أحمد السرساوي يكتب: دعوة الرئيس السيسى مبادرة سلام مصرية

أحمد السرساوي
أحمد السرساوي

للحظة أطبق الصمت على القاعة التى شهدت افتتاح قمة المناخ بشرم الشيخ، وما هى إلا ثوان وضجت بتصفيق حار.
حدث ذلك بعدما ألقى الرئيس عبد الفتاح السيسى كلمته الافتتاحية أمام قادة العالم، ثم ختمها بدعوة لإنهاء الحرب الروسية الأوكرانية! 

سبب الصمت، كان استيعاب ما همس به المترجمون الفوريون فى آذان الحضور حول دعوة الرئيس، فهناك ٦ لغات مختلفة، يتم الترجمة إليها فى المؤتمر.
نعم كانت مفاجأة لم يتوقعها أحد فى تجمع دولى كبير قد يبدو للوهلة الأولى أنه مخصص فقط لقضايا المناخ، لكن عندما استوعب الجميع أن كلًا من المناخ والحرب يرتبط مباشرة بحاضر ومستقبل البشرية.. صفقوا بحرارة.

ثم توالت ردود الفعل العالمية على الدعوة.. وأعلنت عواصم دولية عدة ومنظمات تأييدها لها، واعتبرتها مبادرة غير مسبوقة.
بلا شك إن الأزمة مُعقدة، وهناك قوى دولية كبرى وإقليمية مستفيدة من استمرارها.. لكن هذه الأزمة قاربت على عامها الأول ولم نر مؤشرات لحسمها بعد، ويكفى ما اكتوى به الملايين من البشر بسببها.. مآسى ودمار، وآلام، وموجات غلاء، أعقبت جائحة أظلمت الدنيا لسنتين! 
الحل أصبح لازما وضروريًا، والرئيس السيسى أحيا الأمل فى إيجاد حل.. فأين الكرة الآن؟ 

تعالوا نرى موقف جميع الأطراف، أولًا طرفى الأزمة المباشرين.. من المؤكد أنهما متضرران جدا من بقائها بصرف النظر عن الرابح والخاسر فيها.
ونأتى للأطراف الدولية.. فنجد الاتحاد الأوروبى من أكبر المتضررين اقتصاديًا واجتماعيًا، وبالتالى تصب المبادرة فى مصالحه مباشرة، وتليه الدول المستوردة للقمح من روسيا وأوكرانيا، والمستقبلة لسائحيهما، ومنها مصر.
تبقى بعض القوى الدولية الكبرى، وفى صدارتها الصين التى رحبت بالمبادرة، ثم الولايات المتحدة التى تدير الأزمة وفق مصالحها الاستراتيچية، وكذلك تركيا، وأخيراً هناك الأمم المتحدة التى من أهم مبادئها ومهامها إرساء قواعد السلام الدولي.
إن دعوة الرئيس السيسى فرصة لإنقاذ العالم من بديل لا يُحتمل.. ولابد من تحويلها لمبادرة سلام من أرض السلام.