م.القلب

وعود ...نتمنى تحقيقها

فاتن عبدالرازق
فاتن عبدالرازق

فى ظل تنافس أقطاب العالم على كسب ود الدول الإفريقية وبهدف إيجاد صيغة جديدة للتعامل مع المارد الأفريقى بإمكانياته الهائلة من ثروات معدنية وموارد طبيعية منها ٥٠% من الاحتياطى العالمى من الذهب و٦٠% من الأراضى القابلة للزراعة فى العالم ..جاءت القمة الأمريكية الأفريقية التى عقدت بدعوة من الرئيس الأمريكى جو بايدن واضحة الأهداف والنوايا للدخول بعمق فى علاقات اقتصادية مهمة وشراكات استثمارية تحقق مصالح جميع الأطراف.

ولأن مصر بعد ثورة ٣٠ يونيو تنفذ سياسات الانفتاح على العالم كله وتتعامل بمبدأ المصالح المشتركة والحفاظ على الأمن والاستقرار والتنمية الشاملة ..واستمراراً لدور مصر وقيادتها السياسية فى نقل صوت أفريقيا وعرض قضاياها المهمة أمام المحافل الدولية جاءت مشاركة الرئيس عبد الفتاح السيسى رئيس الجمهورية مع ٥٠ من قادة وزعماء القارة السمراء فى القمة الأمريكية الأفريقية.

وكم كان جميلاً ولافتاً هذه اللوحة التى تشع وطنية وحباً وانتماءً لمصر التى رسمها المصريون المقيمون بأمريكا والقادمون من مختلف ولاياتها فى استقبال الرئيس السيسى أمام مقر إقامته بكل الحفاوة والمشاعر التى أضفت دفئاً على برودة الجو وانخفاض درجات الحرارة بواشنطن..

وبنفس الحماس ودفئ المشاعر والاهتمام أكد الرئيس السيسى أمام القمة على أهمية دعم الدول الأفريقية بتكثيف الاستثمارات بها خاصة الموجهة للبنية التحتية والطاقة والغذاء وتطوير وزيادة قدرة القارة على الإنتاج والتصدير وأيضا تخفيف أعباء الديون والسداد الميسر لها مع تكثيف برامج التدريب واستخدام التكنولوجيا فى مختلف المجالات .

مبادرات ووعود هذه القمة تبعث على التفاؤل وتشعر الدول الأفريقية بمدى الاهتمام والتنافس بين القوى العظمى على استقطابها..مبادرة أمريكا بتقديم ٥٥ مليار دولار خلال السنوات الثلاث القادمة للمشروعات الاستثمارية بأفريقيا ووعود الرئيس الأمريكى بايدن بأن يكون لأفريقيا مقعد فى مجموعة دول العشرين ابتداء من اجتماعها المقبل خلال العام القادم ووعده أيضا بحصول أفريقيا على مقعد فى مجلس الأمن.

أتمنى أن تشهد الأيام والشهور القادمة تنفيذ هذه المبادرات والوعود بما يحمى شعوب القارة السمراء ويحافظ على مقدراتها .