كل أسبوع

أخلاقهم وأخلاقنا

محمد طلعت
محمد طلعت

‭ ..‬كل‭ ‬مجتمع‭ ‬لديه‭ ‬عادات‭ ‬وتقاليد‭ ‬خاصة‭ ‬به،‭ ‬وبالتالي‭ ‬لا‭ ‬يجوز‭ ‬أن‭ ‬يأتي‭ ‬شخص‭ ‬من‭ ‬ثقافة‭ ‬وبيئة‭ ‬تختلف‭ ‬عن‭ ‬البيئة‭ ‬التي‭ ‬اعيش‭ ‬فيها‭ ‬ويجبرني‭ ‬على‭ ‬تنفيذ‭ ‬أفكاره،‭ ‬فما‭ ‬يقبله‭ ‬هو‭ ‬في‭ ‬بيئته‭ ‬التي‭ ‬تربى‭ ‬بها‭ ‬ليس‭ ‬بالضرورة‭ ‬أقبلها انا،‭ ‬فيجب‭ ‬عليه‭ ‬أن‭ ‬يحترم‭ ‬ثقافتي‭ ‬وعاداتي‭ ‬وتقاليدي،‭ ‬طالما‭ ‬هو‭ ‬الذي‭ ‬سيأتي‭ ‬عندي‭ ‬في‭ ‬منطقتي‭ ‬في‭ ‬بلادي‭ ‬لذلك‭ ‬تلك‭ ‬المحاولات‭ ‬الغربية‭ ‬لفرض‭ ‬ثقافتهم‭ ‬وأخلاقهم‭ ‬في‭ ‬منطقتنا‭ ‬العربية‭ ‬باستخدام‭ ‬أساليب‭ ‬ضغط‭ ‬ملتوية‭ ‬مرفوضة‭ ‬شكلا‭ ‬وموضوعًا‭.‬

فنحن‭ ‬لن‭ ‬نقبل‭ ‬تلك‭ ‬الوصاية‭ ‬الغربية‭ ‬التي‭ ‬تريد‭ ‬فرض‭ ‬الموبقات‭ ‬والأفكار‭ ‬الشاذة‭ ‬بدعوى‭ ‬الحرية،‭ ‬فهذه‭ ‬ليست‭ ‬حرية‭ ‬بل‭ ‬محاولات‭ ‬لمستعمرين‭ ‬سابقين‭ ‬يريدون‭ ‬تنفيذ‭ ‬ما‭ ‬فشلوا‭ ‬فيه‭ ‬خلال‭ ‬سنوات‭ ‬طويلة‭ ‬عاشوها‭ ‬في‭ ‬بلادنا‭ ‬كمستعمرين‭ ‬محتلين‭ ‬لأراضينا،‭ ‬يريدون‭ ‬نشر‭ ‬أفكارهم‭ ‬الاستعمارية‭ ‬لكن‭ ‬بطرق‭ ‬أخرى‭ ‬ومن‭ ‬يرفض‭ ‬تعمل‭ ‬ماكينة‭ ‬الميديا‭ ‬الغربية‭ ‬لاغتياله‭ ‬معنويًا،‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬وسائل‭ ‬إعلام‭ ‬تتشدق‭ ‬في‭ ‬العلن‭ ‬بأنها‭ ‬حرة‭ ‬مستقلة‭ ‬تتحدث‭ ‬من‭ ‬نفسها‭ ‬ولكنها‭ ‬في‭ ‬حقيقة‭ ‬الأمر‭ ‬تتحرك‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬أجهزة‭ ‬ودول‭ ‬فلا‭ ‬توجد‭ ‬وسيلة‭ ‬إعلامية‭ ‬واحدة‭ ‬أيا‭ ‬تكن‭ ‬الدولة‭ ‬التي‭ ‬تنتمي‭ ‬إليها‭ ‬تستطيع‭ ‬أن‭ ‬تقول‭ ‬أنها‭ ‬وسيلة‭ ‬إعلامية‭ ‬محايدة‭ ‬أو‭ ‬مستقلة‭.‬

