فى الشارع المصرى

تدبر.. وادع لنفسك

مجدى حجازى
مجدى حجازى

قرأت «بوست» منقولا، منشوراً على «فيس بوك»، جاء باﺧﺘﺼﺎر رائع لقصة ﺳﻴﺪﻧﺎ ﻳﻮﺳﻒ، أردت إعادة نشره حتى نتدبره.. جاء فيه: 
{الحاسدون ألقوه فى الجب، والسماسرة باعوه بثمن بخس، والعاشقون ألقوه فى السجن، والعقلاء جعلوه وزير المالية، وأصحاب المصالح حاولوا استغلاله، والمحتاجون رفعوه على العرش، والمضطرون سجدوا له.. فلا الجب علامة الحب، ولا السجن علامة الكره، ولا الملك علامة الرضا، ولا السجود علامة الطاعة.

إﻧﻤﺎ اﻷﻣﺮ ﻛﻠﻪ «وَكِذَلُكِ يَجْتْبّيَكِ رَبّكِ»، (يوسف:6).. ﻓﻄﺮﻳﻖ اﻻﺟﺘﺒﺎء واﻟﻮﻻﻳﺔ فيه شدة وعناء ومحن وبلاء لكنه ﻣﺤﻔﻮف ﺑﺎﻟﻌﻨﺎﻳﺔ اﻹﻟﻬﻴﺔ المختصرة فى: «ولتصنع على عينى»، (طه:39).. والسر بين فى: «واصطنعتك لنفسى»، (طه:41).. ومؤكد بقوله: «وأنا اخْتَرْتُكَ»، (طه:13).. وﺗﺄﻣﻞ: «أراد إﺧﻮة ﻳﻮﺳﻒ أن ﻳﻘﺘﻠﻮه ﻓﻠﻢ ﻳَﻤُﺖ، ﺛﻢ أرادوا أن ﻳﻠﺘﻘﻄﻪ ﺑﻌﺾ اﻟﺴﻴﺎرة فيمحى أثره ﻓﺎرﺗﻔﻊ ﺷﺄﻧﻪ، ﺛﻢ بيع ﻟﻴﻜﻮن ﻣﻤﻠﻮﻛًﺎ ﻓﺄﺻﺒﺢ ﻣﻠﻜًﺎ، ﺛﻢ أرادوا أن ﻳﻤﺤﻮا ﻣﺤﺒﺘﻪ ﻣﻦ ﻗﻠﺐ أﺑﻴﻪ ﻓﺎزدادت».. ﻓﻼ ﺗﻘﻠﻖ ﻣﻦ ﺗﺪاﺑﻴﺮ اﻟﺒﺸﺮ، ﻓﺈرادة اﻟﻠﻪ ﻓﻮق ﻛﻞ إرادة، فأنت تريد وأنا أريد والله يفعل ما يريد، ولن يكون فى ملك الله إلا ما أراد الله.. صدق ربنا إذ قال لحبيبه: «نحن نقص عليك أحسن القصص»، (يوسف:3)}.. «انتهى البوست».

وإعمالًا لقوله تعالى: (وَقَالَ رَبُّكُمْ ادْعُونِى أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِى سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ)، «غافر:60».. وقوله تعالى: (وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِى عَنِّى فَإِنِّى قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِى إِذَا دَعَانِى فَلْيَسْتَجِيبُوا لِى وَلْيُؤْمِنُوا بِى لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ)، «البقرة:186».. وقول رسوله المصطفى صلى الله عليه وسلم «الدُّعاءُ هو العبادة قال ربكم: (ادْعُونِى أَسْتَجِبْ لَكُمْ)، «رواه أبوداود والترمذى وابن ماجه».. وقال صلى الله عليه وسلم: «ما من مسلم يدعو الله بدعوةٍ ليس فيها إثمٌ ولا قطيعة رحم إلا أعطاه الله بها إحدى ثلاثٍ: إما أن يعجل له دعوته، وإما أن يدخرها له فى الآخرة، وإما أن يصرف عنه من السوء مثلها، قالوا: إذاً نكثر، قال صلى الله عليه وسلم: الله أكثر.»، «رواه الترمذى وأحمد».

فلندع لأنفسنا: «اللهمَّ مالكَ الملكِ تُؤتى الملكَ مَن تشاءُ، وتنزعُ الملكَ ممن تشاءُ، وتُعِزُّ مَن تشاءُ، وتذِلُّ مَن تشاءُ، بيدِك الخيرُ إنك على كلِّ شىءٍ قديرٌ. رحمنُ الدنيا والآخرةِ ورحيمُهما، تعطيهما من تشاءُ، وتمنعُ منهما من تشاءُ، ارحمْنى رحمةً تُغنينى بها عن رحمةِ مَن سواك.. اللهم إنى أعوذُ بكَ منَ الهمِّ والحزَنِ، وأعوذُ بكَ منَ العجزِ والكسلِ، وأعوذُ بكَ منَ الجُبنِ والبخلِ؛ وأعوذُ بكَ مِن غلبةِ الدَّينِ وقهرِ الرجال.. اللهمَّ إنى عبدُك وابنُ عبدِك وابنُ أَمَتِك ناصيتى بيدِك ماضٍ فىًّ حكمُك عَدْلٌ فىًّ قضاؤُك أسألُك بكلِ اسم هو لك سميت به نفسَك أو أنزلتَه فى كتابك أو علَّمتَه أحدًا مِنْ خلقِك أو استأثرتَ به فى علمِ الغيبِ عندَك أنْ تجعلَ القرآنَ ربيع قلبى ونور صدرى وجلاءَ حُزْنى وذَهاب همى.. ولا حول ولا قوة إلا بالله العلى العظيم».

حفظ الله المحروسة شعبًا وقيادة، والله غالب على أمره.. وتحيا مصر.