«الغربية»: 24 قرية تُصدِّر منتجاتها لأسواق العالم

فرحة جمع أزهار الياسمين البلدى تمهيداً لتصديره للخارج
فرحة جمع أزهار الياسمين البلدى تمهيداً لتصديره للخارج

« 24 قرية» منتجة بمحافظة الغربية وضعت الدولة مخططًا خاصًا لتطويرها بالتوازى مع مخطط قرى «حياة كريمة» التى تم تنفيذ المرحلة الأولى منها فى مركز زفتى وحصر مشاريع المرحلة الثانية التى سوف تنطلق فى 4 مراكز «المحلة - قطور - بسيون - كفرالزيات»، حيث تم حصر جميع احتياجات أهالى القرى بهذه المرحلة تمهيدًا لانطلاقها.. أما عن تطوير القرى المنتجة ال24، فإن أبناء المحافظة خاصة فى هذه القرى دائمًا ما يفكرون فى وضع الحلول - خارج الصندوق - لإقامة المشاريع العملاقة بها كمصانع الكتان والزبيب والفخار وعسل النحل والفل والياسمين وغيرها من المشاريع التى أصبحت مصدرًا كبيرًا من مصادر الجذب لشبابها بدلًا من الهجرة للخارج أو للمحافظات المجاورة.

حيث أكد مسئولو المحافظة أن القرى المنتجة ال24 سوف يتم تطويرها تطويرًا شاملًا لتصبح نموذجًا جاذبًا يُحتذى به فى جميع قرى المحافظة.. فمثلًا قرية شبراملس التابعة لمركز زفتى رغم أنه تم تطويرها ضمن «حياة كريمة»، إلا أنه سيتم تطوير مصانع الكتان بها ضمن مشروع تطوير القرى المنتجة، حيث سيتم إقامة محطة تنقية صناعية لاستيعاب مخلفات جميع المصانع والتى تخطى عددها ال70 مصنعًا، ويتم تقنين أوضاعها.

كما سيتم إقامة مصنع لغزل الكتان بهذه القرية ليستوعب إنتاجها من شعر الكتان ومصانع القرى المجاورة لها ك«قرية ميت هاشم - كفر العزيزية» التابعتان لمركز سمنود واللتان تدخلان ضمن تطوير القرى المنتجة ويتم تمهيد جميع الطرق بهده القرى لنقل اللكتان وتوسعتها ورصفها، بالإضافة إلى إقامة طريق بديل لهذه المصانع للعمل على سهولة نقل الكتان ومشقاته من وإلى هذه القرى.

ورغم معاناة أبناء قرى محافظة الغربية بسبب ضيق البقعة الزراعية مقارنة بعدد السكان الذى وصل ال6 ملايين نسمة يعيشون فى بقعة محدودة لا يحيطها توسعات كظهير صحراوى، إلا أن النجاح تولد من رحم هذه المعاناة ويقف شاهدًا على نجاح أبناء الغربية بقدرتهم على تخطى الصعاب وتحويل معظم القرى إلى قرى منتجة كالأثاث والفل والياسمين وصناعة الزبيب وزراعة وتصنيع الكتان وتصنيع العسل وتحويل الكاوتش المستهلك إلى ذهب أسود والأوانى الفخارية وغيرها من القرى التى وصل عددها ل24، كما برع فيها شباب فى بعض الصناعات التى شهد العالم بجودتها.

ويأتى على رأس هذه القرى «شبرا بلولة»، معقل زراعة وصناعة الياسمين التى تشتهر بها قرى مركزى قطور وبسيون التى تقوم بزراعتها منذ عشرات السنين، حيث تنتج هذه القرى 95% من مُستخلص الياسمين الذى يدخل فى صناعة أرقى انواع العطور فى العالم.

ويتم تصدير المادة الخام للنباتات الطبية والعطرية من قرى قطور وبسيون لجميع دول العالم، سواء فى صورة زيوت أو أعشاب مجففة أو عجينة كما يحدث بالنسبة لنبات الياسمين، والذى تحتل فيه مصر المرتبة الأولى على مستوى العالم من حيث جودة العجينة، حيث إن قرية «شبرا بلولة» هى القرية الأم فى زراعته حيث تنتشر بها كل أنواع النباتات الطبية والعطرية، مثل العِتر، والكمون، والكُسبرة، والميلسا، وحشيشة الليمون، وسلفيا اسكلاريا، وأبو خنجر، إلا أن الأكثرية تكون عادة لزهور الياسمين البيضاء التى تسيطر على معظم المساحات التى يقوم الفلاحون بزراعتها.

وأما قرية كتامة مركز بسيون التى تشتهر بصناعة الأثاث ومشتملاته، فالدولة تدرس احتياجاتها الفعلية للعمل على توفيرها من خلال التنسيق مع الجهات المعنية وتحويلها إلى قرية منتجة نموذجية بعد الانتهاء من المنطقة الصناعية التى يتم العمل بها على مساحة 11 فدانًا وإنشاء مركز تدريب مهنى لتدريب العمالة على فن صناعة الأثاث وتغذية الورش والمصانع بها.. أما «قرية الفرستق» الموجودة على ضفاف نهر النيل بمدينة بسيون فتُعد أشهر قرية فى صناعة الفخار على مستوى الجمهورية وإنتاجها يغزو الأسواق المحلية وقد يتم تصديرها أحيانًا.

وحيث اختفت مظاهر لهو فساد الشباب فى هذه القرية وجميع القرى ال24 المنتجة بعد أن نجحوا فى القضاء على البطالة تمامًا وأصبح أبناء هذه القرى يعملون فى المصانع وأسواق الفخار، وتم نقل هذه القرى نقلة اقتصادية كبيرة بالنسبة لباقى القرى الأخرى الموجودة فى المحافظة.

واستطاع أهالى القرى المنتجة إدخال الآلات الحديثة لبعض المصانع لمواكبة التقدم التكنولوجى ودخول السوق العالمية من خلال تصدير منتجاتهم للدول العربية والأوروبية.

وكما تأتى فى مرتبة متقدمة أيضًا قرية شبراملس مركز زفتى والتى تشتهر بصناعة الكتان ومنتجاته، فبالإضافة إلى زراعة أكثر من 700 فدان كتان كل عام بخمس محافظات مجاورة تسهم قرى شبراملس ميت هاشم وكفرالعزيزية ب90 % من إنتاج الكتان الخام على مستوى الجمهورية و18% من إنتاج العالم.

وقد برعت هذه القرى فى هذه الصناعة على مدى قرن من الزمان، وقامت بتصدير منتجاتها لجميع دول أوروبا ودول شرق آسيا وعلى رأسها دولة الصين وبعض الدول الأوروبية.. ثم تأتى بعد ذلك قرية شرناق مركز السنطة والتى بها أكثر من 50 مصنعًا استطاعت تحويل العنب إلى زبيب وبيعه وتصديره أيضًا إلا أن هذه المصانع مهددة بالإغلاق بسبب عدم منحها التراخيص اللازمة لاستمرار مزاولة نشاطها بحجة تلويث مياه الصرف.

ولذلك يطالب أبناء القرية بسرعة وضع الحلول وذلك بعمل محطة تنقية صناعية بالاشتراك مع قرى الكتان ومنها شبراملس والتى لا تبتعد عن شرناق أكثر من 3 كيلو مترات لإنقاذ هذه المصانع.

 

اقرأ ايضاً | محافظ الغربية يفتتح ملعبين لكرة القدم بقرى بسيون