أحمد البدرى يكتب: الدوامة

صوره أرشيفيه
صوره أرشيفيه

تلك الدوامة لم تترك له خياراً؛ حين جثمت على عينيه رائحة الصباح تحتل رئتيه والليل يعصب عينيه، كاد أن يجن هل يعيش الصباح المشرق فى رئتيه المتهالكتين من حزن لم يترك لشريانه حرية التدفق ونقل أسراره إلى عقله الخامل، أو يستسلم لهذا الليل حوله لم يميز بين الأشياء، مد كفيه المرتعشتين يمسح قطرات العرق المتسربة فى أنحاء جسده خانته كفه، يقلب فى دولاب ذاكرته أما زال مرتباً؟ لم تكن الإجابات شافية.

 

احتضن هاتفه مستخدماً أحباله الصوتية الواهنة دليلاً فى ظلمته وعدم تميزه للأشياء، كان الطبيب صديقه على الطرف الآخر يداعبه ساخراً.. يا دكتور الكورونا غزت عالمى، أصبحت بلا حواس فقدت القدرة على الكلام.. لا جزء يعمل إلا تلك المسام التى تنضح بما داخلى، الوهن يكاد يشلنى.


ها أنت تتحدث بقوة سبعة رخترات تهز المايك.. نم جيداً وأغلق عقلك وألق بمفاتيحه بعيداً عن متناولك لا تفكر.. لا تسمع.. لا تجادل..- كيف ياسيدى.. أنا جثة هامدة غير مسموح لها بفعل شىء آخر ما قاله أنت واهم اصمت ونم.. أو اذهب لحفر قبرك وحيداً.. فلن يقتل هواجسك إلا النوم الأبدى.. قطع الإتصال وهو يضحك.


قام بعدة حركات عشوائية، لم يكن الصباح أتى ولا الليل.. كان النهار فى طريقه للانتصاف حاول النوم لكن العرق المتدفق لم يترك له خياراً إلا أنه ترك مجاديفه تسبح مع تلك الدوامة فى إتجاه واحد فقط.

 

اقرأ ايضًا | «نصوص آثمة» في بيت الشعر