فى الصميم

حكومة‭ ‬أصحاب‭ ‬السوابق؟‭!‬

جلال عارف
جلال عارف

خضع‭ ‬نتنياهو‭ ‬لشروط‭ ‬كل‭ ‬حلفائه‭ ‬من‭ ‬الإرهابيين‭ ‬وأصحاب‭ ‬السوابق،‭ ‬والمدانين‭ ‬من‭ ‬القضاء‭ ‬ليضمن‭ ‬الأغلبية‭ ‬التى‭ ‬تضمن‭ ‬وجوده‭ ‬رئيسًا‭ ‬للحكومة‭ ‬التى‭ ‬أصبحت‭ ‬جاهزة، ‬لكن‭ ‬نتنياهو‭ ‬طلب‭ ‬مهلة‭ ‬أسبوعين‭ ‬لتقديمها‭ ‬إلى‭ ‬البرلمان‭ ‬الإسرائيلى‭ ‬‮«‬الكنيست‮»‬،‭ ‬بسبب‭ ‬المشاكل‭ ‬التى‭ ‬مازالت‭ ‬أمامه‭ ‬وأهمها‭ ‬إقناع‭ ‬نواب‭ ‬حزبه ‬‮«‬الليكود‮»‬،‭ ‬باتفاقاته‭ ‬مع‭ ‬الأحزاب‭ ‬المتطرفة‭ ‬والفاشية،‭ ‬وضمان‭ ‬تمرير‭ ‬قوانين‭ ‬ضرورية‭ ‬للسماح‭ ‬لأصحاب‭ ‬السوابق‭ ‬بدخول‭ ‬الوزارة‭!!‬

نواب‭ ‬حزب‭ ‬نتنياهو‭ ‬فيهم‭ ‬الكثير‭ ‬الذين‭ ‬يعترضون‭ ‬على‭ ‬الخضوع‭ ‬لابتزاز‭ ‬شركائهم‭ ‬من‭ ‬الأحزاب‭ ‬المتطرفة‭ ‬والفاشية‭ ‬من‭ ‬جانب‭ ‬نتنياهو، ‬وحرمان‭ ‬حزب ‭ ‬‮‬«الليكود‮»‬،‭ ‬من‭ ‬وزارات‭ ‬مهمة،‭ ‬ومنح‭ ‬المتطرفين‭ ‬سلطات‭ ‬واسعة‭ ‬تجعل‭ ‬الصدام‭ ‬مع‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬داخل‭ ‬إسرائيل‭ ‬أو‭ ‬فى‭ ‬الضفة‭ ‬الغربية‭ ‬أمرًا‭ ‬لا‭ ‬مفر‭ ‬منه‭.‬

اتفاقات‭ ‬نتنياهو‭ ‬تعطى‭ ‬وزارة‭ ‬الأمن‭ ‬الداخلى‭ ‬للإرهابى‭ ‬‮ «‬بن‭ ‬غفير‮»‬،‭ ‬وهو‭ ‬من‭ ‬أدين‭ ‬قضائياً‭ ‬ثمانى‭ ‬مرات‭ ‬منها‭ ‬اثنتان‭ ‬تهم‭ ‬دعم‭ ‬الإرهاب،‭ ‬وتعطى‭ ‬شريكه‭ ‬فى‭ ‬الإرهاب ‭ ‬‮«‬سموتريتش‮»‬،‭ ‬مهمة‭ ‬الإشراف‭ ‬على‭ ‬الاستيطان‭ ‬فى‭ ‬الضفة‭ ‬الغربية. ‬كما‭ ‬تمنح‭ ‬زعيم ‬‮«‬شاس‮»‬،‭ ‬درعى‭ ‬موقع‭ ‬نائب‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬مع‭ ‬وزارة‭ ‬الصحة‭ ‬والداخلية‭ ‬لعامين،‭ ‬ثم‭ ‬وزارة‭ ‬المالية‭ ‬بعد‭ ‬ذلك‭ ‬ليصبح‭ ‬المدان‭ ‬قضائيًا‭ ‬بالاحتيال‭ ‬هو‭ ‬المسئول‭ ‬عن‭ ‬مالية‭ ‬إسرائيل‭!!  ‬ وهو‭ ‬ما‭ ‬دعا‭ ‬وزير‭ ‬الدفاع‭ ‬السابق‭ ‬‮ «‬يعالون‮»‬،‭ ‬إلى‭ ‬القول‭ ‬بأن‭ ‬الحكومة‭ ‬القادمة‭ ‬هى‭ ‬عصابة‭ ‬من‭ ‬مخالفى‭ ‬القانون‭ !! ‬بينما‭ ‬وصفت‭ ‬صحيفة  ‬‮«‬هارتس»‬‭ ‬نتنياهو‭ ‬بأنه‭ ‬منسق‭ ‬منظمات‭ ‬الجريمة‭ !! ‬

تمرير‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬الحكومة‭ ‬يستدعى‭ ‬أن‭ ‬يسبقها‭ ‬استصدار‭ ‬تشريعات‭ ‬جديدة‭ ‬لتمكين‭ ‬صاحب‭ ‬السوابق‭ ‬الجنائية ‭ ‬‮«‬درعى‮»‬،‭ ‬من‭ ‬المشاركة‭ ‬فى‭ ‬الحكومة،‭ ‬ولإعطاء‭ ‬سلطات‭ ‬واسعة‭ ‬للإرهابى ‭ ‬‮«‬بن‭ ‬غفير‮»‬،‭ ‬فى‭ ‬وزارة‭ ‬الأمن،‭ ‬ولاختراق‭ ‬القضاء‭ ‬لمنع‭ ‬محاكمة‭ ‬نتنياهو‭،‬ وهو‭ ‬ما‭ ‬يثير‭ ‬اعتراضات‭ ‬كبيرة‭ ‬حتى‭ ‬داخل‭ ‬حزب‭ ‬نتنياهو‭ ‬نفسه‭ ‬يسعى‭ ‬خلال‭ ‬الأيام‭ ‬القادمة‭ ‬لتجاوزها‭.‬

ويبقى‭ ‬السؤال‭ : ‬كيف‭ ‬سيتصرف‭ ‬العالم‭ ‬مع‭ ‬حكومة  ‬‮«‬أصحاب‭ ‬السوابق‮»‬،‭ ‬التى‭ ‬تمثل‭ ‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬الإرهابيين‭ ‬والفاشيين،‭ ‬والتى‭ ‬تهدد‭ ‬بإشعال‭ ‬المنطقة،‭ ‬وبالتخلص‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬الفلسطينيين،‭ ‬والحرب‭ ‬المستمرة‭ ‬على‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬هو‭ ‬عربى؟‭!‬

وهل‭ ‬ستظل‭ ‬إسرائيل‭ ‬التى‭ ‬تقودها‭ ‬حكومة‭ ‬أصحاب‭ ‬السوابق‭ ‬والمدانين‭ ‬بالإرهاب‭ ‬هى‭ ‬نموذج‭ ‬الديمقراطية‭ ‬كما‭ ‬يزعم‭ ‬أنصارها‭ ‬فى‭ ‬الغرب‭ ‬أم‭ ‬هى‭ ‬دولة‭ ‬الاحتلال‭ ‬والإرهاب‭ ‬التى‭ ‬ينبغى‭ ‬أن‭ ‬يتصدى‭ ‬لها‭ ‬العالم‭ ‬كله؟‭!‬