من‭ ‬يرى‭ ‬وسائل‭ ‬الإعلام‭ ‬الغربية‭ ‬وتحديدًا‭ ‬البريطانية‭ ‬وهى‭ ‬تنتقد‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬يحدث‭ ‬في‭ ‬بلداننا‭ ‬العربية‭ ‬يتخيل‭ ‬انهم‭ ‬يعيشون‭ ‬في‭ ‬عالم‭ ‬من‭ ‬الجنة،‭ ‬عالم‭ ‬فيه‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬تُحترم‭ ‬لكنهم‭ ‬في‭ ‬حقيقة‭ ‬الأمر‭ ‬يهتمون‭ ‬بحقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬العربي‭ ‬أكثر‭ ‬مما‭ ‬يهتمون‭ ‬بحقوق‭ ‬من‭ ‬يعيش‭ ‬في‭ ‬بلدانهم،‭ ‬وإلا‭ ‬لما‭ ‬لا‭ ‬يتحدثون‭ ‬عن‭ ‬الانتهاكات‭ ‬التي‭ ‬تحدث‭ ‬وحدثت‭ ‬للمهاجرين‭ ‬في‭ ‬بريطانيا‭ ‬على‭ ‬سبيل‭ ‬المثال،‭ ‬لماذا‭ ‬لا‭ ‬يتحدثون‭ ‬عن‭ ‬العنصرية‭ ‬الموجودة‭ ‬في‭ ‬بلادهم‭ ‬بكل‭ ‬أشكالها‭ ‬البغيضة‭ ‬والحوادث‭ ‬التي‭ ‬تحدث‭ ‬في‭ ‬شوارعهم‭ ‬يوميا‭ ‬تنتهك‭ ‬آدمية‭ ‬المهاجر‭ ‬المقيم‭ ‬في‭ ‬بلدانهم‭.‬

لماذا‭ ‬لا‭ ‬تتحدثون‭ ‬عن‭ ‬مراكز‭ ‬إيداع‭ ‬المهاجرين‭ ‬في‭ ‬بلدانكم‭ ‬وما‭ ‬يحدث‭ ‬فيها‭ ‬من‭ ‬انتهاكات‭ ‬لحقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬وتعميق‭ ‬وضرب‭ ‬وإهانة‭ ‬أليس‭ ‬هؤلاء‭ ‬المهاجرين‭ ‬لهم‭ ‬حقوق‭ ‬أليسوا‭ ‬من‭ ‬بني‭ ‬البشر،‭ ‬اين‭ ‬منظمات‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬ترى‭ ‬وتمتعض‭ ‬وتشجب‭ ‬وتهدد‭ ‬إلا‭ ‬عندما‭ ‬تكون‭ ‬السهام‭ ‬موجهة‭ ‬للدول‭ ‬العربية‭ ‬ولكن‭ ‬عندما‭ ‬يكون‭ ‬الأمر‭ ‬متعلق‭ ‬بما‭ ‬يحدث‭ ‬في‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭ ‬لا‭ ‬نجد‭ ‬لهم‭ ‬موقفًا‭ ‬بل‭ ‬لانراهم‭ ‬أصلا‭ .. ‬اين‭ ‬منظمة‭ ‬العفو‭ ‬الدولية‭ ‬التي‭ ‬كانت‭ ‬أقامت‭ ‬مؤتمرات‭ ‬لأشخاص‭ ‬معروفين‭ ‬في‭ ‬بلادنا،‭ ‬اين‭ ‬الهيومان‭ ‬رايتس‭ ‬ووتش‭ ‬مما‭ ‬يحدث‭ ‬في‭ ‬ايطاليا‭ ‬وفرنسا‭ ‬ضد‭ ‬المهاجرين‭ ‬والعنصرية‭ ‬عليهم؟‭!‬،‭ ‬اين‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬فيما‭ ‬يحدث‭ ‬في‭ ‬الدول‭ ‬الاسكندنافية‭ ‬ضد‭ ‬المهاجرين‭ ‬أيضا‭ ‬وما‭ ‬يتم‭ ‬فرضة‭ ‬عليه؟‭!‬.

