جريمة هزت باريس.. مقتل طالبة فرنسية على يد مهاجرة غير شرعية.. تفاصيل

صورة موضوعية
صورة موضوعية

كتبت: مي السيد

استيقظت فرنسا على جريمة بشعة راح ضحيتها طفلة صغيرة تدعى لولا، لم تتعد عمرها الـ 12 بعد، حيث عثر عليها مقتولة داخل صندوق وشبه مفصولة الرأس، وجسدها عليه كتابات بالقرب من منزلها، وألقت الأجهزة الأمنية القبض على مهاجرة جزائرية واتهمتها بقتلها، وهو ما أجج الخلاف مرة أخرى بين اليمين واليسار حول قضية المهاجرين فى فرنسا.

بداية تفاصيل القضية التى عرفت فى فرنسا باسم «قضية لولا دافييت»، عندما تأخرت الطالبة بمدرسة جورج براسينس لولا دافييت، عن العودة لبيتها بعد انتهاء اليوم الدراسى، وهو ما أثار قلق والدها ووالدتها، اللذان يعملان فى مجال العقارات، وفى مساء نفس اليوم قامت والدتها بعمل محضر فى قسم الشرطة عن تغيب الفتاة التى لم تتعد الـ 12 ربيعا.

حاولت والدتها يائسة نشر نداءات على مواقع التواصل الاجتماعى فى محاولة منها للبحث عنها أو الوصول لأى معلومات من أصدقائها، بعدما أفرغت الكاميرات حول المنزل وشاهدت نجلتها بصحبة سيدة غريبة، ونشرت صورة للولا مصحوبة بالرسالة: «شوهدت ابنتنا لولا آخر مرة فى منزلنا الساعة 3:20 مساء برفقة امرأة لا نعرفها، نرجو من لديه معلومات إبلاغنا فوراً»، ولكن كانت المفاجأة باتصال الشرطة وإبلاغها بالعثور على الفتاة الصغيرة.

جثة الفتاة
تلقت الشرطة بلاغا من رجل مشرد بعثوره على صندوق غير شفاف يحتوى على جثة فتاة فى الفناء الداخلى لأحد المبانى، بالقرب من منزلها فى الدائرة التاسعة عشرة من العاصمة، فى شارع دو هوتبول، حيث اكتشفت الشرطة وجود الضحية بداخلها مع ربط قدميها ومعصميها، وشريط لاصق حول وجهها وجروح متعددة فى حلقها.

وقالت الشرطة؛ إن جثة التلميذة كانت ملفوفة بالقماش، وبجانب الصندوق حقيبتا يد، مع وجود كتابات على جسمها برقم 1 و 0، كاشفة أنه تم ختم تلك الأرقام عن طريق جهاز بدلا من قطع جلدها، كما تعرضت لضربات عنيفة، وطعنات بسكين أوشكت على قطع رأسها، كما غرز مقص فى أنحاء مختلفة من جسدها، وأيضا اغتصبت وعذبت بشكل همجي قبل مقتلها.

اقرأ أيضًا

فرنسا: بريطانيا ترفض دخول اللاجئين الأوكرانيين إلى أراضيها

مهاجرة جزائرية
وكشف وزير الداخلية الفرنسى جيرالد دارمانان، أن المشتبه فيها بقتل الفتاة هى امرأة لا يقل عمرها عن 25 عاما تقيم فى فرنسا بشكل غير مشروع، من جنسية جزائرية، مشيرًا إلى أن المشتبه بها ليست معروفة للشرطة، وكانت تأتى بانتظام إلى أراضينا الوطنية كطالبة، ومنذ حوالى شهر، طلب منها مغادرة أراضينا الوطنية.

من جانبها قالت النيابة العامة فى فرنسا؛ إن كاميرات المراقبة أظهرت الفتاة وهى ترتدي زيا أبيض وتحمل ما يبدو أنه حقيبة مدرسية، وهى تدخل المبنى خلف امرأة، لافتة أن شهود عيان شاهدوا أن تلك المرأة تم مشاهدتها لاحقا وهى تحمل الحقيبة، وطلبت من أحد الشهود مساعدتها فى مقابل بدل مالى لنقل الصندوق.

وفى الفيديو المتداول يمكن رؤية لولا محجوبة جزئيا من الباب وهى تتبع قاتلتها المزعومة فى الوسط، حيث يرتدى المشتبه بها سترة رمادية اللون وبنطلون أبيض وحذاء رياضى، ولحقت بها لولا بسرعة إلى المبنى، وتم تصوير لولا فى هذه الكاميرا التليفزيونية المغلقة وهى لا تزال ترتدى معطفًا أبيض ويبدو أنها تحمل حقيبتها المدرسية.

