تتميز مسلسلات الجاسوسية والأعمال الدرامية المأخوذة من ملفات المخابرات بنسب مشاهدة عالية، ليس فى مصر فقط بل فى العالم أجمع، رحلات فى عالم الجاسوسية الملىء بالتشويق والإثارة، شبكات تجسس دولية تتنافس على جمع المعلومات حماية لأراضيها أو أمن سياساتها الخارجية والداخلية والردع والإيقاع بالطرف الآخر، خاصة فى وقت الحروب، وتمتاز بالتكتم والسرية التامة، وهى مهام تحتاج لقدرات فائقة من المثابرة والذكاء، وقد لعبت قصص الجاسوسية دوراً مهما وبارزاً فى هزيمة النازيين إبان الحرب العالمية الثانية التى جسدتها الجاسوسة الأمريكية العرجاء فرجينيا هول التى فقدت إحدى ساقيها أثناء حادث صيد واستطاعت تكوين شبكات تجسس آمنة فى فرنسا قبل احتلال النازيين لها وكانت العقل المدبر لعملية تهريب أحد السجناء وتفجير خط إمدادات للقوات النازية. ومن أشهر الجواسيس فى العالم العربى رفعت الجمال الشهير برأفت الهجان الذى زرعته المخابرات المصرية داخل إسرائيل، وإلى كوهين الذى زُرع عن طريق الموساد الإسرائيلى داخل سوريا وتم إعدامه بعد اكتشاف أمره.
وفى مصر كانَ الوجود الإسرائيلى وتمركزه فى منتصف المنطقة العربية قد أدخلها فى تجارب مخابراتية غير مسبوقة من الاختراق الأمنى والاستخباراتى كان نتاجه عمليات رائعة من قصص الجاسوسية فشاهدنا من ملفاتها أعمال درامية حقيقية التف حولها الناس ونجحت فى توعية الناس والكشف عن نوعية العملاء وكيفية تجنيدهم، ومن أشهرها، رأفت الهجان، دموع فى عيون وقحة، حرب الجواسيس، السقوط فى بئر سبع، الحفار، التعلب، العميل 1001، والعديد من الأعمال التى تعد على الأصابع وآخرها مسلسل هجمة مرتدة.
قد تحتاج مثل هذه الأعمال كتاب سيناريو من نوع خاص، وهُم قليلون، ولعلَ أشهرهم الراحل صالح مرسى صاحب الحفار والصعود إلى الهاوية وحرب الجواسيس، وأشهر أعماله رأفت الهجان ودموع فى عيون وقحة، وقد نجح صالح مرسى فى نقل الحياة الواقعية المحيطة بالجاسوسية إلى حد كبير مستخدما نقل الأحداث بدراما تشويقية والتى يعاد بثها على مدار العام وخاصة فى شهر أكتوبر المجيد حيث تتنافس القنوات على عرض الكثير منها. وما أحوجنا وأحوج الشارع المصرى والعربى إلى الكثير من قصص الجاسوسية المخفية والتى تمتلئ بها ملفات المخابرات المصرية والبحث عن الكتاب المتميزين لتوعية وبث الروح الوطنية للأجيال المتعاقبة رداً على الاتهامات المعادية بحق بطولات الجيش المصرى.