تلك‭ ‬المنظمات‭ ‬لا‭ ‬تعمل‭ ‬إلا‭ ‬علينا‭ ‬فقط‭ ‬لكن‭ ‬في‭ ‬بلدانهم‭ ‬لا‭ ‬يستطيعون‭ ‬التحدث؛‭ ‬فتلك‭ ‬البلاد‭ ‬مازال‭ ‬بعض‭ ‬ساستها‭ ‬يتخيلون‭ ‬أنهم‭ ‬يعيشون‭ ‬في‭ ‬عصور‭ ‬الظلام‭ ‬فما‭ ‬يقولوه‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬يحدث‭ ‬في‭ ‬بلداننا‭ ‬العربية‭ ‬فيوجهون‭ ‬إعلامهم‭ ‬ومنظماتهم‭ ‬الحقوقية‭ ‬لنشر‭ ‬ثقافتهم‭ ‬وأخلاقهم‭ ‬علينا‭ ‬لكن‭ ‬ذلك‭ ‬لن‭ ‬يكون‭.‬

إذا‭ ‬تحدثنا‭ ‬عن‭ ‬الرياضة‭ ‬وكرة‭ ‬القدم‭ ‬وحاولنا‭ ‬أن‭ ‬نفعل‭ ‬أي‭ ‬شيء‭ ‬ولو‭ ‬رمزي‭ ‬للحديث‭ ‬عن‭ ‬القضايا‭ ‬العربية‭ ‬المشروعة؛‭ ‬فلسطين‭ ‬على‭ ‬سبيل‭ ‬المثال‭ ‬التي‭ ‬تعاني‭ ‬من‭ ‬احتلال‭ ‬غاشم‭ ‬منذ‭ ‬‮١٩٤٨‬‭ ‬نجدهم‭ ‬يهاجمونا‭ ‬ويقولون‭ ‬إن‭ ‬الرياضة‭ ‬لايجب‭ ‬أن‭ ‬يتم‭ ‬تسيسها‭ ‬بأي‭ ‬شكل‭ ‬من‭ ‬الأشكال‭ ‬ويفرضون‭ ‬عقوبات‭ ‬على‭ ‬من‭ ‬يفعلها، لكن‭ ‬عندما‭ ‬يحدث‭ ‬العكس‭ ‬وتكون‭ ‬القصة‭ ‬في‭ ‬أوروبا‭ ‬ويفعلون‭ ‬هم‭ ‬ما‭ ‬اعترضوا‭ ‬عليه‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬كما‭ ‬شاهدنا‭ ‬ونشاهد‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬ملاعب‭ ‬أوروبا‭ ‬دعمًا‭ ‬لأوكرانيا‭ ‬ضد‭ ‬روسيا‭ ‬فهم‭ ‬يفعلون‭ ‬بدعوى‭ ‬حماية‭ ‬شعب‭ ‬بلد‭ ‬أوروبية‭ ‬وقتها‭ ‬يتم‭ ‬تسييس‭ ‬الرياضة‭ ‬ويصبح‭ ‬الأمر‭ ‬مقبولا‭ ‬بل‭ ‬وفرضًا‭ ‬ومن‭ ‬لا‭ ‬يفعل‭ ‬ذلك‭ ‬يصبح‭ ‬عدوًا‭ ‬لهم‭ ‬ولا‭ ‬يهتم‭ ‬بحقوق‭ ‬الإنسان‭.‬

