مغامرات علاء خالد

مغامرات علاء خالد
مغامرات علاء خالد

لا أتذكر متى التقيت علاء خالد للمرة الأولى. ربما في منزل الصديق أسامة الدناصوري، ربما سهرنا ليلتها حتى الصباح نستمع إلى أشعارهما وأشعار العديد من الأصدقاء الحاضرين.. وربما امتدت المناقشات إلى قضايا الواقع الثقافي المتعددة والشائكة أحيانا. لم تنقطع اللقاءات بعد ذلك، وفي كل مرة كان علاء هادئا، منصتا للآخرين،  ممتلئا بالمعرفة والأحلام، والإبداع. 

يرسم علاء خالد في نصوصه الإبداعية المتعددة خريطته الخاصة للإسكندرية، متاهاتها، ووجوهما المتعددة، وناسها ـ تبدو وكأنها ـ للوهلة الأولى- موضوعه الأثير لكنها مجرد طبقة من طبقات نصوصه. الاهتمام الأكبر لعلاء هو ذلك الإنسان المهمش، الناس العاديين الذين لا يملكون قدرة أو مكانا  يروون من خلاله حكاياتهم. يمنحهم علاء صوتا لتصبح هذه الحكايات هى المركز لا الهامش، إنه التاريخ من «أسفل»، التاريخ غير الرسمي، الذى لا تكتبه السلطة. 

«كأننا في رحلة» هكذا حدد علاء مفهوم الكتابة لديه في كل ما كتب: قصائده ورواياته ونصوصه المفتوحة. الرحلة وسيلة أو حيلة فنية. في الرحلة لا ينطلق من موقف العارف، بل يترك نفسه أمام  مساحات من الكشف، الكنز في نهايتها هو المتعة، وأحيانا ما تكون الرحلة نفسها هي الكنز. 

وربما لأن الفن نفسه لم يتسع لكل أحلام علاء، أسس مجلة «أمكنة» التي ابتعد فيها عن المفهوم الضيق للأدب والأفكار النمطية الجاهزة، وتكون قريبة من فكرة الحياة، والتجارب الشخصية، وتعيد حسب عبارة علاء خالد «ترتيب إحساسنا بالفن». 

ومع توقف أمكنة لظروف كثيرة، لم تتوقف مغامرة علاء الفنية، لا تزال مستمرة، أصبح هو عنوانا لمدينة ..مدينة متعددة الهويات والثقافات. هذا الملف فى محبة علاء خالد ومغامرته الفنية المدهشة!
 

اقرأ أيضا | إطلاق صالون «روايات مصرية للجيب»