عاجل

أمنية

للرجال يوم..

محمد سعد
محمد سعد

اثنا عشر عامًا بالتمام والكمال، على انفجار ثورة الشباب فى 25 يناير والتى تتزامن مع العيد الـ٧١ للشرطة، دعونا نعد للوراء اثنى عشر عامًا وتحديدًا مع بزوغ صباح الثلاثاء 25 يناير 2011 الذى أطل على مصر بفجر جديد لم تره من قبل، أشعته بيضاء تلوح للشعب بأمل طال انتظاره ليتحقق معها شعاع أمل وهواء نقى زالت عنه الشوائب العالقة، فتنفس الشعب الصعداء بعد 30 عامًا.

أصر الشعب أن يشرق صباح يوم جديد بضياء ونضارة وكانت إرادة الله فى علاه أن أوحى إلى المصريين بتلك الثورة، لا يطالبون برغد العيش وعلياء الدنيا، بل طالبوا ساستهم وحكامهم ومن تربعوا على عرش السلطة توفير الحياة الكريمة لهم ولقمة العيش.

محا الله آية الليل المظلمة وجعل آية النهار مبصرة ليبتغى الشعب فضلا من الله لمستقبل حميد، ومنذ ذلك الضياء وما تكبده المواطنون من ألم وحسرة وقهر، توجهوا إلى الميادين مسالمين مطالبين «عيش حرية عدالة اجتماعية» ضد من ارتكبوا وقائع الفساد وانطفأت مشاعرهم.

لكن تأتى الرياح بما لا تشتهى السفن، سريعًا ما امتطت الثورة جماعة الإخوان الإرهابية، ووجهوا الدفة تجاه أطماعهم، وسرقوا حلم الشباب وأخذوا يشعلون فتيل الأزمات الواحدة تلو الأخري، حتى وصلوا إلى حكم أم الدنيا وليتهم ما صنعوا، وبمجرد تصدرهم المشهد ضاعت كل الأهداف النبيلة التى خرج من أجلها الناس ونادى بها الشباب.

وخلال عام حكمهم دابت الجماعة على تمكين رجالاتها فى كل القطاعات وروعت الامنين فى ديارهم وكل ذلك تحت مزاعم حماية مكتسبات الثورة، ومن حين الى اخر كانت الارهابية تسلط اتباعها وحلفاءها لاثارة البلبلة فى ارجاء مصر لترهيب الشعب وتخويفهم، حتى قرر المصريين الخلاص من حكم المرشد، وساندهم الرجال من جنود مصر البواسل فى الجيش والشرطة.

فهم قوم كتب عليهم الجهاد فى سبيل الوطن، يصنعون الخير لمصر فتأمن على استقرارها ويزرعون الخير فى الناس آناء الليل وأطراف النهار حتى يعيشون فى دار أمن وسلام، ويتحملون ما تنوء به الجبال ويكابدون قسوة الآلام، حتى يستقر وجدان كل مواطن فتنام جفونه مستقرة آمنة على عرضه وماله، يعلمون يقينا أن هناك من يتربص بهم فى ظلمات الليل برصاص غادر لكنهم عاهدوا الوطن ان يقتحموا سراديب الظلام ويشقوا الطريق حتى يهتدوا بنور الحق.

حقا ما كان للناس أن تنعم بالأمان لولا بسالة الرجال الذين يبذلون فى سبيله أعظم ما يملكه إنسان، روحه فداء وحياته تضحية، كل ذلك من أجل مصر التى يصونون استقرارها كى ينعم اهلها بالامن، فهناك من يكتب التضحية ويجزل العطاء، هناك مشروع شهيد يقف فى طابور رجال ينتظر، هناك من يقف على شفا الخطر وهو فى خطر، ينتظر طعنة غادرة من خفافيش الظلام ويجافى النوم عيناه لينام الناس فى أمان.

فى عيد الشرطة دائما وجب أن نتذكر الأبطال، نتذكر من كتب القدر عليهم التضحية بالروح فداء، تحية لرجال الشرطة، الذين أعادوا الأمن للناس، تحية بريحان الجنة لكل شهيد فاضت روحه إيمانا بقضية عادلة، ولشجاعة رجال نزعوا الخوف من قلوب واجفة ودحروا الإرهاب فى مهده، وصنعوا نسيج الأمن للناس وللوطن معنى الإستقرار.