أنا أحد المعجبين بالمطربة الكولومبية الشهيرة كارول جى، فهى دائمًا تقدِّم جديدًا سواء على مستوى الألحان أو تصوير الكليب، وإن كانت لى مآخذ على كلمات بعض أغنياتها، ولكن هذا مبرره عائدا إلى ثقافتها الغربية.
كارول التى تحظى بـ60 مليون متابع على إنستجرام وتتعدى أغنياتها المليار مشاهدة على ايوتيوبب، طرحت أخيرًا أغنية بعنوان Cairo (القاهرة)، ويُقال إن السبب هو حبها الشديد لمصر. وعقب طرح الأغنية بأيام، حققت االتريندب الأول على مستوى العالم بإجمالى 18 مليون مشاهدة حتى الآن.
كثيرون اعتبروا أن هذه الأغنية خير ترويج للسياحة المصرية، خاصة أنها صُوِّرت بمنطقة الأهرامات وعند قلعة صلاح الدين ومسجد السلطان حسن وفى الحوارى، وانبرت إحدى القنوات الفضائية الخاصة فى تعديد المزايا العائدة على مصر من وراء هذه الأغنية. وعليك مشاهدة الأغنية، وستدرك منذ الوهلة الأولى، كم أنها تشوه مصر، وتنقل صورة مخالفة للواقع الحالي.
ما حدث هو أن الكليب يركز على الحوارى الفقيرة، وسط أكوام من القمامة والبيوت المهدمة، وأحد المشاهد جرى تصويره فى وسط البلد ويظهر فيه أتوبيس قديم جدًا اختفى من العالم كله منذ حقبة الستينيات.
بعض االمتفذلكينب يقول إن الأغنية تدور فكرتها فى زمن قديم، لكن يبدو أن هؤلاء لم ينتبهوا لكلماتها، فهى مجرد أغنية رومانسية، تتحدث فى جانب منها عن الجنس وشرب الخمور.
ما أود قوله إننا يجب أن نفخر بجمهوريتنا الجديدة الآخذة فى الصعود إلى مصاف الدول المتحضرة بما جرى ويجرى تنفيذه من مشروعات قومية عملاقة، ولذا لا يجدر بنا أن نهلل ونصفق لعمل يغض الطرف عن إنجازاتنا، ويصور مجتمعنا على أنه لا يزال يرزح تحت الفقر والتخلف والرجعية... لا يا كارول لا، لسنا هكذا.