عاجل

خطوط حمراء

صناعة الثقافة

محمود بسيونى
محمود بسيونى

 الثقافة مقياس رقى الشعوب، والرقى المقصود يختلف عن الغنى والثراء المادى، فالإبداع لا يشترى والمبدعين أصحاب صنعة لها أصول، أهمها التفرد، وصعوبة التكرار ثم يأتى الاختيار من بين متعدد وهى عملية لا تمتلكها سوى الدول ذات التاريخ وصاحبة الحضارة .

تلك الشعوب هى صاحبة الصنعة، المتمكنه من أدواتها، بل من الصعب جدا تقليدها، ومن هنا تأتى أهمية معرض القاهرة الدولى للكتاب والذى يزداد قوة عام بعد عام رغم قوة المنافسة مع معارض أخرى إلا انه حافظ على مكانته المتقدمة رغم التحديات الاقتصادية الصعبة وتكاليف النشر المتزايدة.

يملك المعرض شخصية متفردة، فهو مكان جامع للاسرة المصرية رغم التحدى الاقتصادى، يزوره الملايين خلال انعقاده، وتنضم إليه سنويا مئات العناوين الجديدة سواء مصرية او عربية وهو ما أعطاه قوة متعاظمة فى صناع الفكر والثقافة العربية ويحتفظ ببريق قوة مصر الناعمة.

يكفى النظر الى قائمة المكرمين بداية من الشاعر صلاح جاهين وصولا للاحتفال بمئوية كاتبنا الكبير الراحل محمد حسنين هيكل اسطورة الصحافة العربية وصاحب المكتبة السياسية الأهم، وغيرهم الكثير، ثم كانت قائمة الشخصيات الأدبية رفيعة المستوى المشاركة سواء من الدول العربية والغربية التى شدت الرحال الى القاهرة من اجل المشاركة فى الحدث الثقافى المصرى.

ما شهده معرض الكتاب هو تصويت مصرى عربى غير مباشر على ان القاهرة كانت وستظل عاصمة الثقافة العربية.