رسائل السيسى لتحقيق تكامل عربى يواجه الأزمات الدولية المستجدة

بيان قمة الجزائر يسترشد برؤى مصرية لحل الأزمات العربية

صورة موضوعية
صورة موضوعية

انتهت أعمال القمة الحادية والثلاثين لجامعة الدول العربية والتى عقدت على مدار يومين بمشاركة الرئيس عبدالفتاح السيسى الذى شهد جدول أعمال مشاركته زخما مكثفا من اللقاءات على هامش القمة عكس دور مصر المحورى والقيادى على المستويين الإقليمى والدولى بجانب كلمته خلال القمة والتى جسدت الداء الذى يعانى منه المجتمع العربى.. «أخبار اليوم» كانت مشاركة فى تغطية أعمال الرئيس عبد الفتاح السيسى خلال القمة والذى حرص أن يكون على رأس الوفد المصرى المشارك ورصدت عدة نقاط نستعرضها فى التقرير التالى:

تناولت كلمة الرئيس السيسى أمام القمة 31 عددا من القضايا المهمة التى توجه الأمة العربية وباتت أحاديث المواطنين العرب حول تلك القضايا لاهميتها وارتباطها بالامن القومى العربى الذى اكد الرئيس السيسى انه لا يمكن أن يتجزأ.. القضايا التى طرحها الرئيس خلال كلمته ارتكزت عليها محاور إعلان الجزائر الذى صدر فى البيان الختامى للقمة.

القضية الفلسطينية

قال الرئيس عبدالفتاح السيسى، خلال كلمته إن العرب قادرون على العمل الجماعى، لتسوية القضية الفلسطينية، واسترجاع الحقوق الفلسطينية، التى كانت تاريخيًا؛ المعيار الحقيقى لتماسك الأمة العربية. ودعا إلى أهمية التوصل إلى تسوية سياسية بقيادة وملكية ليبية خالصة، دون إملاءات خارجية، حتى الوصول لإجراء الانتخابات، وخروج المرتزقة والمقاتلين فى مدى زمنى محدد، بما يحول دون تجدد المواجهات العسكرية. وفى السياق أكدت الجزائر فى إعلانها بخصوص القمة العربية أن هذه القمة تؤكد مركزية القضية الفلسطينية والدعم المطلق لحقوق الشعب الفلسطينى.

سد النهضة

طالب الرئيس عبدالفتاح السيسى، إثيوبيا، بالتوقيع على اتفاق قانونى ملزم بشأن ملء وتشغيل سد النهضة.خلال كلمته بالقمة العربية التى تستضيفها الجزائر، مؤكدا أن معضلة الأمن المائى تنذر بعواقب وخيمة إذا تجاهلناها.
وفى السياق فقد تمت الدعوة خلال اعلان الجزائر إلى عدم اتخاذ أى خطوات أحادية لملء سد النهضة، ودعم موقف مصر والسودان للتوصل لاتفاق قانونى ملزم حول ملء وتشغيل سد النهضة، بما يحفظ حقوق جميع الأطراف وفق القانون الدولى.

الأزمة الليبية

دعا الرئيس السيسى خلال كلمته إلى تنفيذ خروج جميع القوات الأجنبية والمرتزقة والمقاتلين الأجانب فى مدى زمنى محدد، وإعادة توحيد مؤسسات الدولة الليبية، وفى السياق أكد إعلان الجزائر دعم جميع الجهود المستهدفة لإنهاء الأزمة الليبية عبر حل «ليبي- ليبي»، ووفق قرارات الأمم المتحدة، والاتفاقات ذات الصلة وبما ينهى الخلافات بين أبناء الوطن الواحد، ويحفظ وحدة ليبيا وسيادتها وأمنها وأمن جوارها.
 كما يفضى إلى خروج المرتزقة والمقاتلين الأجانب والقوات الأجنبية من الأراضى الليبية.

قمة المناخ

 قال الرئيس السيسى خلال كلمته: لا ينفصل تحدى الأمن المائى عن تحديات أخرى تواجهها المنطقة، وفى مقدمتها تغير المناخ الذى أصبح واقعاً مفروضاً على العالم.. وأنتهز هذه المناسبة للإعراب عن تطلعى لاستقبالكم فى مصر يومى 7 و8 نوفمبر 2022 «بقمة شرم الشيخ لتنفيذ تعهدات المناخ» لتحويل هذا التحدى إلى فرصة حقيقية للتنمية والانتقال إلى أنماط اقتصادية أكثر استدامة لصالحنا جميعاً. وفى السياق أعرب بيان الجزائر عن الدعم الكامل لجمهورية مصر العربية التى تستعد لاحتضان الدورة (27) لمؤتمر الدول الأطراف فى الاتفاقية الإطارية للأمم المتحدة حول تغير المناخ.

