مجرد فكرة

قوانين الحياة

محمود سالم
محمود سالم

مفهومه للدين أنه علاقة بين العبد وربه، علاقة قائمة على الرحمة والمحبة والنصح وعلى إكبار ما أودع الله فى الإنسان وعلى حرية الإنسان، وأن الله يريد بالإنسان اليسر ولا يريد به العسر، يكشف له قوانين الحياة ويدعوه إلى أن يكتشفها هو بما أودع الله فيه من قدرة على العلم والبحث والتطوير والمعرفة، وأنه عليه أن يحقق على أرضه كل القيم التى يتعارف عليها الناس جميعا من قيم أنها الأفضل والأحسن والأقوم من إقامة للعدل ومن تشاور فى الأمر ومن تكافل فى المجتمع ومن بحث عن الحقيقة ومن عمل صالح يقود إلى الأفضل والأحسن.

هكذا يعتقد المفكر الكبير والعالم البارز فى علوم الحاسب الآلى عربيا ودوليا د. على رافع.. والحقيقة أن أفكاره تستحق المتابعة والتفكير فى مضمونها أكثر من مرة لعمقها الشديد..

هو يرى أن قيامك اليوم مستجيبا لقوانين الحياة التى كشفها الله لك يحافظ على حياتك مستمرة بعد هذه الأرض، أما إذا فرطت فى أمر حياتك ووجودك فإنك سوف تفقد قدرتك على التواصل والبقاء حيا بعد هذه الأرض، فمن أراد الحياة فليستجب لدعوة الله ورسوله ومن أراد الموت فليستجب لدعوة نفسه التى ترى فى هذه الدنيا كل شىء هدفها ومآلها ومرجعها وربها ولا ترى شيئا آخر .

علينا أن ندفع فى طريق الحق الذى نراه وأن نقول كلمة الحق التى نراها وأن نتجه إلى الله بالدعاء أن يغير هذا الحال فقد جعل لكل شىء سببا وجعل لنا من دعائه سببا .

ونحن نتبع سببا فى دعوتنا وفى قولنا وفى دعائنا مدركين أن على الإنسان أن يدعو بما يعتقد حتى وهو ليس على إحاطة كاملة بكل شىء مدركا أن الله قد جعل له مخرجا، أن يرجع إلى الحق إذا تبين له خطؤه وأن يستغفر الله دائما من قبل ومن بعد، وهذه هى الحياة .

ويواصل د. على رافع طرح أفكاره حيث يرى أن طبيعة الحياة التى نعيشها فى ظروفها العادية أن يختلف الناس وأن تتباين اتجاهاتهم، وهذا الاختلاف وارد بل هو مطلوب حتى تتزن سفينة الحياة، ولكن الخطورة أن يستغل البعض ظنه أن عنده العلم المطلق الذى يجعله مدركا للحقيقة، الحقيقة المطلقة.

مما يؤثر بذلك بصورة غير طبيعية ويؤدى إلى اختلال هذا الاتزان، إلا أن ذلك لا يكون علاجه إلا بالحجة وبالبيان وبإظهار الوجه الآخر وبالتعليم والتوجيه والتوعية والإرشاد لكل الاتجاهات الأخرى. 

وبعد.. هناك دعاء يردده المفكر الكبير: نسأل الله أن يجعل منا أداة خير وسلام ورحمة لبلدنا وأرضنا ومجتمعنا.
.. ليتنا نردده معه دائما.