وأكدت النيابة العامة أنها طلبت القبض على تلك المرأة و6 آخرين جميعهم من الجزائر، تم إطلاق سراح 4 منهم فيما بعد، ووجهت تهمة «القتل» و«الاغتصاب» مع أعمال تعذيب همجية إلى المرأة، ولرجل يُشتبه أيضا بضلوعه فى القضية، مشيرة إلى أن التشريح المبدئى للجثة أظهر أن الفتاة توفيت خنقا.

تعذيب واغتصاب
وقالت مصادر قضائية لوسائل الإعلام الفرنسية؛ إن الدلائل تشير إلى أن الفتاة نُقلت إلى قبو الشقة، حيث تعرضت للتعذيب والاغتصاب قبل خنقها وقطع حنجرتها، ويعتقد أن المشتبه بها تعانى من مشاكل نفسية خطيرة، وعاشت فى الشوارع لكن لديها أصدقاء وعائلة فى منطقة باريس، وتم احتجازها بتهمة قتل طفل دون سن الخامسة عشرة والاغتصاب والتعذيب.
وأكدت المصادر أن الشهود العيان رأوا المتهمة وهى تسحب الحقيبة التى كانت «ملطخة بالدماء» وتفوح منها رائحة قوية، معتقدين أن القاتلة تصرفت بمفردها وبدون مبرر فى تنفيذ جريمة القتل، مشددين على أن المتهمة كسبت ثقة ضحيتها بطريقة ما، واستدرجتها إلى قبو أسفل المبنى الذى وقع فيه الهجوم.

ووفقًا لتلك المصادر فإن أحد السكان رأى المشتبه بها تسحب الحقيبة قبل حوالى ساعتين من اختفاء لولا، حيث قال فى التحقيقات: «رأيناها تدخل المبنى وسحبت معها الحقيبة، بينما رأى آخرون المشتبه بها تحتسى القهوة وتأكل كرواسون، حيث بدا أنها تحاول التفكير فيما تريد فعله بعد ارتكاب جريمتها الشنعاء.

وذكرت المصادر أن جثة الفتاة كان عليها جرح فى الرقبة ويداها ورجلاها مقيدتين، وكتبت على إحدى قدميها «واحد» وعلى القدم الأخرى «صفر»، وبعد تشريح الجثة تبين أن سبب الوفاة هو «التعذيب والخنق حتى الموت، وتم القبض على المشتبه بها وهى فتاة من أصول جزائرية تدعى «ذهبية. ب» وتم وضعها فى الحبس المؤقت.

مطالب
وتسعى السلطات الفرنسية لمواجهة موجة الهجرة غير الشرعية فى بلادها، خاصة بعد أن أصبح الأمر لم يعد يقتصر على قارة إفريقيا فحسب، بل امتد إلى وجود مهاجرين من أسيا أيضا، الأمر الذى جعل الدولة الفرنسية تواجه الأمر بكل شراسة، إلا أن ذلك لم يمنع المتسللون من اتخاذ أساليب ملتوية للهروب إلى الداخل الفرنسى.

وفجرت قضية لولا خلافات حادة بين اليمين واليسار، وطالب المتفاعلون مع القضية السلطات الفرنسية إنزال أشد العقوبات ضد أطراف هذه الجريمة البشعة، الذين تسببوا فى إزهاق روح الفتاة الصغيرة لولا، واعتبر فرنسيون الطفلة لولا ضحية الهجرة غير النظامية، وطالبوا لها بالعدالة.

كان أبرز المستغلين لقضية لولا هو السياسى المتطرف إريك زمور الذى قال؛»أنه مادام يوجد مقيم بطريقة غير نظامية فى فرنسا فأكيد سيكون هو قاتل الفتاة لولا»، و ظهرت بعض الأصوات الفرنسية التى ترفض وجود المهاجرين فى بلادها، لاسيما الجزائريين، كما طالب البعض من الجزائريين الإعلان عن تضامنهم مع عائلة لولا، ومع الشعب الفرنسى وشجب هذه الجريمة ومرتكبيها، فيما حذّرت صفحات عربية أبناء الجالية الإسلامية عموما والجزائرية خصوصًا من رد الأحزاب المتطرفة التى تستخدم هذه القضايا والحوادث الفردية لمكاسب سياسية وتفريغ حقدها ضد كل ما هو عربى أو إسلامى.