مجدي حجازي يكتب: حتى لا تبعثر أموال الخير «2»

مجدي حجازي
مجدي حجازي

بقلم: مجدي حجازي

إذا كانت الصدقة بابٌ من أبواب الخير والفلاح، فإنها السبيلٌ إلى الفوز برضوان الله جل جلاله فى الدنيا والآخرة، كما أن الاجتهاد فى أدائها، والحرص على أن تصل لمستحقيها هو صحيح الإيمان.

عرضت الأسبوع الماضى تساؤلًا لشاب يحب الخير، أضناه البحث عن سبيل آمن يمكنه من القضاء على حيرة أهل الخير وتجنيبهم ما يصيبهم من أرق خشية عدم وصول أموال تبرعاتهم إلى مستحقيها، وهى أموال يضخها المتصدقون عن طيب خاطر حبًا فى الأجر والثواب من الله، إعمالًا بحديث رسولنا الكريم، عن أبى هريرة «» عن رسول الله ، أنه قال: «ما نقصت صدقة من مالٍ، وما زاد الله عبدًا بعفوٍ إلا عزًا، وما تواضع أحدٌ لله إلا رفعه الله». «حديث صحيح، رواه مسلم».

وعقب نشر المقال الأسبوع الماضى، فوجئت بالكثير من التعقيبات التى يشكو أصحابها المعاناة من تزايد الإلحاحات الهاتفية، وملاحقات الاستجداء لجلب المزيد من التبرعات، ذلك فى غيبة من توافر قاعدة بيانات استرشادية، تهدى المتبرع إلى الطريق الصحيح الذى يغرس فى وجدانه الثقة والطمأنينة.. وقد كان تساؤل الشاب: «لماذا لا تفعل وزارة التضامن الاجتماعى دورها المنوط بها، وتقدم دليلًا استرشاديًا من خلال منصتها الإلكترونية، بالإضافة إلى النشر بالصحف ووسائل الإعلام عن قوائم بأسماء المؤسسات والجمعيات الخيرية الأكثر استحقاقًا لأموال المتبرعين؟!».

وصلتنى تعقيبات أهل الخير، فى حين أن وزيرة التضامن الاجتماعى، على ما يبدو أن الأمر والمقترح لم يعرض عليها، وبدا الأمر أنه ليس فى دائرة اهتمام وزارة التضامن الاجتماعى، وبالتالى لم يصل الرد، ومازلنا فى انتظار حل لتلك المشكلة.

كما أنه لم يصلنا تعقيبًا من وزيرة التخطيط يفند مدى إمكانية الاستفادة المجتمعية من حسن توجيه أموال الصدقات، كما أنه من الضرورى تشكيل لجنة من وزارة التخطيط تدرس بإمعان خارطة طريق يمكنها صياغة الأسلوب الأمثل لوضع خطة طموح للاستفادة من أموال الصدقات فى إطار خطة قومية تساهم بشكل إيجابى فى حصر المناطق الأكثر فقرًا، وظروفهم الاجتماعية التى تضعهم تحت مؤشر الاحتياج والعوز.

أتعشم أن تحرص وزيرتا «التضامن الاجتماعى»، و«التخطيط» على الاهتمام والإسراع فى إيجاد الحلول، حتى لا تهدر وتبعثر أموال الخير وتترك مصائرها رهن أهواء جامعيها.
حفظ الله المحروسة شعبًا وقيادة، والله غالب على أمره.. وتحيا مصر.