هل‭ ‬أهل‭ ‬فلسطين‭ ‬الذين‭ ‬يقتلون‭ ‬بوحشية‭ ‬تحت‭ ‬رحمة‭ ‬احتلال‭ ‬غاشم‭ ‬لأقل‭ ‬الأسباب‭ ‬أليسوا‭ ‬هؤلاء‭ ‬بشر،‭ ‬فلماذا‭ ‬إذن‭ ‬الكيل‭ ‬بمكيالين‭ ‬ولماذا‭ ‬لا‭ ‬تتحدث‭ ‬الهيومان‭ ‬رايتس‭ ‬ووتش‭ ‬ومنظمة‭ ‬العفو‭ ‬الدولية‭ ‬عما‭ ‬يحدث‭ ‬في‭ ‬المعتقلات‭ ‬ضد‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬لكنهم‭ ‬يبكون‭ ‬على‭ ‬الشعب‭ ‬الأوكراني‭ ‬ونحن‭ ‬معهم‭ ‬نبكي‭ ‬ونحزن‭ ‬على‭ ‬كل‭ ‬انتهاك‭ ‬لحقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬في‭ ‬أي‭ ‬مكان‭ ‬لكن‭ ‬الجميع‭ ‬لدينا‭ ‬سواء‭ ‬فنحن‭ ‬لا‭ ‬نكيل‭ ‬بمكيالين‭ ‬على‭ ‬عكس‭ ‬هؤلاء‭ ‬المتشدقين‭ ‬بحقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬على‭ ‬الشاشات‭ ‬طالما‭ ‬ليست‭ ‬في‭ ‬بلادهم،‭ ‬نعم‭ ‬أنا‭ ‬مع‭ ‬كشف‭ ‬أي‭ ‬انتهاك‭ ‬لحقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬نستطيع‭ ‬أن‭ ‬ننقذ‭ ‬فيه‭ ‬انسان‭ ‬مظلوم‭ ‬في‭ ‬أي‭ ‬مكان‭ ‬بالعالم‭ ‬لكن‭ ‬أيها‭ ‬السادة‭ ‬نحن‭ ‬لا‭ ‬نكيل‭ ‬مثلكم‭ ‬بمكيالين‭.‬

عروس‭ ‬الشرقية

توقفت‭ ‬خلال‭ ‬الأيام‭ ‬الماضية‭ ‬أمام‭ ‬الموقف‭ ‬الصعب‭ ‬الذي‭ ‬عاشته‭ ‬تلك‭ ‬الفتاة‭ ‬في‭ ‬قرية‭ ‬المسلمية‭ ‬التابعة‭ ‬لمركز‭ ‬صان‭ ‬الحجر‭ ‬بالشرقية،‭ ‬فهى‭ ‬قد‭ ‬تزوجت‭ ‬لمدة‭ ‬يوم‭ ‬واحد‭ ‬فقط‭ ‬وطلقها‭ ‬زوجها‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬قال‭ ‬إنه‭ ‬شك‭ ‬في‭ ‬عذريتها‭ ‬في‭ ‬ليلة‭ ‬الدخلة‭.‬

مأساة‭ ‬مهولة‭ ‬عاشتها‭ ‬تلك‭ ‬الفتاة‭ ‬المسكينة‭ ‬لمجرد‭ ‬الشك،‭ ‬حياتها‭ ‬تحولت‭ ‬جحيم‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬كانت‭ ‬تهنئ‭ ‬نفسها‭ ‬بحياة‭ ‬زوجية‭ ‬سعيدة،‭ ‬أصبحت‭ ‬على‭ ‬كل‭ ‬لسان‭ ‬لمجرد‭ ‬الشك،‭ ‬حياة‭ ‬فتاة‭ ‬ومستقبلها‭ ‬ونظرة‭ ‬الناس‭ ‬لها‭ ‬كل‭ ‬ذلك‭ ‬انتهى‭ ‬لمجرد‭ ‬الشك‭.‬

لذلك‭ ‬لم‭ ‬أشعر‭ ‬بالامتعاض‭ ‬مما‭ ‬فعله‭ ‬الاب‭ ‬الذي‭ ‬عرض‭ ‬ابنته‭ ‬لكشف‭ ‬طبي‭ ‬رسمي‭ ‬لبيان‭ ‬عذريتها‭ ‬حتى‭ ‬يبرأها‭ ‬إمام‭ ‬أهل‭ ‬القرية‭ ‬جميعا‭ ‬ويكشف‭ ‬زيف‭ ‬ما‭ ‬ادعاه‭ ‬الزوج،‭ ‬فالكشف‭ ‬أثبت‭ ‬أن‭ ‬الفتاة‭ ‬عذراء‭ ‬وأن‭ ‬غشاء‭ ‬البكارة‭ ‬موجود‭ ‬وان‭ ‬شك‭ ‬الزوج‭ ‬ليس‭ ‬في‭ ‬محله‭ ‬وأنه‭ ‬شك‭ ‬قاتل‭.‬

