حكايات| المولد النبوي.. كيف أثبتت رحلات الفضاء معجزة «انشقاق القمر»؟

رحلات الفضاء تثبت معجزة «انشقاق القمر»
رحلات الفضاء تثبت معجزة «انشقاق القمر»

كتبت : إسراء ممدوح 

أمام معجزات الأنبياء، يقف الملايين من البشر عاجزين عن فهم أمور خارقة، لكن يظل انشقاق القمر إحدى أكثر المعجزات عظمة في التاريخ البشري وتفرض نفسها في المولد النبوي.

غالبية المؤرخين والمفسرين المسلمين اتفقوا تقريبًا على هذا الحدث، وهناك علامة واضحة لها وهي آية قرآنية تذكر انشقاق القمر، وهي: (اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمْرُ. وَإِنْ يَرَوا آَيَةً يُعْرِضُوا وَيَقُولُوا سِحْرٌ مُسْتَمِر)، وتطرح هذه النظرية نفسها مجددا في ذكرى المولد النبوي.

أما انشقاق القمر فقد حدث بعد طلب أهل من مكة أن يشق النبي محمد القمر لإثبات نبوته، ثم شق الرسول القمر بتوجيه إصبعه إليه حيث بات كل شق فوق جبل ثم جمعه مرة أخرى.

متي حدثت معجزة انشقاق القمر؟

حدثت معجزة انشقاق القمر قبل الهجرة إلى المدينة المنور في الليلة الرابعة عشر عندما كان القمر بدرًا. وقد روى المؤرخون أن الرسول فصل القمر في السنوات القليلة الأولى بعد أن أرسله الله إلى قومه نبيًا، وعلى وجه الدقة، وفقًا لبعض المؤرخين، والحدث هذا قبل خمس سنوات من هجرة النبي إلى المدينة المنورة.


يشير العلماء حول العالم إلى أن الانقسام والكسر والانفجارات تحدث بشكل متكرر في الفضاء. على سبيل المثال، يقول العلماء اليوم إن النظام الشمسي حدث من خلال انفجار شمل الشمس، مما أدى إلى تحطيم أجزاء منها.


ويعني هذا أن انقسام الأجرام السماوية ليس شيئًا جديدا، ولا يعتبر مستحيلًا علميًا، لذلك لا يمكن القول إن شيئًا مستحيلًا كان موضوع معجزة.


أما بالنسبة لشق القمر، فذلك يعود إلى قوة الجاذبية بين النصفين، فإن نظامنا الشمسي يتكون من 9 كُرات ملتصقة ببعضها البعض مثل طبقات البصل، مما يجعل من المستحيل انقسامها والتجمع معًا، ولهذا السبب لم يؤمن دعاة هذا النظام "المنجمين" بالصعود الجسدي إلى السماء وانشقاق القمر، لأنه استلزم ثقب هذه المجالات.


ولكن اليوم، لم يُعد هذا النظام مُتبعًا ويعتبر نظام "المنجمين" غير صحيح، لذا يتم تجاهل ادعاءاته بشأن استحالة انقسام القمر، ووفقًا لوكالة ناسا، فإن القمر قد انفصل بالفعل من قبل وعاد معًا مرة أخرى.


وفقا لإحدى المطبوعات العلمية في الولايات المتحدة فإن متخصص أردني في علم الفلك قال: إنه "وبعد سنوات من الدوران حول القمر وإجراء الأبحاث، توصل المسبار الفضائي كليمنتين إلى استنتاج: أن القمر انقسم إلى نصفين منذ مئات السنين، واتفقا مرة أخرى". 


كيف تشكل القمر؟

منذ حوالي 4.5 مليار سنة، اصطدم جسم بحجم المريخ بالأرض ثم تراكم الحطام الناتج من الأرض لتشكيل قمرنا الصناعي الطبيعي، وكان القمر المتشكل حديثًا في حالة منصهرة، ولكن خلال حوالي مليون سنة، تبلور معظم "محيط الصهارة" العالمي، مع وجود صخور أقل كثافة تطفوا إلى أعلى وتشكل في النهاية القشرة القمرية، ويبقي السؤال.. هل ترك انشقاق القمر في عهد النبي محمد صلى الله عليه وسلم أثرًا على القمر؟

من الطبيعي أن الكدمات أو الجروح تلتئم على أجسادنا بعد فترة دون ترك أي أثر، والشقوق التي تظهر على الأرض تختفي في الوقت المناسب دون ترك أي أثر أيضًا، فبالمثل من المنطقي تمامًا أن القوة التي خلقت القمر يمكنها القضاء على الشق الذي صنعه باعتباره معجزة.


العالم المسلم الراحل محمد حميد الله، تحدث صراحة عن أن هناك أثرا لشق على سطح القمر من أعلى إلى أسفل في منتصف القمر، حيث يبلغ عرض هذا الشق حوالي ميل (ألف وستمائة متر) ؛ أطلق عليه علماء الفلك اسم "هادلي ريل".

ووفقًا للباحث الهندي المسلم عبدالله يوسف علي، فإن القمر سينقسم مرة أخرى عندما يقترب يوم القيامة، ويقول إن الآيات قد يكون لها أيضًا معنى استعاري، أي أن الأمر أصبح واضحًا كالقمر.