أبرزها صعود الروبوتات.. توجهات القطاعات الصناعية في 2023

الروبوت
الروبوت

مؤخرا وبانتهاء عام 2022 ظهرت على المستوى العالمي تحديات أسعار الفائدة المرتفعة، ونقص المهارات بجانب اضطرابات سلاسل التوريد، ترسم مجتمعة ملامح واقع سيلقي بظلاله على الجميع، لكنه سيكون أشدة وطأة على الشركات والمؤسسات الغافلة التي فوتت عليها رفع أهبة الاستعداد.

كما يأتي هذا في ظل مجموعة من الإنذارات المسبقة عن مستقبل الصناعة وشركات التصنيع، فالاضطرابات التي خلفتها الجائحة على طول سلاسل التوريد باقية حتى يومنا هذا، والدعم الذي وفرته الحكومات للشركات والمستهلكين في سبيل حماية قطاع الصناعة بما في ذلك الصناعات التكنولوجية من الجائحة قد انتهى وزالت أسبابه. 

وفيما يلي استعراض تقرير «إنفور» العالمية للأبحاث، التوقعات والاتجاهات التي ستحدد الرابح والخاسر من بين شركات التصنيع خلال 2023 وما بعده، اعتماد على التكنولوجيات الحديثة.
 
1. تطبيق فكرة المصانع الذكية "بذكاء"
فكرة "المصنع الذكي" ليست بجديدة على القطاع، وقد حققت بالفعل العديد من شركات التصنيع بعض النجاحات في مجال جمع بيانات عالية الوتيرة والدقة عن بيئات التصنيع التابعة لها. لكن في غالبية تلك الحالات بقيت هناك الكثير من الفرص الكبيرة المفوتة. ولذلك فإن شركات التصنيع بحاجة مستقبلا إلى توظيف فكرة المصانع الذكية وفق أسلوب يركز على محورين أساسيين هما:

•    تحسين جمع البيانات وسياقها التشغيلي بهدف استخراج المعلومات اللازمة لإثراء عملية اتخاذ القرار على أفضل وجه.
•    توفير رؤى شاملة ومعلومات ووضعها بين يدي المعنيين وفق أسلوب يجعلها سهلة على الاستهلاك.
 
2. استمرار اضطراب سلاسل التوريد
فرضت اضطرابات سلاسل التوريد على شركات التصنيع ضرورة التحلي بالمرونة والتعامل بكفاءة مع شركات توريد متعددة ليس فقط من خلال مشاركة المعلومات داخليا وإنما توسيعها لتطال شركات التوريد ذاتها بهدف رفع مستوى التنسيق والتعاون معها وبالتالي تحسين أداء سلسلة التوريد، وهنا لا يوجد حل على مقاس الجميع لتحقيق مشاركة مثلى بالبيانات، وإن وجد فقد لا يكون قابلا للتطبيق. ولذلك من الأفضل اتباع أسلوب مدمج يراعي الاختلافات البنيوية من أجل المشاركة بالمعلومات والوثائق عن التعاملات الحاصلة على أفضل وجه. وفي هذا السياق، لا يتوقف الذكاء الاصطناعي عند حد مساعدة شركات التصنيع على فهم التغيرات الحاصلة في أداء واحدة من شركات التوريد، بل يستطيع أيضا قياس تحسن أو تدهور أداء شركة التوريد مقارنة بنظرائها.
 
3. نقص المهارات
نقص المهارات الصناعية مستمر خلال عام 2023. ورغم أن تباطؤ الاقتصاد العالمي قد يخفف من ضغط الطلب على هذه المهارات في أسواق العمل إلا أن الاستحواذ على المهارات الصناعية المناسبة وفي المكان المناسب سيشكل تحديا قائما. وفي إطار تطبيق مفهوم المصنع الذكي، أصبح من الأهمية بمكان أن تعمل شركات التصنيع على فهم مهارات موظفيها وكيفية نشرهم ميدانيا ورفع مهاراتهم من خلال التعلم المستمر. ويستطيع مديرو المصانع رفع كفاءة العاملين وزيادة رضاهم الوظيفي من خلال أتمتة تلك المهام المفروضة عليهم التي لا تشكل قيمة مضافة والتقليل منها.
 
4. صعود الروبوتات
مع الانتشار الواسع لأتمتة العمليات الآلية، وصلت الروبوتات في كل من العالم المادي وبيئات البيانات إلى مستويات عالية من النضج وأصبحت في متناول شركات التصنيع من نواحي التكلفة وسهولة التشغيل.
 
5. ازياد الهجمات الإلكترونية
ومن ضمن التوجهات الفاعلة الأخرى، يتوقع أن يحمل عام 2023 موجة كبيرة من الهجمات الإلكترونية سواء للنفاذ إلى البيانات الحساسة أو نشر برمجيات طلب الفدية. ورغم انخفاض المخاطر التي ستواجه الشركات التي استثمرت في أمنها الإلكتروني، سواء بمفردها أو من خلال الاستعانة بأطراف أخرى، إلا أنه لا ينبغي لأي مؤسسة الارتكان لما حققته من إنجازات في هذا المجال.
 
6. ازدياد التصنيع التجميعي
سيشهد 2023 انتشار التصنيع التجميعي (additive manufacturing) في ضوء التحسن المستمر في السرعة والجودة والسعة. ويعتمد هذا الأسلوب في التصنيع على تقنية بيانات التصميم بمساعدة الحواسيب أو ماسحات المجسمات ثلاثية الأبعاد من أجل تصنيع المنتجات. وسيسهم التصنيع التجميعي بدوره في حل بعض القضايا المذكورة سابقا.