رأى

«جاس» وعذاب الناس

مايسة عبدالجليل
مايسة عبدالجليل

وكأن المواطن لا يكفيه ما هو فيه من غلاء وبلاء ومشاغبات الدولار حتى تضيف إليه شركة الغاز المزيد وتتفنن فى تعذيبه مع كارت الشحن مسبوق الدفع.. فعندما تورطنا وتعاقدنا مع شركة «نات جاس» للغاز واكتشفنا أن العداد لا يتم شحنه إلا «بالشعبطة»على الحائط للوصول إلى السقف حيث يقبع جلالة العداد ينتظر قبلة الحياة سلمنا أمرنا لله وفكرنا فى حل بديل للحد من الشعبطة وحفظا للأرواح فقررنا شحن العداد بمبلغ كبير يكفى لعدة شهور. 

وإذا بنا بعد شهرين بالكمال والتمام تتوقف الخدمة ويتحول البوتجاز إلى جثة هامدة رغم أن العداد به رصيد كبير وبالاتصال بخدمة العملاء أخبرونا أنه كى تستمر الخدمة لابد من تنشيط العداد وإعادة شحنه ولو بأى مبلغ كل شهرين وتكرار الأمر إلى ما لا نهاية!! ولكى يحدث هذا لابد من تسلق الحائط وإغلاق المحبس ومن ثم إعادة الشحن والانتظار لمدة نصف ساعة وتسلق الحائط مرة أخرى لإعادة فتح المحبس ولا عزاء لكبار السن والعجائز والمرضى من العملاء ولا تسأل لماذا لا يعاد الشحن بعد انتهاء الرصيد كالمتبع!! فإنها إرادة «الشركة» ولا تسأل كيف توافق الشركة على مثل هذا التصرف دون البحث عن بديل يريح عملاءها إلا إذا كان العميل هو آخر اهتماماتها. 

والأنكى من ذلك أن اكتشفنا أن بعض الجيران يضطرون للوقوف على سور البلكونة فى حركة بهلوانية والتدلى خارجها للوصول إلى العداد وشحنه ولا مانع من دق رقبة أو بالقليل كسر ضلعين ومن شاف بلوة غيره هانت عليه بلوته... وعلى كل لا نملك جميعا الآن إلا التغنى معا «لو أنى أعلم خاتمتى.. ما كنت بدأت ولا تعاقدت» ولكن تفيد بإيه يا ندم!!