بقلم مصرى

الجواب من عنوانه

    صلاح سعد
صلاح سعد

الكاتب الكبير إحسان عبد القدوس كان من أبرز الكتاب فى اختيار عناوين وأسماء القصص والروايات التى يكتبها..

كانت تظهر كما هى دون تبديل أو تعديل أو تغيير..

وهى عناوين كانت تتميز بالبساطة والوضوح والتعبير عن الفكرة التى يطرحها كل عمل دون حاجة للجوء إلى عناوين تجارية بديلة نزولا على متطلبات التسويق..

وفى هذا الإطار قدم إحسان عبد القدوس العديد من الروايات والقصص التى تحولت إلى أعمال فنية سواء للسينما أو التليفزيون..

وكان فى مقدور القارئ أو المشاهد التعرف على اسم كاتبها بمجرد قراءة العناوين..

فقد كان يملك المقدرة على صياغة العناوين البراقة التى تتميز بالجاذبية رغم بساطة كلماتها مثل (أنا لا أكذب ولكنى أتجمل) وهو اسم الفيلم التليفزيونى بطولة أحمد زكى ومن خلال مضمون أحداثه لا تستطيع أن تجد عنوانا غيره..

وكذلك عنوان فيلم (الوسادة الخالية) بطولة عبد الحليم حافظ، وما زال يتردد إلى يومنا هذا كلما ذكر الحب الأول فى حياتنا..

إلى جانب (أنا حرة) و(الطريق المسدود) فقد كانت عناوين تعبر بكل صدق عن المضمون..

وعندما قدم إحسان عبد القدوس (لن أعيش فى جلباب أبى) وتقرر تحويله إلى مسلسل قام ببطولته نور الشريف لم تجد الجهة المنتجة عنوانًا غيره رغم وجود اعتراضات على زيادة عدد كلماته عن المألوف وإن كان العمل قد اشتهر بعد ذلك باسم (عبد الغفور البرعى) وهو اسم الشخصية التى قدمها البطل..

وقديما قالوا (الجواب يبان من عنوانه)، وهو ما يجب أن يحرص عليه صناع الدراما عند اختيار أسماء أعمالهم بحيث تكون بعيدة عن العشوائيات والبذاءات الرخيصة والهابطة بحجة أن الجمهور عايز كده!!