إنتصار دردير تكتب: القاهرة والبحر الأحمر

إنتصار دردير
إنتصار دردير

أن يمنح البحر الأحمر السينمائي، مهرجان القاهرة فى دورته الـ44، فيلم «الاختيار»، بعد ترميمه ليعرضه للجمهور المصري، ويحرص خلال دورته الثانية على عرض نسخ جديدة من الفيلمين المصريين اللذين قام بترميمهما «خلى بالك من زوزو» إخراج حسن الإمام، و«غرام فى الكرنك» إخراج على رضا، ما يؤكد التعاون والتفاهم بين المهرجانين، وأن يستضيف القاهرة السينمائى ضمن فعالياته ندوة حول «صعود السينما السعودية» تعكس ما حققته صناعة الأفلام من حراك كبير وملموس فى المملكة، راصدة ما يقدمه البحر الأحمر السينمائى لها، ويعلن الفنان حسين فهمى أن الاستديوهات المصرية ترحب بالتعاون مع السينما السعودية، ما يشير إلى تطوراتٍ متعددة على كافة المستويات.

والأكثر وضوحاً فى هذا المجال، ويبلور التعاون الكبير بين القاهرة والبحر الأحمر، أن  السينما المصرية سجلت حضورا فى الدورة الثانية لمهرجان مدينة جدة السعودية، بنجومها، حسين فهمى الذى حضر عرض فيلم «خلى بالك من زوزو»، ويسرا التى تم تكريمها بجائزة «اليسر»، ونيللى كريم التى قدمت «ماستر كلاس» عن أداء الممثل من خلال تجربتها فى التمثيل وخبرتها بمجال السينما، كما شاركت ضمن لجنة تحكيم مسابقة الأفلام الطويلة.

من المؤكد أنه ستكون هناك مشاركات متبادلة للأفلام المصرية والسعودية فى المهرجانين خلال الدورات القادمة، بما تنبئ به من تطور كبير فى الأفكار والموضوعات التى تتناولها وفى تقنياتها أيضًا، لكن الأهم من وجهة نظرى أن تستطيع السينما المصرية والسعودية تحقيق النجاح معاً عبر الإنتاج المشترك، بأعمال تدور أحداثها وتصور بين البلدين وتجمع ممثلين من كل منهما.
ويجب الاستفادة من تجربة فيلم «القاهرة مكة» الذى انتهى تصويره مؤخراً بين القاهرة ومكة، ويكون بداية انطلاقة مهمة فى هذا الاتجاه، فهو أول إنتاج مصرى سعودى مشترك، ويلعب بطولته نجوم من الدولتين.

خلاصة ما يمكن التوقف أمامه كذلك، أن الانفتاح السعودى على سوق قاعات العروض، يمثل طوق نجاة للسينما المصرية التى وجدت سوقاً أوسع، لها فيه تاريخ وجمهور كبير، وهو ما دفع الموزع المصرى مؤخراً لطرح أفلامه على مدار العام، بدلاً من مواسم محددة، وجعلنا نقترب من الوصول إلى 30 فيلماً قبل نهاية 2022، وقد تزيد الحصيلة مع أعمال أخرى خلال موسم رأس السنة.