باختصار

احترام الاختصاصات

عثمان سالم
عثمان سالم

من الطبيعى أن تشهد قائمة المنتخب الوطنى لكرة القدم لمباراة بلجيكا جدلًا واسعًا بسبب اختيارات المدير الفنى البرتغالى فيتوريا، ما بين استدعاء لاعبين غير أساسيين من أنديتهم، وتجاهل آخرين تألقوا فى الفترة الأخيرة، وسبق انضمامهم فى المعسكر السابق..

الاختلاف حول الأمور الفنية بين مَن يرون أنفسهم خبراء فى اللعبة والمدير الفنى غَلب عليه الجانب الشخصى بينهم من يعمل فى «الميديا»، وآخرون جاءت آراؤهم متسقةً مع مصالح إما للانتماء لهذا النادى أو ذاك، وأقصد هنا بعض المدربين، وقد جاء الانتقاد لاذعًا ومشككًا فى قدرات المدير الذى يفترض أنه رجل محترف وصاحب خبرة عريضة بالعمل فى مجاله فى أوروبا وفى السعودية..

ومن المؤكد أن هناك ملاحظات حول اختيارات المدرب، لكنه صاحب القرار ويتحمل تبعاته، ومنها إنهاء عقده فى حالة فشله فى تحقيق الأهداف التى جاء من أجلها، وإلا كان علينا توفير العملة الصعبة والبلد فى أمس الحاجة إليها..

اختار فيتوريا فى حراسة المرمى محمد الشناوى؛ لثبات مستواه مع الأهلى، وعاد محمد عواد الذى أثار استبعاده فى معسكر سبتمبر الكثير من علامات الاستفهام فى ظل تألقه مع الزمالك فى الدورى والكأس.. كما خلت القائمة الحالية من أسماء ناصر منسى، وأحمد عادل «ميسى»، وأحمد شريف وعبدالرحمن مجدى والحارس محمد صبحى..

وليس مطلوبًا من المدرب أن يُقدم تبريرات لأسباب الاستبعاد إذا كانت فنية، ولا يمنع من شرحها للشارع الكروى، بشرط أن تكون مُقنعة لكن طالما كان ذلك رأى المدرب فهذا حقه فى التبرير أو عدمه فهذا شأنه، وهذا ما أكده عندما تحدث عن أسباب اسبتعاد عواد فى حينه بالتأكيد على تركه للنادى الذى كان يحتاجه فى دور الــ 64 لدورى الأبطال، وأعلن فيتوريا يومها أنه لن يُبرر لأحد أسباب الضم وعدمه..

الرجل هو المسئول الفنى الأول والأخير عن اختياراته وهو فى مرحلة التجارب، وكان يُمنى النفس بمباراة أخرى غير لقاء بلجيكا فى الكويت «18 نوفمبر» وقد أبدى استياءه من عدم توفير مباراة أخرى فى إطار برنامج إعداد المنتخب للتصفيات المؤهلة لكأس الأمم..

ربما يكون فيتوريا قد أخذ ما يُريد من اللاعبين المستبعدين ـ مؤقتًا ـ من ناحية التعرف على الإمكانيات، وبالتالى إتاحة الفرصة لآخرين للتجربة، وهو ما قد يكتشفه فى لاعب حرس الحدود مصطفى عبدالرءوف الشهير بـ»زيكو» المنضم لأول مرة..

وكذلك عودة عبدالله جمعة، ظهير الزمالك الأيسر، رغم عدم وجوده أساسيًا فى تشكيلة الزمالك إلا لبعض الوقت..

وعدم استدعاء كريم فؤاد والمتألق مؤخرًا مع الأهلى.. البعض يرى عدم وجود رؤية واضحة واستراتيجية فى عملية الاختيار والاستبعاد فى ظل حالة من الاختلاف الشديد فى الرؤى الفنية، لكن يبقى ذلك حقًا أصيلًا للمدير الفنى الذى يجب أن نحترم اختصاصاته، وبالتالى اختياراته، فهو مَنْ يتحمل النتائج..

فيتوريا المدرب الأول ـ ربما فى تاريخ عمل الأجانب فى مصر- الذى فتح قنوات شرعية مع مدربى الأندية والتقى بأغلبهم فى أماكنهم؛ لتبادل الآراء والأفكار، وطلب التنسيق معهم وهذا شىء جيد ومشروع للغاية..

وها هو يقوم بدور آخر كان غائبًا وهو محاضرة المدربين المصريين فى الدورة التى ينظمها الاتحاد حاليًا، وهو جزء أصيل من اختصاص المدير الفنى إذا لم يكن هناك مدير فنى للاتحاد..

أرجو أن نترك لكل شخص اختصاصه ونركز فى اختصاصاتنا وكفانا تداخلًا غير مرغوب فيه!!