بدون أقنعة

المغاربة .. شرفتونا

مؤمن خليفة
مؤمن خليفة

المغرب فى المربع الذهبى لكأس العالم 2022 فى قطر.. المغاربة يسحقون فرقا كبيرة تضم أسماء مرعبة.. بينما نحن آخر أمنياتنا أن نفوز بكأس أمم أفريقيا!


زرت المغرب مرتين ولحسن حظى كانت إحداهما فى الشمال المغربى حيث مدينة « تطوان» ذات الطابع الأندلسى الرائع.. ولحسن حظى للمرة الثانية أن إقامتى طالت لأكثر من 10 أيام أتاحت لى زيارة كانت مهمة لمدن فى الشمال المغربى مثل طنجة المدينة الشهيرة على ساحل البحر المتوسط والمحيط الأطلسى وهى سادس أكبر مدينة فى عدد السكان والتى يزيد عدد سكانها على المليون نسمة وتطل على مضيق جبل طارق والتى التقطت عدة صور فيها تحت التمثال الشهير لفاتح الأندلس طارق بن زياد وأنا كلى فخر وعزة بفارس العرب.
فى تطوان.. شاهدت بالصدفة طابورا من الأطفال بملابس الفريق الأشهر برشلونة.. الأطفال لا تزيد أعمارهم على السنوات العشر وهم يخرجون من مركز تدريب على اسم الفريق الإسبانى وقال لى صديقى المغربى إنهم سيتوجهون الآن إلى إسبانيا لتشجيع فريقهم المفضل وهو يلعب فى الكأس الأوروبية.. كانت وجهتهم عبر البحر الأبيض المتوسط حيث يستقلون لنشات سريعة إلى الشاطئ الإسباني.. أخذنى الصديق المغربى إلى مبنى آخر لأشاهد يافطة كبيرة لمدرسة كرة القدم تتبع فريق ريال مدريد الشهير حيث يلتحق الأطفال المغربة بهذه المدرسة منذ طفولتهم يتدربون فيها فى سنواتهم الصغيرة.


زاد فضولى كثيرا وعلمت مدى اهتمام الشقيقة المغرب بكرة القدم وحرص المسئولين على تنمية المواهب فى أشهر لعبة على مستوى العالم.. هذه المراكز يتولى الإنفاق عليها الفريقان الشهيران برشلونة وريال مدريد من الألف إلى الياء وتوفير الملابس الرياضية ومن يقيم فى هذه المدينة الساحلية « تطوان» يحرصون على متابعة مباريات الفريقين الكبيرين وتتوقف الحياة فى الشوارع عندما يلعبان معا أو يشاركان فى الدوريات الأوروبية.. وأدركت وقتها لماذا تتفوق الفرق المغربية كثيرا فى اللعبة الأشهر على مستوى العالم.
الساحل المغربى لا يبعد كثيرا عن الساحل الإسبانى فلا يتعدى 60 كيلو مترا عبر الريف المغربى والمغاربة فى الشمال يحرصون على متابعة الفرق الإسبانية وبالطبع ريال مدريد وبرشلونة ويتحدثون اللغة الإسبانية بطلاقة مع اللغة الفرنسية حيث الاهتمام الكبير بهاتين اللغتين بحكم قرب بلدهم من الشواطئ الأوروبية وهناك نكتة شهيرة فى تطوان تعكس قرب المسافة بينهما أن حريقا حدث فى إحدى البنايات فجاءت طائرة متخصصة فى إطفاء النيران من إسبانيا قبل أن تصل المطافئ فى تطوان !
ألف مبروك للفريق الوطنى المغربى وصوله إلى المربع الذهبى لكأس العالم بعد جهد كبير بذله اللاعبون والمدرب وليد الركراكي.. لقد شرفتم العرب والأفارقة بهذا الإنجاز الكبير الذى يحدث لأول مرة فى تاريخ كأس العالم وتفوقتم على فرق شهيرة وحطمتم أسطورة الفرق التى لا تقهر مثل إسبانيا وكرواتيا وكندا وبلجيكا. كل ما نرجوه أن يعرف اللاعبون العرب أنهم يستطيعون تحقيق الفوز على الفرق المرعبة ولنا فى السعودية خير دليل بعد هزيمة الأرجنتين على يد الفريق السعودي.. نحن نستطيع فى مصر أن نلعب فى كأس العالم وكلنا ثقة فى هذا بشرط أن نجيد اختيار من يشرفون على إعداد منتخب قومى ويخلصون النوايا ويفضلون مصلحة الوطن أولا وأخيرا.. نحتاج إلى اتحاد لكرة القدم يتعامل مع كل الفرق على قدم المساواة.. لا يخشى أحدا ولا يسمح لأحد أن يتدخل فى عمله.. لا يهمه أهلى أو زمالك.. عندنا القدوة فى لاعبنا الشهير محمد صلاح الذى يعرفه أطفال العالم قبل الكبار وهو بالفعل يشرفنا كما شرفنا الفريق المغربى فى كأس العالم والذى نتمنى له أن يلعب فى الدور النهائى بإذن الله ليحقق حلم العرب والأفارقة فى امتلاك هذا الكأس الثمين فى خزينتهم ولو لمرة واحدة.