يرصد بسماء الوطن العربي بعد غروب شمس اليوم، الأربعاء 15 فبراير 2023، اقتران الزهرة أكثر الكواكب لمعاناً ( -3.8 ) مع كوكب نبتون ( +8.0 ) الأكثر خفوتا في نظام الشمسي، وسيفصل بينهما 0.3 درجة فقط باتجاه الأفق الغربي.
اقرأ أيضاً | بدءًا من غد.. «3» ظواهر فلكية تزين السماء منها اقتران القمر وقلب العقرب
ووفقا لعلماء الفلك، كوكب نبتون لن يكون مرئي للراصد بالعين المجردة ولكن عند توجيه المنظار نحو كوكب الزهرة سيظهر كنقطة ضوئية أسفل الزهرة، وهي فرصة إذا لم تكن قد شاهدت هذا الكوكب من قبل، بل ويمكن كذلك رؤية الكوكبين سويًا في مجال رؤية التلسكوب بسبب المسافة الظاهرية الصغيرة بينهما.
عند مراجعة الاقترانات الكوكبية سيكون من النادر جدًا العثور على اقتران بين كوكبين مختلفين مثل الزهرة ونبتون، حيث يتمثل الاختلاف الرئيسي بين هذين الكوكبين في الظروف القاسية من حيث الحرارة الشديدة ودرجات الحرارة الباردة لدى الآخر.
يبعد كوكب الزهرة حوالي 108 مليون كيلو متر من الشمس، وهو يشبه الأرض من حيث الحجم والكثافة، والتركيب الصخري، ولكن مختلف بدرجة كبيرة في درجة حرارة سطحه، البالغة 475 درجة مئوية، وهي ساخنة بدرجة كافية لإذابة الرصاص، ويعتقد أن سطحه مغطى بالبراكين حيث تساعد هذه البراكين في تأثير الدفيئة الذي يحدث في الغلاف الجوي السام، هذا يجعل كوكب الزهرة أكثر الكواكب سخونة في النظام الشمسي على الرغم من أن عطارد أقرب إلى الشمس.
أما نبتون هو الكوكب الثامن من الشمس ويبعد حوالي 4.5 مليار كيلو متر عن الشمس، وهذه المسافة تعادل 30 ضعف المسافة بين الأرض والشمس، وهذا يعني أن نبتون يستغرق 165 سنة أرضية لإكمال مداره.
كوكب نبتون لا يمتلك سطح صلب و درجة الحرارة عليه شديدة البرودة تبلغ حوالي - 214 درجة مئوية، هذا لا يجعله أبرد كوكب في النظام الشمسي، ومع ذلك فهو الثاني بعد العملاق الجليدي أورانوس، الذي يعتبر أكثر برودة على الرغم من كونه الكوكب السابع من الشمس، فهو قريب من الشمس بحوالي مليار ميل من نبتون.
تختلف الزهرة ونبتون أيضًا اختلافًا كبيرًا من حيث الحجم، فإذا تم تقليص كوكب الزهرة إلى حجم عملة معدنية فإن العملاق الجليدي نبتون سيكون بحجم كرة البيسبول، هناك شيء واحد مشترك بين الزهرة ونبتون، وهو عدم قدرتهما على استضافة الكائنات الحية، فالغلاف الجوي يصنع درجات حرارة عالية جدًا على كوكب الزهرة ويتكون في الغالب من ثاني أكسيد الكربون، كما أنه يصنع ضغط جوي عالي جدا على سطح الكوكب يزيد 90 مرة عن تلك الموجودة على الأرض عند مستوى سطح البحر.
بالإضافة إلى أنه يخضع نبتون لسرعات رياح عالية جدًا حيث تبلغ سرعة الرياح عند خط الاستواء للكوكب حوالي 1000 كيلومتر في الساعة، لكن سرعة الرياح ترتفع عند العاصفة العملاقة للكوكب الجليدي العملاق، البقعة المظلمة العظيمة، لتصل إلى أقصى درجات حوالي 1900 كيلومتر في الساعة.
