كرم جبر يكتب: اعلموا أن حكم مصر ليس سهلا !

كرم جبر
كرم جبر

«اعلموا أن حكم مصر ليس سهلا « .. تلك آخر كلمات قالها الملك فاروق للرئيس محمد نجيب بعد ثورة 23 يوليو 1952، وقبل أن يغادر الإسكندرية فوق اليخت المحروسة .
لم يستوعب الإخوان الدرس وظنوا أن مصر قطعة خبز طرية يمكن التهامها بسرعة، فاستعصت عليهم وكتمت أنفاسهم .

لم يفهم الإخوان الفرق بين الإدارة السياسية للدول، وبين اختطاف العصابات للرهائن، فعملوا على شق وحدة المصريين، وتخريب السلام الاجتماعى ووحدة الصف، وإفساد قيم المحبة والمودة والتراحم، التى كان يتصف بها هذا الشعب الطيب، فتحول بعضهم إلى القسوة والعنف ولا تهتز له شعره من مناظر الذبح والقتل والدماء.

ولم يستفد الإخوان من الحكم والمواعظ، التى كانوا يزينون بها خطاباتهم، مثل الآية الكريمة « تؤتى الملك من يشاء وتنزع الملك ممن تشاء»، وكان رئيسهم يتصرف وكأنه منزه عن الخطأ ولا يأتيه الباطل من بين يديه ولامن خلفه، فبغى وطغى وتجبر وافترى، حتى نُزع من الملك وأُجهضت الخلافة التى سعوا إليها، وأنقذ الله البلاد والعباد من شر رهيب.

حشدت الجماعة الإرهابية أهلها وعشيرتها لتخريب مصر، ورفعت جماعته شعار «يا نحكم مصر.. يا نحرقها»، وأدخلوا البلاد فى نفق مظلم، وفرضوا عليها قتالا مريرا مع الإرهاب والإرهابيين .

أرادوا استنزاف البلاد فى حرب إجرامية صد الإرهاب، بلغت تكلفتها 84 مليار جنيه فى ثلاث سنوات، 3277 شهيدا، إضافة إلى 12 ألفا و280 مصابا، وكان يمكن أن تسهم هذه الفاتورة الباهظة فى تحسين الأحوال المعيشية، وإنقاذ أرواح آلاف من خيرة شباب مصر.

كان هدفهم الأول والأخير هو محو معالم الدولة المصرية وإقامة خلافتهم ولو كان ذلك على جثث الضحايا وأشلاء الوطن، وكانوا على استعداد لقتل المصريين والتفريط فى التراب الوطنى ثمنا للبقاء عليه .

الذى أطاح بعقولهم وتفكيرهم هو نهاية حلم الإمارة الإخوانية، ولو استمروا لا قدر الله - لعادت مصر للوراء عدة قرون وتلاشت حضارتها وثقافتها وتنويرها على مقصلة التخلف والرجعية والظلامية.

فعلوا فى أنفسهم فى عام واحد ما لم يحدث لهم منذ نشأتهم طوال 80 عاما، وحكموا على أنفسهم بالذبول السياسى من فرط ما عاناه المصريون من دمويتهم وديكتاتوريتهم .
وأدرك من كانوا يقولون عنهم إنها طيبون وبتوع ربنا هذه الأكاذيب، ولولا أن ذاق الناس مرارتهم واكتووا بنارهم ما خرجوا بالملايين فى الشوارع والميادين يبحثون عمن ينقذهم.