أمل صبحي
لا يمكن أن يتحدث أحد أفضل من نجوم الفن عن مكانة مصر الفنية في العالم العربي، فهم سفراء هذا المجال، وسر نجاحه، وشهود عيان على تأثير الفن المصري في الشعوب العربية، وحتى شهود على كيفية استقبال نجوم الفن المصري في العواصم والمدن العربية المختلفة، وهو أمر قد يغيب عن المواطن العادي، أو حتى عن بعض من يعتقدون أن مصر في تراجع فني أو ثقافي.. في السطور التالية، يكشف نجومنا من مختلف الأجيال الفنية عن أهمية دور مصر الثقافي والفني، وهل بالفعل نحن نفقد ريادتنا، أم أن الأمر مجرد “زوبعة” وستمر سريعا.
في البداية تتحدث المنتجة سميرة أحمد، التي عاصرت عدد من الأجيال الفنية، وكانت واحدة من نجمات ما نتداول على تسميته بـ”زمن الفن الجميل”، وترد سميرة عن سؤال “هل فقدت مصر ريادتها الفنية؟”، بالقول: “مصر صاحبة الريادة في الفن، ولا يستطيع أحد أن يسحب ريادتها، لأن الرد ببساطة هي (أم الدنيا) و(أم الفنون)، لكن هذا لا يعني أننا لا نحترم فنون الآخرين، بالعكس، كل فن جيد يستحق التقدير، والتنافس في الفن أمر محبب”.
النجمة نبيلة عبيد تعد أيضا واحدة من كبار النجمات اللاتي تحظين باحترام وتقدير في كافة الدول العربية، حيث تقول ردا على مسألة الريادة الفنية: “مصر الأصل والأساس، لذلك من الصعب أن ينهار الفن المصري.. نحن سعداء لتطور الفنون في العالم العربي ككل، 
ونشاركهم نجاحتهم، لكننا أيضا لن نقبل أن يقال لنا أننا فقدنا ريادتنا، ويكفي أن أي مهرجان عربي ينطلق يكون أغلب نجوم السجادة الحمراء هم من مصر، فكيف بعد ذلك نقول أن الفن المصري ونجومه يتراجعون”.
وتضيف نبيلة: “الفن المصري هو (المنبع)، ولو حاولت منع (المنبع) سيتوقف سيل الإبداع، وينتهي الفن العربي، لذلك جملة (البساط يسحب من أسفل أقدامنا) ليست واقعية”.
“الفن في أي بلد عربي ينجح بالنجوم المصريين”، هكذا بدأت النجمة إلهام شاهين حديثها، قبل أن تضيف: “نجاح أي فنان عربي يبدأ من القاهرة، وهذا الأمر منذ أكثر من 100 عام، فصناع المسرح في الشام نجحوا في مصر، وكذلك أشهر المطربين منذ الأربعينيات قدموا 
لمصر، وأيضا من كان يحلم بالتمثيل يحضر لـ(هوليوود الشرق)، مصر هي الأم التي تفتح ذراعيها للكل، من لا يتذكر كيف فتحت مصر أبوابها لأسرة الأطرش السورية، ومن لبنان صباح، ومن الجزائر وردة، ومن تونس لطيفة وهند صبري، وغيرهم من الأسماء، حتى نجيب الريحاني لا يعلم البعض أن أصله عراقي، فكلهم نجوم عرب لكنهم صنعوا مجدهم من القاهرة”.
وتستكمل إلهام كلامها بالقول: “كل أصدقائي هم من النجوم العرب، ويحملون التقدير لمصر وشعبها وفنها، وعلى رأسهم النجمة المغربية سميرة سعيد، التي اختارت القاهرة وطنا لها، أيضا اللبنانية كارول سماحة التي أصبحت (مصرية الروح)، هناك عشرات الأسماء التي سيطول الحديث عنها لو تحدثنا عن عشق مصر وفنها”.
الفنانة نهلة سلامة أكدت على كلام إلهام بالقول: “مصر هي قبلة الفنانين العرب، وأي فنان يحضر هنا يتحول إلى مصري، حتى لو أستمر بحمل جنسيته، فاللهجة والروح والفن يصنعون منه مصري، والأمثلة كثيرة لو تحدثنا في هذه النقطة تحديدا”.
وتضيف نهلة: “ظهور مهرجانات وفعاليات فنية عربية ضخمة لا يعني أنها تسحب البساط من الفن المصري، فهذه الفعاليات تزيد من الإنتاج الفني العربي عموما، ونحن نتكامل ولا نتنافس، وهذا ما نردده دوما لكن يبدو أن البعض يرى الأمر أشبه بالصراع”.
في الختام قالت الفنانة حنان شوقي: “من حق كل الشعوب أن تصنع فنها وتتقدم، لكن هذا دون نسيان دور مصر وريادتها في الفن العربي، 
ويكفي أن نشاهد أرشيف القنوات المصرية والعربية لنرى كم الأعمال التي صنعت في مصر، وأصبحت كلاسيكيات في المسرح والسينما والتليفزيون”.
أقرأ أيضأ : يضم مقتنيات 79 فنانًا.. متحف «رموز الفن المصري» يفتح أبوابه من جديد
