2023

امنية

محمد سعد
محمد سعد

لملم عام 2022 أوراقه منذ ساعات، طوى صفحاته بكل ما كتب فوق سطورها بأحزانه وأفراحه، لتسقط ورقة جديدة من عمر الزمان، فعام ينقضى راحلا، جمع أحداثه بكل ما فيها واضعا إياها فى جوف الأيام، ليفسح الطريق لعام آخر تولد معه الأحلام ويحيى الأمل فى النفوس وورقة أخرى من عمر الزمان تنبت جذورها فوق سطح الحياة تتطلع فترى النور شعاعا مبهجا.

وكعادتنا جميعا كل عام، نجلس فى الساعات الأولى منه نتأمل ونتفحص شريط الذكريات وما مر بنا من أحداث، نقيم أيامنا وربما نحزن على لحظات مررنا بها لكن سرعان ما نتذكر هذه الذكريات المؤلمة، والمؤكد أننا بكل فخر نسترجع أيامنا الحلوة وننظر إليها والابتسامة تعلو الجبين، ونتمنى لو عادت مرة أخرى أو أن نعيش دقائقها من جديد.

تستمر ساعات التأمل مع بداية العام ونتذكر أشخاصا كانوا معنا فى مثل هذا الوقت من أعوام سابقة لكنهم غادرونا إما أنهم انتقلوا للرفيق الأعلى أو أصبحوا غرباء لا علاقة لنا بهم، يعصرنا الألم على من غادر الدنيا إلى دار البقاء، فقد كانوا أناسا طيبين اصطفاهم الله للقائه وتركونا نواجه مصاعب الحياة بدونهم، لم يتبق منهم سوى الذكريات والمواقف الجميلة التى تنم عن أنهم كانوا أناسا طيبين قلوبهم رقيقة.

تمضى تلك اللحظات كلها وتليها لحظات أخرى نبتهل بقدوم عام جديد علينا ثم نعود مرة أخرى للتأمل ولكن هذه المرة نتأمل فى العام الجديد ، فمازالت جميع أحداثه فى علم الغيب لم يطلع أحد عليها، لكنى أتمنى وأرفع أكف الضراعة بالدعاء لخالق السماوات والأرض، أبتهل إليه أن يستجيب فى رحاب الدخول إلى عام جديد، أن تزدهر فيه الفرحة وتشيع فيه البهجة، عام نودع فيه الألم وتبزغ فيه الأحلام ويرفع فيه البلاء وتجف فيه الدموع وترتسم فيه الابتسامة التى لا تغيب عن الوجوه أبدا.

عام أسأل الله فيه الخير والنماء والصفاء والنور وراحة البال وجلاء الهموم وموفور الصحة وعظيم العافية واقتراب الأمل وانشراح الصدور ونور البصيرة وحلال الرزق والبركة فى الأهل وحسن الصحبة والسداد فى الأمور.

عام يجعل الله فيه مصر دار أمن وأمان، دار قرار واستقرار، دار خير وافر الظلال، دار سلام وضياء، دار تقدم ورخاء، دار عمل واجتهاد، دار مودة تجمع شمل الأحباب، دار فكر ينير عقول أظلمت.

وإلى اشقائنا فى الوطن كل عام وعيدكم مجيد، عيد المحبة عيد التقارب الذى تخلط فيه التهانى، عيد تذوب فيه المشاعر ويصير المصريون فيه لحمة كالبنيان المرصوص يشد بعضه بعضا، فلا فرق بين مسلم ومسيحى، كلنا فى الاحتفال معا، بعيد الميلاد المجيد.

أسأل الله لكم أن يكتب عاما مليئا بالعطاء الفياض والخير الوفير وسعادة تدوم، كل عام وأنتم بخير.