مقتنيات جاذبية سري والجزار وندا في سوثبي

«الحديقة» من أعمال جاذبية سرى
«الحديقة» من أعمال جاذبية سرى

أعلنت دار (سوثبى) للمزادات عن عرض مجموعة من الأعمال الفنية لكبار الفنانين التشكيليين فى مصر والعالم العربى والتى ستطرح للمزاد  فى الفترة من 28 فبراير إلى 3 مارس. وتمثل لوحة (الحديقة) للفنانة الكبيرة جاذبية سرى أبرز مقتنيات المجموعة، ويقدر سعرها الافتتاحى بنحو 80,000 جنيه استرلينى وتعد جاذبية سرى واحدة من أعظم الفنانات المصريات فى جيلها. ولدت سرى فى القاهرة عام 1925 وكرّست حياتها للرسم وتصوير أفراح مصر وأحزانها من خلال لوحاتها الجريئة والمبهجة، حتى وفاتها عام 2021. «الحديقة» عمل فنى من المرحلة الأولى من أعمال الفنانة، يعكس مرحلة «بلوغ سن الرشد» المبكرة ويستكشف المراحل المختلفة فى حياة المرأة، فى هذه الأعمال المبكرة، برزت مشاهد سرى الساحرة بفضل نهجها الإبداعى فى القضايا الاجتماعية والإنسانية المرتبطة ارتباطاً وثيقاً بالثقافة المصرية.


وأشبعت سرى أعمالها بإدراك حيوى عالٍ للأنوثة، تنقل بين مخاوفها بشأن كيفية تمثيل المرأة، وعدم المساواة الطبقية، وكذلك آمالها فى التقدم الاجتماعي. وتتضمن الأعمال المعروضة فى الدار لوحة (صورة غراتسيلا) للفنان عبد الهادى الجزّار ويقدر سعرها بنحو 50 ألف جنيه إسترلينى وتشهد هذه اللوحة على محطة محورية بين مرحلتين فنيتين رئيسيتين، وهى واحدة من اللوحات النادرة التى رسمها الفنان الحداثى المصرى عبد الهادى الجزّار.

واشتهر الجزّار بمؤلفاته السريالية والفولكلورية، وقاد مرحلة تحول قصيرة ولكنها دراماتيكية فى الأسلوب خلال فترة دراسته فى روما، حيث رسم مجموعة متواضعة من اللوحات فى عام 1960.

وفى هذه المجموعة الصغيرة، تبرز هذه اللوحة باعتبارها اللوحة الوحيدة التى لا تدمج الزخارف الفولكلورية البرّاقة، لكنها تُركز على تناغم الألوان الباهتة.

وتؤكد على التعبير القوى لفتاة صغيرة مجهولة غارقة فى أفكارها، وتتضمن الأعمال المعروض لوحة (المغنين) للفنان حامد ندا والتى رسمها عام 1990 ويقدر سعرها بنحو 40,000 جنيه استرليني.        


ولد حامد ندا فى أحد أحياء القاهرة القديمة عام 1924، وركّز فى دراساته فى الكلية الملكية للفنون الجميلة على الفنون الشعبية المصرية، ثم انتقل إلى اسبانيا حيث درس فيها فن الرسم الجدارى لمدة عامين. عندما عاد إلى مصر، عمل أستاذاً للرسم على الجدران، حيث قام بتدريس هذا الفن حتى وفاته عام 1990 (العام الذى رُسم فيه هذا العمل).


ومن أهم الأعمال عمل «الشارب» للفنان المصرى الكبير فؤاد كامل والذى أبدعه عام 1951 يُقدر سعر العمل بنحو 60 ألف جنيه إسترلينى.. كان فؤاد كامل أحد الأعضاء المؤسسين لمجموعة «الفن والحرية» فى مصر، وهى مبادرة متجذرة فى مجال الإصلاح الفنى والسياسي.

وعرض كامل أعماله فى أول معرضٍ للمجموعة عام 1940، حيث كان وقتها فى العشرين من عمره. يُعد هذا العمل، الذى تم رسمه بعد عامين فقط، أحد أقدم أعماله، ويُمثل معلماً فريداً فى تاريخ الفن المصرى الحديث.

و‎تأثّر كامل بشدة بفنانين عالميين أمثال جورجيو دى شيريكو، وماكس إرنست، وبابلو بيكاسو، وشايمسوتين، وأميديوموديليانى.  وكما فعل هؤلاء الفنانون، استخدم كامل نمط الفن التكعيبى والسريالى للتعبير عن القلق الذى سببته وغذته ظروف الحرب والفقر.

والشخصية المركزية هنا فى هذه اللوحة هى الحاضنة والكرسى فى آنٍ واحد، مع التركيز على كأس الشرب شبه الفارغ فى الوسط، والذى يشير إلى معانى الندرة واليأس.

اقرأ ايضاً | منى عبد الكريم تكتب: الفنان التشكيلي ماهر جرجس يحتفي بالقراءة بطريقته الخاصة

نقلا عن مجلة الأدب : 

2023-2-19