محمد سعيد يكتب: ع المكشوف

محمد سعيد
محمد سعيد

ممتعة هى لعبة السياسة.. والأكثر متعة أن يكون اللعب على النطاق الدولى.. وما يزيد من إثارتها عندما يكون السياسى محترفا.. ملما بقواعدها المتغيرة.. متمكنا من أدواته.. مطلعا على خباياها.. وقتها يصبح قادرا على استشراف المستقبل.. ومستعدا للمناورات السريعة التى تفرضها تحركات الخصوم.. أو تمكنه مهاراته من الجاهزية المسبقة لخطوات اللاعبين الآخرين دون أى مفاجآت. 

الزمن عنصر مهم لا يجب إغفاله فى فهم قواعد لعبة السياسة.. فمع مرور الوقت ينجلى الغموض عن بعض الإجراءات التى اتخذتها عدة دول على مسرح السياسة العالمى، والتى جاء تنفيذها وفقا أو رداً على سيناريوهات سبق كتابتها، وتم تطبيقها  بخطوات بطيئة.. إلى أن قررت المملكة المتحدة -العجوز الإمبراطورى- مؤلفة السيناريو العودة للأضواء لتشارك البطولة مع الولايات المتحدة بطل العرض- وتسريع خطوات تنفيذ مخطط إعادة رسم النظام العالمى سياسيا واقتصاديا لعدم فقد الهيمنة التى تبادلاها طواعية.. وتعطيل التحرك الشرقى نحو عقد تحالفات تمنحه الأفضلية.
وانطلاقا من أهمية عنصر الزمن فى اللعبة السياسية تثبت الأمة المصرية يوما بعد الآخر صدق بصيرتها وقوة تأثيرها وقدرتها على الحسم فى مواجهة ما يخطه العجوز الإمبراطورى من سيناريوهات منذ الحملات الصليبية وحتى ما أُطلق عليه «الربيع العربى»، والذى أفسده وعى المصريين فى الثلاثين من يونيو 2013.. كما يثبت السياسى المصرى مهارته فى المناورة وحكمته فى التحرك واستعداده المسبق لأى متغيرات طارئة.