أصل الحكاية

سيأتى يوم تجد من يقدرك

شكرى رشدى
شكرى رشدى

وفاء.. فتاة رقيقة هادئة الطباع تعمل سكرتيرة فى إحدى الشركات محبوبة من الجميع.. كانت تتمنى زوجاً صالحاً يقدرها ويحنو عليها.

 كان يوجد فى قلبها جرح لأنها كانت ترى كل صديقاتها تزوجن إلا هى.. وعمرها قد تجاوز الخمسة والثلاثين عاماً فأصابها القلق.

فى يوم صارحها زميل لها بإعجابه بها وتقدم لخطبتها.. كانت فرحة به.. علم أهل الخطيب بعمرها الحقيقى فرفضوا اكتمال الزواج.. فكانت صدمتها.

ومرت شهور قليلة وتعرفت على إنسان آخر ذى خلق صارحها فى الارتباط بها وفى جلسة هادئة صارحته وفاء عن سنها الحقيقى فقال لها إنه يؤمن بعطية الله وقال اتركى هذا الأمر لصاحب الأمر.

تقدم لخطبتها وتزوجا.. مرت ستة أشهر على زواجهما دون أن يحدث حمل.. ذهبت للطبيب الذى طلب منهما بعض الفحوصات والتحاليل وبعد ظهور التحاليل.. كانت المفاجأة.. أخبرها الطبيب أنها حامل فى الشهر الثانى ففرحت جداً.

مرت الشهور وحانت لحظة الولادة فتحت وفاء عينيها بعد الولادة فرأت زوجها والطبيب وهنا سألت عن طفلها وكيف صحته.. فابتسم الطبيب قائلاً أتسألين عن واحد فقط.. مبروك فقد أعطاكى الله ثلاثة توأم ابنة وولدان.

كاد قلبها أن يقف من شدة الفرح وكأن الله يعوضها عن كل سنين العمر ويعطيها ثلاثة أطفال دفعة واحدة..

ومرت عشر سنوات ومرض أحد أبنائها فذهبت به إلى المستشفى وعند خروجها كانت المفاجأة، عندما قابلت خطيبها الأول سلمت عليه وسألت عن سبب مجيئه المستشفى. فقال إنه تزوج منذ اثنى عشر عاما ولم يعطه الله أطفالا وذهب إلى أطباء كثيرين دون جدوى واليوم فقد آخر أمل لأنه جاء للمستشفى ليستلم التحاليل لزوجته التى أثبتت فشل الحمل فما كان من وفاء إلا أنها شكرت الله على صنيعه معها..

مقال فى جملة:

إذا لم يجد الإنسان شيئاً فى الحياة يموت من أجله، فإنه أغلب الظن لن يجد شيئاً يعيش من أجله.. يجب أن تعيش بقلب طفل متسامح.