الجزائر.. أول زيارة خارجية للرئيس السيسى

أول دولة قام الرئيس السيسى بزيارتها عقب تولى المسئولية. كانت دولة الجزائر وبالتحديد فى أواخر شهر يونيو 2014 ولقائه مع رئيس الجزائر الاسبق عبد العزيز بوتفليقة لبحث العلاقات الجزائرية المصرية وتطورات الأوضاع فى المنطقة العربية ومنطقة الساحل والصحراء.. العلاقات المصرية الجزائرية لها طبيعه خاصة منذ مساندة مصر للثورة الجزائرية ودعم الجزائر لمصر فى حرب أكتوبر المجيدة وهذا التاريخ الممتد بين الدولتين حكومات وشعبًا وقيادة.. يعكس مدى عمق العلاقات، وخلال زيارة الرئيس السيسى للجزائر لحضور القمة العربية كان هناك حفاوة فى الاستقبال من جانب الرئيس الجزائرى للرئيس السيسى بدأت خلال استقبال الرئيس عبدالفتاح السيسى بالمطار حيث أجرى الرئيسان مباحثات مشتركة فى الصالة الرئيسية بمطار هوارى بو مدين.
وأُجريت للرئيس السيسى مراسم استقبال رسمية حيث عزفت الموسيقى العسكرية السلام الوطنى المصرى.
وأكد الرئيس التونسى خلال لقاء ثنائى على هامش القمة جمع الرئيسين عمق الروابط التى تجمع البلدين الشقيقين.

التمسك بمفهوم الدولة الوطنية.. مبدأ مصرى

وفقا لوصف المحللين والمراقبين لأعمال القمة فإن مشاركة الرئيس عبد الفتاح السيسى عكست مدى فهم وإدراك وتقدير مصرى لقضايا الأمة العربية وتفهم القيادة المصرية لأهمية القمة العربية وهو ما أعلنه الرئيس مبكرا فى حوار له مع وكالة الأنباء القطرية.

خلال زيارته للدوحة وعبر عن ذلك بالقول، فى تقديرى أن القمة العربية المقبلة بالشقيقة الجزائر تنعقد فى وقت حساس تمر به الأمة العربية، التى تشهد العديد من الأزمات والتوترات وتفشى خطر الإرهاب، ولكى أكون واضحا ومركزا فى تلك النقطة، أشدد على حتمية استعادة عدد من المبادئ والمفاهيم فى منطقتنا العربية، فى مقدمتها التمسك بمفهوم الدولة الوطنية، والحفاظ على سيادة ووحدة أراضى الدول، وعدم التعامل تحت أى شكل من الأشكال مع التنظيمات الإرهابية والميليشيات المسلحة، وفى المقابل دعم الجيوش الوطنية والمؤسسات العسكرية.

الإعلام الجزائرى: السيسى يدعو لتبنى مقاربة شاملة لمواجهة الأزمات وعلى رأسها القضية الفلسطينية 

تناولت الصحافة الجزائرية كلمة الرئيس عبدالفتاح السيسى خلال فعاليات القمة 31 وركزت الصحافة الجزائرية على دعوة الرئيس عبدالفتاح السيسى لتبنى مقاربة شامة لمواجهة الازمات استناداً على أسس واضحة تقوم على تكريس مفهوم الوطن العربى الجامع والدولة الوطنية ودور مؤسساتها الدستورية وفقا لما جاء فى جريدة الشعب الجزائرية، بينما سلطت جريدة الشروق الجزائرية الضوء على ما ورد فى كلمة الرئيس السيسى عن القضية الفلسطينية قائلا إن العرب قادرون على العمل الجماعى، لتسوية القضية الفلسطينية، واسترجاع الحقوق الفلسطينية، التى كانت تاريخيًا؛ المعيار الحقيقى لتماسك الأمة العربية.

وأضاف: وفقا لصحيفة الشروق الجزائرية أن «المبادرة العربية للسلام تعد تجسيداً لهذا التماسك، والرؤية المشتركة للحل الشامل للقضية، على أساس المبادرة العربية للسلام، وإقامة دولة فلسطين على حدود 67، وعاصمتها القدس الشرقية».