انتباه

أمنية.. لا نبوءة!

علاء عبد الوهاب
علاء عبد الوهاب

ثمة اعتقاد جازم صاحبنى على مدى رحلة الحياة، أن القادم يحمل الأفضل، وأن المستقبل فى طياته آمال سوف تتحقق بعد أن طال انتظارها.

جربت الاستشراف مرات لا أستطيع حصرها، أصبت أحياناً، ولم يحالفنى التوفيق أحياناً أخرى، لكنى لم أكف عن الحلم والتمنى، لأن حياة بلا أمل هى الموت بعينه.

ومع قدوم 2023 بعد عام عاصف بأحداثه، ألقى بظلال كئيبة على البشرية، لم أجد مفراً من التشبث بعادتى المزمنة!.

لن يغادرنى الإيمان بالمستقبل، مادام فى الجسد عروق تنبض، وإلا فإن المرء يهزم بيديه الأمل، ويقيد روحه، فتصبح الحياة بلا قيمة.

أصدقكم القول «إن الاستشراف كرياضة عقلية كنت استمتع بممارستها، باتت محفوفة بالصعوبات الجمة، ربما إلى حد غير مسبوق، لكن المستحيل لا أثر له فى قاموسى، نعم التنبؤ مهما التزمت أدواته ومنهجه، تحيطه حالة من الضبابية والتعقيد، إلا أن إيمانى بالقدرة على الحلم والتمنى لم يتزعزع.

هل هى رومانسية فى زمن ربما يزدرى أهله من يرفع راياتها؟!. اعترف بأن رحم 2022 لن يتمخض عن دنيا مبرأة من الألم، لكن لماذا لا نتشارك فى محاولة خلق منحة من المحنة، وتوليد الفرصة من التحدى؟.

هل زراعة مساحات بالأمل والفرحة عبر إرادة إنسانية مهمة مستحيلة؟.

كم عانت البشرية عبر قرون طويلة من محن وحروب، تصور إنسانها فى وقتها، أن القيامة أوشكت، غير أن المسيرة مضت، وانتصر العقل على الجنون، والنظام على الفوضى، والخير على الشر، لتحرز الحضارة الإنسانية هدفاً جديداً فى مرمى العدم.

الأصل، أن الإنسان خلق فى كبد، إلا أنه حمل الأمانة، ومن اختبار لآخر. ومن تجربة لأخرى، استطاع دائما، ولو بعد حين طال أم قصر، أن يعى الدروس، ويستوعب العبر، ليواصل تقدمه.

مازال قلبى عامراً بالأمنيات، رغم أن عقلى تكبله مشاهد مرعبة تحول بينه وبين القوة على التنبؤ، غير أنى لن أكف عن ممارسة حقى فى الحلم، ودعوة كل إنسان لأن يتمنى، ثم يسعى جاهداً لإنجاز ما يتمناه، متسلحا بما يمكن وصفه بـ «التفاؤل التاريخى» بالمستقبل الأرحب.