على إبقائه فى حدود أوكرانيا، وعلى تحاشى الخطوط الحمراء حتى لا تدخل روسيا ودول "الناتو" فى صدام مباشر.

ورغم التصعيد المستمر من الجانبين، فقد ظلت الأبواب "مواربة" ولم تغلق تماماً فى وجه احتمالات الحوار.

مع بداية العام الثانى يبدو المشهد مختلفاً تماماً. الحشد المستمر من الجانبين استعداداً لمعركة الربيع، ومستوى التسليح يرتفع بصورة سريعة. وبعد أن كانت دولة مثل ألمانيا تكتفى فى بداية الحرب بإرسال خوذات للجنود، أصبحت ترسل أقوى الدبابات فى العالم.

والحديث عن إرسال طائرات مقاتلة أو صواريخ حديثة لأوكرانيا أصبح مطروحاً حتى لو كان فى نطاق الحديث فقط حتى الآن!
الأخطر..

هو هذه المواجهة بين بايدن وبوتن (أو بين روسيا وأمريكا) وما تشير إليه من انتقال الصراع إلى مرحلة جديدة.

زيارة بايدن لأوكرانيا هى رسالة واضحة تؤكد أن الصراع - فى جوهره - هو صراع روسى - أمريكى. وما رافق هذا التطور من أحداث يؤكد أن هناك توجهاً لزيادة الضغط على روسيا تشارك فيه أوروبا المتعبة من تكلفة الحرب والخائفة من استمرارها.

زعامة أوروبا الممثلة فى فرنسا وألمانيا تعلن أن هذا ليس وقتاً للحوار، وأن الدعم العسكرى لأوكرانيا هو الذى يجبر روسيا على التفاوض. وفى نفس الوقت نرى رسائل للصين تحذر من تقديمها أى مساعدة عسكرية لروسيا، ويبدو المشهد كله وكأنه إعداد لمعركة حاسمة!!

فى المقابل ترد روسيا بالإعلان عن استمرارها فى مخططاتها، وتحمل دول الغرب مسئولية اشتعال الحرب، وأعلن بوتين أن الغرب يريد تحويل الصراع إلى حرب عالمية، كما أعلن تعليق مشاركة روسيا فى معاهدة الأسلحة النووية الاستراتيجية مع أمريكا، وأن روسيا ستواصل التجارب النووية إذا فعلت الولايات المتحدة ذلك.. وهو ما يعيدنا إلى أخطر فترات الحرب الباردة!

الطرفان - بالتأكيد - يدركان خطورة الموقف.. لكن فى ظل هذا المستوى من التصعيد من يستطيع أن يضمن أن يستمر الوضع تحت السيطرة؟!