كرم جبر يكتب: بداية انفراج الأزمات 

كرم جبر
كرم جبر

مصر فى عيون الآخرين صورتها طيبة، زعماء وسياسيون فى الدول الخارجية وخبراء ومؤسسات التمويل الدولية، يقولون انها تحقق معجزة اقتصادية، ولأول مرة يعترف صندوق النقد الدولى بأن مصر أنجزت برنامج الصندوق بنجاح دون اضطرابات اجتماعية، وأعضاؤه خبراء دوليون لهم مصداقية وكلامهم يفتح أبواب الاستثمار الأجنبى، ووافق على قرض جديد قيمته 3 مليارات دولار. 

لا تسمع فى الدول الخارجية بما فيها دول الخليج الغنية، غير عبارات الإشادة بالإنجازات التى تحدث فى مصر فى زمن قياسى، وقدرة الدولة على تنفيذ المشروعات، وفق خطط مدروسة وبرامج زمنية بالغة الدقة.

وفى عيون المصريين الأوفياء، بلدهم ينمو ويكبر ويتقدم، وأوشك على عبور المرحلة الصعبة فى الإصلاح الاقتصادى، والبعض ينتقد كثرة المشروعات، بينما شعوب أخرى تتحسر على أحوالها وتتمنى النموذج المصرى.

صحيح أن الغلاء محل شكوى ويرهق الناس، ولكن كلنا ثقة  فىأن الشهور القليلة القادمة ستشهد انفراجة كبيرة، ومواجهة حاسمة لحالات الجشع والاستغلال، وضبط إيقاع الأسعار، وكبح جماح الدولار.

ومصر فى عيون الجماعة الإرهابية وحلفائها ليست كذلك، وتتعرض لهجوم وحملات عدائية وشائعات، فكلما عبرت أزمة صدرت لهم أزمات، فبقاؤهم واستمرارهم فى وقوع الكوارث التى تحل بالناس، حتى يزايدوا عليهم ويتاجروا بآلامهم.

وأصبح إطلاق الشائعات هو سلاحهم لتأليب الناس واشاعة الغضب، ولكن من عاش عامهم الأسود فى الحكم يدرك جيداً أن المولى عز وجل كان رحيماً بالبلاد والعباد عند رحيلهم.
الثورة الشاملة التى حدثت فى المرافق والخدمات، هى التى مكنت البلاد من مواجهة التداعيات العالمية، وإحياء الاستثمارات وخلق فرص عمل وجذب رءوس الأموال، ولم يكن قطار الإصلاح قادراً على التقدم خطوة واحدة، إلا بالمشروعات الكبرى، التى يشهد العالم كله أنها الأسرع إنجازاً على مستوى كل الدول.

ويتحدثون عن "الديون"، ولكن شتان بين من يقترض ليبنى ويقيم مشروعات استثمارية تنتج وتسدد أعباءها، وبين من يستدين ليأكل ويشرب فقط، وأهم من الاستدانة هى القدرة على السداد فى التوقيتات المحددة، وهو ما نجحت فيه البلاد، فلم تتأخر قروض أو أقساط، وتزداد الثقة والقدرة على استمرار الإصلاحات.

انفراج الأزمات قريب بإذن الله، وتحركت الدولة بكافة أجهزتها مبكراً لتأمين السلع الغذائية لشهور قادمة، بما يبشر بأن رمضان القادم سيكون بداية الخير وتوفير احتياجات الناس.
هناك دول تستيقظ كل صباح، فتمطر لها السماء بترولاً ودولارات، دون تعب أو عرق أو مجهود، وهناك دول تشقى وتكد وتعمل ليل نهار من أجل لقمة العيش، مصر دولة من النوع الثانى، والدولة القوية هى التى تبحث عن أوراق قوتها وتحاول أن تستثمرها بأقصى درجة ممكنة.