عضو مجمع الخالدين يوضِّح منهج تَعَلُّم اللغة العربية

الاستاذ الدكتور أحمد عبد العظيم عضو مجمع اللغة العربية
الاستاذ الدكتور أحمد عبد العظيم عضو مجمع اللغة العربية

رد مجمع اللغة العربية على تساؤل: ما الطريقة السليمة في دراسة اللغة العربية من ناحية الترتيب: الإملاء أم النحو أم الصرف؟ وما ترشيحات الكتب للمبتدئين؟.

حيث أجاب أ.د.أحمد عبدالعظيم (عضو المجمع) قائلًا: المنهج الرشيد في تعلم اللغة العربية لا يكون عن طريق البدء بدراسة القواعد الصرفية والنحوية والإملائية، واستظهارها، وإحراز الدرجات النهائية في سردها، وتعداد شروطها، وإخراج مُحْترَزات تعريفاتها؛ فحفظ كتب القواعد عن ظهر قلب لا يجعلك تتكلم أو تُكتب بمقتضاها؛ لأن اللغة شبكة متكاملة من المهارات، ولا تُكتسب مهاراتها إلا بالألفة مع اللغة نفسها، وممارستها في المواقف المختلفة، والسياقات المتباينة، شأن بناء المهارات في شَتَّى ميادين الحياة، فمن أراد صواب الطريق، وصحيح المنهج، لاكتساب مهارة القول والكتابة بالعربية، فعليه بالقراءة، فالقراءة، والقراءة، ثم القراءة لنصوص عربية مضبوطة ضبطًا صحيحًا، ومراعاة ضبطها عند نطقها وكتابتها، والوقوف على دلالة ما يقرأ، وملاحظة تنوّع أساليبها، وعلاقة الأسلوب بما ورد فيه، وسِيقَ له (علاقة المقال بالمقام)، والاهتمام بدلالة تنوّع حركة أواخر الكلمات بدلالاتها في مواقعها من الجمل، والوعي بالأثر الوظيفي لما في النَّصّ من علامات ترقيم، ورَسْم هيئة الحروف، ثم حِفْظ أكبر قَدْر من هذه النصوص - بعد ذلك - عن ظهر قلب.

إذا بَذَل الراغب في تعلم العربية صادق جهده في ما سبق ذكره، مع مُعَلِّم حقيقيّ، على نحو متصل، وعلى مدى زمني مناسب لبناء قدرة لغوية أشبه بالملَكة، فإن لسانه، ويده سيُنتِجان أنساقًا لغوية كالتي اختزنها، وعلى قدْر جهده، ومثابرته، واستيعاب توجيهات شيخه ومعلمه، تكون إجادته، ثم تأتي -بعد ذلك كله- كتب القواعد للوقوف على ما فيها، والبرهنة عليه من المحفوظ المُخْتَزَن.