صاحب جائزة الهرم البرونزي بمهرجان القاهرة: سعيد بالجدل المثار حول فيلمي

داميان كوكر
داميان كوكر

كتبت: إنجي ماجد

حالة كبيرة من النجاح حققها المخرج داميان كوكر بفيلمه الروائي الأول Bread and  Salt  فى موطنه البولندي؛ فبعد اثبات نفسه كمخرج متميز في عالم السينما القصيرة؛ استخدم فيها استراتيجيته الفنية المفضلة بمزج الواقع بالخيال؛ قرر اختراق السينما الروائية بفيلمه الدرامي الشاعري “خبز وملح”؛ والذي شارك في قسم Orizzonti بالدورة الماضية من مهرجان فينيسيا السينمائي، وفاز عنه بجائزة لجنة التحكيم الخاصة. وبعد فينيسيا؛ جاءت محطة الفيلم فى مهرجان القاهرة؛ ليقتنص جائزة الهرم البرونزى ضمن المسابقة الدولية للمهرجان؛ وكان “خبز وملح” من أفلام النسخة 44 التى تسببت في اثارة حالة من الجدل بين الجمهور بعد نهاية عرضه؛ بل ووصل الأمر إلى مهاجمة عدد من الحاضرين للفيلم والرسالة التي يبعث بها. 
“أخبار النجوم” التقت بالمخرج البولندي الذى أكد على سعادته بالجائزة؛ وكذلك على فخره لإختيار مهرجان القاهرة لفيلمه؛ كما حرص على الرد على كل الانتقادات التي أثيرت حول الفيلم.

- كيف استقبلت خبر اختيار فيلمك للمشاركة فى المسابقة الدولية بمهرجان القاهرة السينمائى؟
بالطبع شعرت بفرحة كبيرة لاختيار فيلمى للمشاركة فى مهرجان القاهرة والذى اعتبره من أعرق مهرجانات السينما حول العالم؛ كما أن الكثيرين من مخرجى العالم يتمنون أن يعرضوا أفلامهم في هذا المهرجان، ولهذا أعتبر نفسى محظوظا بعرض فيلمى في مهرجان القاهرة.

في بولندا؛ عندما تقولون إنكم تقدمون “الخبز والملح” لشخص ما؛ فهذا يعني أنه ضيف مرحب به. يبدو أن فيلمك يجادل لإلغاء هذا العرف. 
 العنوان ليس مثيرا للسخرية تماما، لكنه يوضح كيف يمكن لهذا المصطلح أن يفقد معناه ويصبح مجردا؛ وكان من المثير للاهتمام بالنسبة لى اكتشاف أن للثقافة العربية نفس المقولة والعرف بالضبط؛ ولكن في زمننا الحالي صار له معنى مختلف تماما.

- يعتمد فيلمك بشكل كبير على الأداء الرائع لأبطاله تيمو تيوز وجاسيك بيس - وهما ممثلان غير محترفان - كيف عثرت عليهم؟
أنا اعرفهما منذ سنوات الطفولة؛ حيث نشأنا في نفس المدينة.

- كيف نشأت في ذهنك قصة الفيلم؟
قبل بضع سنوات؛ وقع في مدينة إيك - وهي مدينة صغيرة شمال بولندا - وقع حادث مماثل في مطعم كباب محلي؛ فكان ذلك الحادث هو نقطة البداية بالنسبة لي لكتابة الفيلم.

- وما هى الرسالة الرئيسية بالنسبة لك في هذا الفيلم؟
أردت تناول ماهية العنف والنتائج المترتبة على المشاركة فيه.

- شخصية البطل “تيميك” لم تكن بمثابة الصورة المألوفة لنا لعازف البيانو؛ ففي الصباح يعزف موسيقى شوبان بينما يشرب البيرة والمخدرات مع زملائه في الليل؛ فكل هذا التناقض كان مقصودا من جانبك؟
لا يمكن انكار أن الفنان بطبعه قد يتسم بالجنون؛ فالفنان لا يكون في الحقيقة بنفس الصورة المثالية التي يراها عليه الجمهور؛ كما أن “تيميك” يمثل جيل مختلف من الموسيقيين؛ لا يتشابه مع الأجيال السابقة؛ والسبب بالطبع هو تغير ملامح الحياة عن العقود الماضية.

اقرأ أيضًا

مهرجان القاهرة السينمائي 44 l الأفلام.. « كامل العدد »

- في الفيلم؛ يتم تقديم العنف في المشهد الافتتاحي ليس بالصور القاسية الصعبة؛ ولكن ببعض الأصوات والألحان المزعجة؛ ماذا كان المغزى وراء ذلك؟
السينما فن سمعي بصري؛ لذلك استخدمت الصوت بطريقة مخططة ومدروسة؛ فبالنسبة لى الصوت جزء من السرد لأنه ببساطة وسيلة للتعبير؛ فالصوت قادر على خلق المشاعر تماما مثل الصور؛ وعلى الرغم من عدم حدوث أي شيء عنيف في المشهد؛ لكن في الوقت نفسه كان هناك شعور بعدم الارتياح ناتج عن الصوت؛ والتصوير البطئ الذى تم تصوير المشهد به. 
أحداث الفيلم جعلته عملا قادرا على أسر المشاهد؛ وخاصة مع زيادة جرعة التوتر وكون المشاهد في لهفة لمعرفة ما سيحدث لاحقا.

كلامك صحيح؛ فالأمر يبدو كما في فيلم Elephant للمخرج Gus Van Sant أنت تعلمين أن شيئا سيئا سيحدث؛ ولكنك لا تشعرين أنك لا تريدين مشاهدة بقية الفيلم؛ وفي  Bread and Salt  لا يتعلق الأمر بوجود لغز غامض؛ فكان بإمكاني بسهولة عرض الجريمة في بداية الفيلم ثم تقديم كيفية حدوثها؛ لكن ذلك لم يكن منطقيا بالنسبة لي كصانع أفلام؛ فالسينما بالنسبة لي لا تروي الأحداث ولا تحكي قصة؛ ولكنها تروى المشاعر الإنسانية والعاطفية ما بين البشر.

- وما هو ردك على اتهام الفيلم بإيقاعه الممل؟

أتفق على أن هذا النوع من السرد السينمائي غير منتشر؛ كما أن بعض المشاهدين الذين لا يتقبلون هذا النوع من الواقعية السينمائية لا تعجبهم هذه النوعية من الأفلام، ولكننى في النهاية سعيد بالجدل المثار حول الفيلم.

- حدثنا عن تعاملك مع الممثلين العربيين بالفيلم؟
الممثل الأصغر في الفيلم هو مساعدي الشخصي وهو سوري ويدرس الإخراج في بولندا؛ وقد ساعدنى في التعاون مع الممثل الآخر وهو فلسطيني الجنسية.