تاريخ طويل بجغرافية خاصة.. تطور التعداد السكاني في مصر  

الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء
الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء

يُعرف التعداد العام للسكان، بأنه عدد جميع الأفراد من المواطنين والأجانب الموجـودين على قيد الحياة في تاريخ معين "ليلة العد" داخل حدود جغرافية معينة "حدود الدولة" مع جمع بيانات الخصــائص الديموجرافية والاجتماعية لهم.

ويهدف تعداد السكان إلى حصر السكان المصريين طبقاً للنوع "ذكور / إناث" وفئات السن والحالة التعليمية للسكان "10 سنوات فأكثر" والالتحاق والتسرب من التعليم "4 سنوات فأكثر" والحالة الزواجية للسكان "18 سنه فأكثر"، واستخدام الفرد لتكنولوجيا المعلومات "4 سنوات فأكثر".

اقرا ايضا :د.خالد محمد: الزيادة السكانية تلتهم عوائد التنمية

لمصر تاريخ سكاني طويل ينفرد عن غيره بجغرافيته الخاصة التي حصرت الوجود السكاني منذ عهد الفراعنة في هذا الشريط الضيق من وادي النيل والدلتا وحتى يومنا هذا وتمثل المساحة المأهولة بالسكان نسبة حوالي 5.3% من إجمالي المساحة الكلية لمصر. وتبرز التعدادات المتعاقبة التي اجريت خلال القرن العشرين أن حجم سكان مصر في تزايد مستمر. وبفضل موقعها الجغرافي الذي يشرف على العديد من المناطق الثقافية الهامة مثل منطقة البحر المتوسط، الشرق الأوسط، الصحراء الكبرى، وشرق أفريقيا. كما كان للغزوات التي تعرضت لها مصر على مر التاريخ أثرا كبيرا في تنوع تاريخها السكاني.

يعود تاريخ أول تعداد للسكان في العصر الحديث إلى عام 1800 حيث قدر عدد السكان بـ 2.5 مليون نسمة.

وبعد ذلك بنصف قرن تم عمل تعداد عام 1848 تم حصر ما يقرب من 92% من السكان المقيمين في 18 محافظة باستثناء المساجين والمهاجرين خارج البلاد، والعساكر المقيمين في الثكنات العسكرية، الذين تم تعدادهم من قبل وزارة الحربية وقتها، والرعايا الأجانب غير العثمانيين الذين تم تعدادهم من قبل قنصلياتهم.

وتم الاعتماد فيه على تقسيم المناطق الحضرية إلى قسم وشياخة أو ربع، بينما قسمت المناطق الريفية إلى مراكز وقرى. وتضمن الإحصاء اسم الفرد وعمره وديانته ومهنته ووضعه القانوني ومكان ميلاده، وإقامته الحالية، ونوع المسكن "ملكية خاصة، وقف، مؤجر، هبة، وصاية"، والحالة الصحية "بدون إعاقة، عاجز".

كما أحتوى أول تعداد على أسماء جميع السكان من رجال ونساء وأطفال وعبيد، بل تضمن حصرا للأفراد داخل المسكن الواحد.

وأظهرت التعدادات المتعاقبة التي أجريت خلال القرن العشرين أن حجم سكان مصر في تزايد مستمر بينما كان عددهم في أواخر القرن التاسع عشر عام 1897 حوالي 9.7 ملايين نسمة تضاعف هذا العدد تقريبا خلال الخمسين عاماً التالية ليصل إلي نحو 19 مليون نسمة عام 1947، ثم تضاعف حجم السكان مرة أخري في أقل من ثلاثين عاماً حيث بلغ عام 1976 حوالي 36.6 مليون نسمة، ثم بدأت التعدادات الدورية كل عشر سنوات حيث وصل عدد السكان في تعداد عام 1986 "بالداخل والخارج" نحو 50.4 مليون نسمة.

فى تعداد عام 1996 بلغ عدد السكان داخل جمهورية مصر العربية نحو 59.3 مليون نسمة بدون المصريين في الخارج . - قدر عدد السكان داخل مصر في أول يناير عام 2004 بنحو 68.648 مليون نسمة منهم 35.105 مليون نسمة من الذكور بنسبة 51.1%، ونحو 33.542 مليون نسمة من الإناث بنسبة 48.9% من إجمالي عدد السكان . هذا بخلاف تقدير عدد المواطنين بالخارج "هجرة مؤقتة" والذي قدر بحوالي 1.9 مليون نسمة. وبذلك يرتفع إجمالي عدد السكان داخل وخارج جمهورية مصر العربية إلي 70.548 مليون نسمة في أول يناير عام 2004.

في الوقت الراهن، يبلغ عدد سكان مصر نحو 104 ملايين و505 ألف و664 مواطن، بخلاف المقيمين على أراضيها من جنسيات أخرى والبالغ عددهم اليوم ما يقرب من 20 مليون مواطن ، في حين لم يزد الأشخاص على 4.3 ملايين نسمة في ربوع البلاد سنة 1848.