كلمة السر

لا يا كارول لا

أحمد الجمَّال
أحمد الجمَّال

أنا‭ ‬أحد‭ ‬المعجبين‭ ‬بالمطربة‭ ‬الكولومبية‭ ‬الشهيرة‭ ‬كارول‭ ‬جى،‭ ‬فهى‭ ‬دائمًا‭ ‬تقدِّم‭ ‬جديدًا‭ ‬سواء‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬الألحان‭ ‬أو‭ ‬تصوير‭ ‬الكليب،‭ ‬وإن‭ ‬كانت‭ ‬لى‭ ‬مآخذ‭ ‬على‭ ‬كلمات‭ ‬بعض‭ ‬أغنياتها،‭ ‬ولكن‭ ‬هذا‭ ‬مبرره‭ ‬عائدا‭ ‬إلى‭ ‬ثقافتها‭ ‬الغربية‭.‬

كارول‭ ‬التى‭ ‬تحظى‭ ‬بـ60‭ ‬مليون‭ ‬متابع‭ ‬على‭ ‬إنستجرام‭ ‬وتتعدى‭ ‬أغنياتها‭ ‬المليار‭ ‬مشاهدة‭ ‬على‭ ‬ايوتيوبب،‭ ‬طرحت‭ ‬أخيرًا‭ ‬أغنية‭ ‬بعنوان‭ ‬Cairo‭ (‬القاهرة‭)‬،‭ ‬ويُقال‭ ‬إن‭ ‬السبب‭ ‬هو‭ ‬حبها‭ ‬الشديد‭ ‬لمصر‭. ‬وعقب‭ ‬طرح‭ ‬الأغنية‭ ‬بأيام،‭ ‬حققت‭ ‬االتريندب‭ ‬الأول‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬العالم‭ ‬بإجمالى‭ ‬18‭ ‬مليون‭ ‬مشاهدة‭ ‬حتى‭ ‬الآن‭.‬

كثيرون‭ ‬اعتبروا‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬الأغنية‭ ‬خير‭ ‬ترويج‭ ‬للسياحة‭ ‬المصرية،‭ ‬خاصة‭ ‬أنها‭ ‬صُوِّرت‭ ‬بمنطقة‭ ‬الأهرامات‭ ‬وعند‭ ‬قلعة‭ ‬صلاح‭ ‬الدين‭ ‬ومسجد‭ ‬السلطان‭ ‬حسن‭ ‬وفى‭ ‬الحوارى،‭ ‬وانبرت‭ ‬إحدى‭ ‬القنوات‭ ‬الفضائية‭ ‬الخاصة‭ ‬فى‭ ‬تعديد‭ ‬المزايا‭ ‬العائدة‭ ‬على‭ ‬مصر‭ ‬من‭ ‬وراء‭ ‬هذه‭ ‬الأغنية‭. ‬وعليك‭ ‬مشاهدة‭ ‬الأغنية،‭ ‬وستدرك‭ ‬منذ‭ ‬الوهلة‭ ‬الأولى،‭ ‬كم‭ ‬أنها‭ ‬تشوه‭ ‬مصر،‭ ‬وتنقل‭ ‬صورة‭ ‬مخالفة‭ ‬للواقع‭ ‬الحالي‭.‬

ما‭ ‬حدث‭ ‬هو‭ ‬أن‭ ‬الكليب‭ ‬يركز‭ ‬على‭ ‬الحوارى‭ ‬الفقيرة،‭ ‬وسط‭ ‬أكوام‭ ‬من‭ ‬القمامة‭ ‬والبيوت‭ ‬المهدمة،‭ ‬وأحد‭ ‬المشاهد‭ ‬جرى‭ ‬تصويره‭ ‬فى‭ ‬وسط‭ ‬البلد‭ ‬ويظهر‭ ‬فيه‭ ‬أتوبيس‭ ‬قديم‭ ‬جدًا‭ ‬اختفى‭ ‬من‭ ‬العالم‭ ‬كله‭ ‬منذ‭ ‬حقبة‭ ‬الستينيات‭.‬

بعض‭ ‬االمتفذلكينب‭ ‬يقول‭ ‬إن‭ ‬الأغنية‭ ‬تدور‭ ‬فكرتها‭ ‬فى‭ ‬زمن‭ ‬قديم،‭ ‬لكن‭ ‬يبدو‭ ‬أن‭ ‬هؤلاء‭ ‬لم‭ ‬ينتبهوا‭ ‬لكلماتها،‭ ‬فهى‭ ‬مجرد‭ ‬أغنية‭ ‬رومانسية،‭ ‬تتحدث‭ ‬فى‭ ‬جانب‭ ‬منها‭ ‬عن‭ ‬الجنس‭ ‬وشرب‭ ‬الخمور‭.‬

ما‭ ‬أود‭ ‬قوله‭ ‬إننا‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬نفخر‭ ‬بجمهوريتنا‭ ‬الجديدة‭ ‬الآخذة‭ ‬فى‭ ‬الصعود‭ ‬إلى‭ ‬مصاف‭ ‬الدول‭ ‬المتحضرة‭ ‬بما‭ ‬جرى‭ ‬ويجرى‭ ‬تنفيذه‭ ‬من‭ ‬مشروعات‭ ‬قومية‭ ‬عملاقة،‭ ‬ولذا‭ ‬لا‭ ‬يجدر‭ ‬بنا‭ ‬أن‭ ‬نهلل‭ ‬ونصفق‭ ‬لعمل‭ ‬يغض‭ ‬الطرف‭ ‬عن‭ ‬إنجازاتنا،‭ ‬ويصور‭ ‬مجتمعنا‭ ‬على‭ ‬أنه‭ ‬لا‭ ‬يزال‭ ‬يرزح‭ ‬تحت‭ ‬الفقر‭ ‬والتخلف‭ ‬والرجعية‭... ‬لا‭ ‬يا‭ ‬كارول‭ ‬لا،‭ ‬لسنا‭ ‬هكذا‭.‬