في الآونة الأخيرة تزايد الحديث عن أن المعدة الفارغة يمكن أن تملأ صاحبها بالغضب، وأن تجربة بعض الأشخاص في تجويع أنفسهم بشكل مباشر في كثير من الأحيان ليس أمرًا مضحكًا.. إذا ماذا سيحدث في جسمك عندما تكون جائعًا؟
الجوع والهضم عمليتان داخليتان معقدتان، ويختلف جسم كل شخص عن الآخر، وعلى الرغم من ذلك، يمكن أن يحدث الجوع لأي شخص، ويرجع ذلك أساسًا إلى الارتباط بين عقلك ومستويات السكر في الدم، وفقًا لما نقله موقع «سيلف» عن كاثرين باسباوم، أخصائية التغذية التي تضع خططًا غذائية للأشخاص الذين يعانون من ظروف صحية معقدة.
تقول باسباوم إنه عندما تشعر بالجوع، فهذا هو ضوء الوقود المنخفض الذي ينطلق في محرك دماغك، إذ يعتمد المخ على الجلوكوز في أداء جميع وظائفه، وإذا كنت جائعًا، فإن مستويات السكر في الدم تبدأ في الانخفاض، مما قد يتسبب في ضباب الدماغ وفقدان ضبط النفس.
ويمكن لمزيج من هذه العوامل أن يخلق موقفًا حيث ينفد صبرك بسرعة كبيرة جدًا وتتحول المضايقات الخفيفة إلى محفزات غضب شاملة، تشمل الأعراض الأخرى لانخفاض نسبة السكر في الدم الصداع والتعرق والإرهاق، وإذا بدأت أي من هذه العلامات في الظهور بين الوجبات، فقد تكون الحظيرة في طريقها.
وجدت دراسة صغيرة نُشرت في عام 2022 في مجلة بلص أنه كلما ارتفعت درجات الجوع المبلغ عنها ذاتيًا للمشاركين، زاد احتمال شعورهم بالغضب وسرعة الانفعال. وخلص مؤلفو الدراسة إلى أن مستويات الجوع اليومية العادية يمكن أن ترتبط بمشاعر سلبية مثل الغضب والتهيج.
قد يساعدك التحقق المنتظم من عقلك وجسمك على الإمساك بالجوع في مراحله المبكرة، نظرًا لأن الجوع لا يظهر دائمًا على الفور كمعدة صاخبة أو فارغة.
وإذا لاحظت أنك بدأت في التقلب المزاجي، فلا تكتفِ بتسمية مشاعرك بأنها «سيئة»، بدلًا من ذلك، استجوب نفسك قليلًا وكن أكثر تحديدًا.. إن الفهم «السيئ» لكونك قلقًا أو متوترًا أو مرهقًا يمكن أن يرشدك إلى أنك تعاني من أعراض انخفاض نسبة السكر في الدم.
كما أنه إذا كان مزاجك السيئ لا يبدو أنه مرتبط بأعراض انخفاض نسبة السكر في الدم ، فربما لا تكون جائعًا - ربما تكون مجرد غاضب، والغضب هو عاطفة صحيحة وصحية عند إدارته بشكل مناسب.
إن شطب أي تهيج أو قلق باستمرار على أنه مرتبط بالجوع لن يخدمك جيدًا على المدى الطويل - لأنك قد تشعر أيضًا بالاكتئاب ، أو ربما يكون زميلك في العمل مزعجًا حقًا. صحيح أنك في بعض الأحيان تحتاج إلى مزيج من الأطعمة وكوب من الماء، ولكن في أحيان أخرى قد يأتي الإصلاح في شكل نزهة في الخارج أو جلسة تنفيس مع صديق موثوق به.
الحل الواضح للشعور بالجوع هو أن تأكل شيئًا في أسرع وقت ممكن، ولكن التفكير في ما تأكله قد يساعدك على الشعور بالتحسن على المدى الطويل.
