صفية مصطفى أمين تكتب: الناس اتغيرت!

صفية مصطفى أمين
صفية مصطفى أمين

كنت أجد صعوبة فى الاعتذار عن الخطأ، فى سن الطفولة.  أبكى لو أصرت أمى أو جدتى على ضرورة الاعتذار وإلا تعرضت للعقاب.  إصرارهم كان يؤلمنى. كنت أرى نفسى  على حق، وأننى أتعرض لظلم شديد من الكبار! 

عندما مرت مرحلة الطفولة، ونضجت بعض الشىء، بدأت أفهم سبب إصرارهم.. وكان لكى أتعود على احترام الكبير وطاعته. كانت جدتى تقول: نحن لسنا فى غابة. كل واحد يفعل ما يحلو له بلا احترام لقوانين ولا لعادات، ولا لقيم تحكمه أو تقيد حريته!.

وبعد سنوات كثيرة فى بيت الاسرة، كونْت  أسرتى الصغيرة، وأصبحت مثل أهلى أصر على أن الأصغر يجب أن يحترم الأكبر، والأكبر يجب أن يعطف على الأصغر. لم أسمح فى بيتى أن يتصرف كل فرد كما ما يحلو له. وأصبح لأسرتنا الصغيرة تقاليد وقيم  نطبقها جميعا.

ومرت سنوات أخرى وانفتحت أكثر على العالم الخارجى. اكتشفت أن الادب والاحترام والقيم التى تعلمتها فى بيتنا،  عفا عليها الزمن وأصبحت موضة قديمة!.
لو اتصلت مثلا بشخص، لا يرد لك المكالمة لأنه مشغول، أو لأنه ليس فى «المود» للتحدث معك، خصوصا لو كان لا يوجد مصلحة يمكن أن تتحقق من رد المكالمة.  تجد أيضا من لا يحترم الأكبر سنا ويعتبر أن الحديث معه بدون تكليف «روشنة»!
الناس اتغيرت، والمصالح أصبحت غالبة على العلاقات بين الناس..  وولاد الأصول أصبحوا قلة ترى ما السبب؟