حبوب السعادة.. «صورة كلب» كشفت أغرب وأكبر عملية تهريب منشطات بالعالم

صورة الكلب التي أسقطت العصابة
صورة الكلب التي أسقطت العصابة

لم تتخيل عصابة لتهريب المخدرات أنها ستقع في شر أعمالها بصورة تم التقاطها لأحد الكلاب لكن صاحبها لم يتوقع أنها ستمثل لاحقًا الضربة القاضية له من رجال الشرطة.. فماذا حدث؟

 

القصة بدأت تفاصيلها تخرج إلى النور مع نشر تقارير صحفية أجنبية حكمًا بالسجن ضد ستة رجال يقفون وراء واحدة من أكبر عمليات التهريب في العالم، والتي تعاملت معها دائرة مكافحة الإرهاب في أستراليا، وأسدل الستار على المحاكمة بالسجن 140 عامًا للمتورطين فيها.

 

والمدانون في تلك القضية هم: «داني براون - 55 عامًا، ستيفان بالدوف - 62 عامًا، توني بورج - 45 عامًا، بيتر موراي - 59 عامًا، فيليب لوسون - 61 عامًا، وليون رايلي - 50 عامًا»، حيث حُكم عليهم في محكمة كينجستون أبون تيمز كراون في السادس من ديسمبر 2022 لتورطهم في مؤامرة لتهريب ما يقرب من نصف طن من المواد المنشطة - المعروف أيضًا باسم إكستاسي - إلى أستراليا في ذراع آلة حفارة.

 

ومادة MDMA التي حاول المدانون تهريبها هي نوع من أنواع المنشطات ذات التأثير النفسي، وهي مشتقة من الأمفيتامين، لكنها تحمل اسم «إكستاسي» أيضًا، وهو الاسم الشائع لهذا النوع من المنشطات وتشتهر بين أصحاب الكيف باسم «حبوب النشوة أو حبوب السعادة».

 

وبين يونيو 2019 ويونيو 2020، أشرف براون وبالداوف على عملية تصدير الكمية الهائلة من الأدوية الخاضعة للرقابة من الفئة (أ) والمخبأة في ذراع الحفارة المبطن بالرصاص، إذ تقدر قيمة تلك الأدوية المهربة في سوق الأدوية بـ44 مليون جنيه إسترليني إذا تم بيعها في أستراليا، وتشكل خطرًا كبيرًا على صحة ورفاهية الأستراليين».

 

 

وبالفعل قام المتآمرون المقيمون في المملكة المتحدة بترتيب شحنة الحفارة وبيعها في مزاد مشتري العقاقير في أستراليا، حيث استخدمت العصابة الهواتف المحمولة المشفرة من أجل تعزيز جريمتهم.

 

وقبل بورج تسليم الحفارة إلى مستودع في جرايز ثم قام موراي بتسليم الأدوية إلى نفس المستودع، حيث قام لوسون لاحقًا بقطع ذراع الحفارة وإخفاء 210 أكياس من MDMA بالداخل، وبعد إغلاق ذراع الحفار تم نقل الآلة إلى ساوثهامبتون دوكس ثم شحنها إلى أستراليا.

 

وفي غفلة من المجموعة الإجرامية، اكتشفت سلطات الجمارك الأسترالية المخدرات، وأخرجتها من الحفار وأرسلت الآلة فارغة.

 

 

هنا تبادل رايلي العديد من الرسائل المشفرة مع براون وبالدوف لإخبارها عن تقدم الآلة ومرورها إلى أستراليا، حيث قدم لوسون بعد ذلك مخططًا تفصيليًا يوضح مكان إخفاء شحنة MDMA والأدوات اللازمة للوصول إلى الأدوية.

 

هنا كافح الرجال في أستراليا للعثور على الشحنة، وردوا بصورة لذراع مجوفة وأخبروا براون أن الآلة كانت فارغة، فقدم براون والمتواطئون معه تفسيرات أكثر تفصيلاً عن مكان إخفاء العقاقير، لكن سرعان ما أدركوا أنها مسروقة.

 

 

وقالت المدعية العامة الأسترالية، كوليت مور: «تضمنت هذه القضية كمية هائلة من المواد المنشطة، بقيمة تقديرية تبلغ 44 مليون جنيه إسترليني، مما يشكل خطرًا كبيرًا على صحة ورفاهية الأستراليين.. يصنع المجرمون المنظمون عقار الإكستاسي والعقاقير الاصطناعية الأخرى في مصانع غير مشروعة وخطيرة، لذلك من المحتمل أن يشكل كل قرص فردي خطرًا على حياة أولئك الذين يستخدمونه».

 

كان إثبات استخدام الهواتف ذات الرسائل المشفرة أمرًا حاسمًا لإثبات القضية ضد براون وبالدوف، وبالفعل تمكن الادعاء من ربط براون بالهاتف الخاص به من خلال صورة لبلده الفرنسي «بوب»، والتي أرسلها إلى أحد أفراد العصابة الآخرين.

 

وتبين لاحقًا أن الصورة كانت لكلب يحمل نفس رقم هاتف بالدوف على طوقه الذي كان يرسل الرسائل عليه. وأرسل بالدوف الصورة لموقعه والتي التقطت - عن طريق الخطأ - انعكاسه الخاص في طريقه لمقابلة براون، وتم استخدامها لاحقًا لإثبات أنه كان يتحكم في جهاز الرسائل المشفرة.

 

وفي يونيو 2020، تم اعتقال براون وبلداوف من قبل ضباط الوكالة الوطنية لمكافحة الجريمة الأسترالية، وأدى مزيد من التحقيقات إلى اعتقال المتهمين الباقين في الأشهر التالية.

 

 

قام محققو وكالة الجريمة الوطنية في المملكة المتحدة بتكبير رقم الهاتف واستخدموه، من بين العديد من التكتيكات الأخرى في تحقيق مضني، لإثبات أن براون كان جزءًا من المؤامرة، كان الكلب موجودًا عندما تم القبض على براون.