بعيدًا عن الأوهام

«دماغك إيه يا بيه»

إسلام محمد
إسلام محمد

بعد أن خرجت منطقة المطرية من ثوب العشوائيات منذ سنوات بفضل حركة التطورات التى تشهدها البلاد، إلا أنه بالرغم من هذا التطوير والتطهير فقد انتشرت « دواليب البودر المتنقلة» التى يمكث أصحابها كالثعابين فى جحورها ينتظرون فرائسهم من مدخنى البودر الذى ينهى حياتهم بالبطء الشديد، ويسرق من أعمارهم كل يوم حتى أصبح لغزا كبيرا بالرغم من مجهودات وزارة الداخلية فى ضبط العديد من قضايا المخدرات المماثلة لتلك الواقعة.

هنا بأزقة المطرية الأمر جد لم يعد يتحمله المواطن، شاهدتها بنفسى حيث كنت أجلس منذ أيام مع أصدقائى على الكافتيريا المعتاد جلوسنا عليها وإذا بسيدة ترتدى زى النقاب تحمل رضيعا بين يديها وبصوت يملؤه الحزن قالت «عايزة اشترى علبة لبن ومش عارفة» وفى دقائق معدودة كسبت السيدة تعاطف المتواجدين وقام كل شخص بإعطائها ما يقدر عليه ثم ذهبت.. بعد ساعة تقريبا شاهدنا نفس السيدة وتحمل الرضيع تتحدث لأحد ديلرات البودر وتقوم بشراء «كيس بودر»...! الأمر نزل علينا كالصاعقة.

ومن التسول لعملية الشراء المشهد يبدأ مع نهاية كوبرى عين شمس اتجاه شارع المشروع فمع غروب الشمس يبدأ خفافيش البودر بالظهور مستقلين «توك توك» وفور وصولهم تجد العشرات من المدمنين يلتفون حوله وفى أقل من ١٠ دقائق تتم عملية البيع وإذا لم تكن من هواة البودر يبادرك الديلر قائلا: «طب انت دماغك إيه».

ولم يسلم سور إحدى مدارس الفتيات بالشارع من هذه التجارة البشعة دون مراعاة لشكوى الأهالى المتكررة لهم بعدم الوقوف وبيع هذه السموم .. ومن شارع المشروع لشارع التوفيقية والأربعين فإذا كنت من الفئة التى لا تتعاطى المخدرات فقد تتفاجأ أثناء سيرك بأحد الأشخاص يستوقفك على ناصية الشارع الخاص به وبدون خوف أو تردد يعرض عليك بضاعته سواء الحشيش أو الترامادول «الفراولة» أو البودر ويعلن لك عن قائمة أسعاره!