مخلوقات بـ«دم بارد».. معاناة شديدة في أيام الشتاء

الضفدع الخشبي
الضفدع الخشبي

يُصنف العلماء المتهمون بالبيئة، مجموعة من الحيوانات على أنها تتميز بـ«دم بارد»، لكونها ليس لديها قدرة على إنتاج حرارة ذاتيه ما يجعله يوفق جسمه حسب درجة الحرارة من حوله.

 

ويشير العلماء إلى أن معظم المخلوقات ذات الدم البارد هي في الأساس حيوانات مائية، فالمخلوقات التي تعيش في الماء تكتسب الحرارة عندما تكون البيئة المحيطة بها دافئة، وتكون باردة إذا ما كانت البيئة المحيطة بها باردة. 

 

وتندرج كل الحيوانات ـ على وجه التقريب ـ تحت هذا الصنف من الحيوانات فيما عدا الطيور والثدييات التي تُصنف تحت حيوانات الدم الحار، ومن بين حيوانات الدم البارد.

 

وهنا تبدو قلة من تلك الحيوانات التحكم في درجة حرارة جسمها ـ إلى حد ما ـ عن طريق تنويع حركاتها ونشاطها، فجسم العثة النشيطة «العتة» مثلا، يولد مقدارًا كبيرًا من الحرارة عن طريق الحركة العضلية بحيث تصبح درجة حرارتها ـ نوعًا ما ـ أعلى من درجة حرارة البيئة المحيطة بها. 

 

اقرأ أيضًا| شجرة الأموات.. عمرها 150 عاما ولم تستطع الصمود أمام عاصفة لندن

 

وتكيف معظم حيوانات الدم البارد التي تعيش على اليابسة درجة حرارة أجسامها بسلوكها الحركي، فتنتقل إلى ضوء الشمس عندما تشعر بالبرودة الشديدة، وإلى الظل عندما تشعر بالحرارة الشديدة، ويصنف العلماء حيوانات الدم البارد إلى حيوانات مكتسبة الحرارة أو متغيرة الحرارة.

 

والمفاجأة أن الحيوانات ذوات الدم البارد ليس لديها دم بارد في الواقع، ولكنها تعتمد على مصادر الحرارة الخارجية لتنظيم حرارة جسمها، وتعد كل من الزواحف والحشرات والعنكبوتيات والأسماك والبرمائيات من ذوات الدم البارد مع وجود بعض الاستثناءات.

 

يختلف كل نوع من الحيوانات عن الأنواع الأخرى، فلكل نوع طريقة حياته الخاصة التي تتلاءم مع المكان الذي يعيش فيه، والغذاء الذي يأكله، ومع ذلك يتشابه كثير من الحيوانات في أشياء معينة، فتعيش الحيوانات متعددة الأشكال والأحجام في كل أنحاء العالم، فمنها ما يمشي أو يزحف على الأرض، ومنها ما يطير في الهواء أو ما يسبح في الماء.

 

أما عن الحيوانات ذوات الدم البارد فهذا النوع من الحيوانات من المستحيل عليها البقاء في المناطق الباردة؛ حيث يفقدون قدرتهم على التحكم في درجة حرارة الجسم.

 

وخلال أشهر الشتاء أو عندما يكون الطعام نادرا، تدخل العديد من الحيوانات ذوات الدم البارد في حالة من الخمول، وهي حالة يتباطأ فيها التمثيل الغذائي أو يتوقف، والخمول هو في الأساس سبات قصير المدى، والذي قد يستمر من بضع ساعات إلى بين عشية وضحاها.

 

ويمكن أن ينخفض معدل التمثيل الغذائي للحيوانات الخاملة بنسبة تصل إلى 95 في المائة من معدل الراحة، ويمكن أيضا أن تدخل الحيوانات ذوات الدم البارد في فترة السبات، والذي يمكن أن يحدث لموسم وبعض الأنواع مثل الضفدع المختبئ لسنوات.

 

وينخفض معدل التمثيل الغذائي لدى الحيوانات ذوات الدم البارد في فترة السبات إلى ما بين واحد إلى اثنين في المائة من معدل استراحة الحيوانات، ولم تتكيف السحالي الإستوائية مع الطقس البارد حتى لا تدخل في سبات، ومن أمثلة هذه الحيوانات الضفدع الخشبي، والسلاحف، وقرش النمر، ونحل العسل.