الاب‭ ‬الذي‭ ‬اصيب‭ ‬بنظرات‭ ‬الناس‭ ‬القاتلة‭ ‬لمدة‭ ‬يوم‭ ‬كامل‭ ‬كان‭ ‬معه‭ ‬الحق‭ ‬في‭ ‬أن‭ ‬يفعل‭ ‬ما‭ ‬فعله‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬أثبت‭ ‬الكشف‭ ‬الطبي‭ ‬براءة‭ ‬ابنته‭ ‬مما‭ ‬تم‭ ‬اتهامها‭ ‬به،‭ ‬فحملها‭ ‬على‭ ‬كتفه‭ ‬في‭ ‬زفة‭ ‬شعبية‭ ‬مرت‭ ‬بكل‭ ‬منازل‭ ‬قريتهم‭ ‬وتوقف‭ ‬أمام‭ ‬منزل‭ ‬اهل‭ ‬طليق‭ ‬ابنته‭ ‬وهم‭ ‬يحملون‭ ‬الورقة‭ ‬التي‭ ‬تثبت‭ ‬أنها‭ ‬عذراء‭ ‬وعفيفة‭ ‬وشريفة‭ ‬وأن‭ ‬اتهام‭ ‬الزوج‭ ‬لها‭ ‬هو‭ ‬اتهام‭ ‬باطل‭.‬

تلك‭ ‬القصة‭ ‬أصابتني‭ ‬بحالة‭ ‬من‭ ‬الاشمئزاز‭ ‬للأفكار‭ ‬والشكوك‭ ‬التي‭ ‬كادت‭ ‬أن‭ ‬تضع‭ ‬تلك‭ ‬الفتاة‭ ‬المسكينة‭ ‬في‭ ‬مأساة‭ ‬طوال‭ ‬حياتها،‭ ‬بل‭ ‬كانت‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬تؤدي‭ ‬بحياتها‭ ‬لولا‭ ‬تدخل‭ ‬ابوها‭ ‬الذي‭ ‬وثق‭ ‬في‭ ‬ابنته‭ ‬وفي‭ ‬براءتها‭ ‬وأصر‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬يثبت‭ ‬أنها‭ ‬بريئة‭ ‬أمام‭ ‬كل‭ ‬اهالي‭ ‬قريته‭ ‬وانه‭ ‬‮«‬عرف‭ ‬يربي‮»‬‭ ‬رغم‭ ‬قسوة‭ ‬تعرض‭ ‬الفتاة‭ ‬للكشف‭ ‬الطبي‭ ‬على‭ ‬عذريتها‭ ‬لكنه‭ ‬هو‭ ‬الأمر‭ ‬الوحيد‭ ‬الذي‭ ‬يعيد‭ ‬كرامة‭ ‬ابنته‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬قتلها‭ ‬زوجها‭ ‬معنويا‭ ‬امام‭ ‬أهل‭ ‬القرية‭ ‬جميعا‭.‬

فشكرا‭ ‬لذلك‭ ‬الأب‭ ‬الذي‭ ‬لم‭ ‬ينجرف‭ ‬وراء‭ ‬الأقاويل‭ ‬واتأسف‭ ‬وغيري‭ ‬لتلك‭ ‬الفتاة‭ ‬التي‭ ‬مرت‭ ‬بما‭ ‬لا‭ ‬يستطيع‭ ‬بشر‭ ‬أن‭ ‬يتحمله‭ ‬فنحن‭ ‬مازلنا‭ ‬نقتل‭ ‬لمجرد‭ ‬الشك‭.‬