يسري الفخراني يكتب: صُنعت فى مصر

يسري الفخراني
يسري الفخراني

قد لا تعرف أن مصر نجحت فى تصنيع وتصدير ملابس بأكثر من ٢ مليار دولار هذا العام، وهو ليس فقط خبر رائع، الأروع منه أن نحلم بتحقيق اكتفاء ذاتى وفائض من إنتاج الملابس الجاهزة خلال الأعوام القليلة القادمة !

أتمنى أن يأتى اليوم الذى نرتدى فيه ملابسنا من صنع أيدينا فقط، وأن نشجع هذه الصناعة الوطنية بكل اعتزاز لكى تحمل علامة شديدة الانتماء هى صُنع فى مصر.
لماذا لا نقدم للشباب دراسات الجدوى الجاهزة وورش الإنتاج والقروض اللازمة لكى نشجعهم على بداية مشروع مضمون يحتاج جهدهم وحماسهم للنجاح.
السوق المصرى فقط يحتاج كل عام إلى مليار قطعة ملابس، والأسواق فى العالم تفتح أبوابها للقميص المصرى وبنطلون الجينز المصرى والبدلة المصرى والبيجامة المصرى.

لماذا لا نعلن عام ٢٠٢٣ عام الملابس التى تصنع بأيدٍ مصرية؟
أن نخصص كل دقيقة من العام لكى ندعم ونشجع هذه الصناعة العظيمة التى لا تنتهى، أن ندعو كبار المصممين وبيوت الأزياء فى العالم لكى يزوروا مصر ويضعوا بصمتهم على ذوق الملابس التى يمكن أن نصنعها بأيدٍ مصرية ماهرة، أن نقدم لهم آلاف العنابر للإنتاج، ونرتقى بذوق الصنايعى المصرى ونفتح له آفاقاً أكبر لكى تتحول ورشته إلى مصنع عظيم.

لا يوجد مستحيل، لدينا من الخبراء من يستطيع عمل طفرة هائلة فى صناعة الملابس، كما لدينا خبرات وسمعة طيبة فى صناعة المنسوجات، وأعرف تماماً أن الدولة مهتمة بهذا الملف الوطنى، لكن أقترح أن نشجع الشباب على أن يكونوا شركاء فيه، وكل من يملك ورشة صغيرة يمكنه أن يكون جزءاً أصيلاً من المشروع، وأن نقدم للجادين دراسات جدوى لتصنيع كل ما يدخل فى صناعة الملابس، خيوط وأزرار وإكسسوارات .

تصنيع ملابسنا تماماً مثل زراعة طعامنا، أهمية مطلقة، الكساء والغذاء من ملامح قوة أى وطن.
نستطيع اليوم أن نذهب إلى الغد بقليل من الأفكار البسيطة ولدينا خبرات وخبراء لا يجب أن نهملهما.
فى الأزمات يجب أن نحول الصدمات إلى قصة نجاح عظيمة وكبيرة .