علاء عبدالوهاب يكتب: الاستباق قبل السبق!

علاء عبدالوهاب
علاء عبدالوهاب

متى تُحبط الشائعة فى مهدها، بل وقبل إطلاقها؟
ببساطة حين يتم التعامل الاستباقى بالكشف عن المعلومة دون تأخير أو تأجيل، عندئذ فإن صانع الشائعة سيفاجأ بفشل هدفه، لأن الرأى العام المتعطش للمعرفة، قد بلغها عبر إعلام يزود جمهوره بالمعلومات الصحيحة، والحقائق الصادقة فور وقوع الحدث، دون إبطاء أو تردد، ولو تصور من أطلق الشائعة أنه صاحب السبق! 

المعرفة فى التوقيت المتزامن مع ما يحدث، السبيل الوحيد لقطع الطريق على أى شخص أو جهة، تسعى لترويج الأكاذيب باحترافية، إذ الكشف عن الحقيقة ولو كانت مُرة، وفى وقتها سلاح رادع مضمون النجاح تماماً.

«لا دخان دون نار».. فمن يطلق شائعة أو يروج كذبة، لا يتحرك من فراغ، لكنه يبنى كلامه على جزء من الحقيقة صغر أو كبر، فماذا عساه أن يفعل حين يكون ثمة حرية فى انسياب المعلومات، وتدفقها عبر خطاب إعلامى، يستقى منه الرأى العام حقيقة الأحداث.

لاشك أن ذكاء المتلقى، سوف يجعله يميز بين ما يمكن وصفه بـ «الحقيقة الرمادية»، التى يُشتم فيها رائحة الكذب، والتشويه، والتلاعب، ومن ثم فإن الثقة فى المصدر الذى استبق بالإعلام عن الحقيقة، وإن حملت قدراً من الصعوبة، ومن يمزج ما يصفه تعسفاً بأنه خبر، لكنه مرصع بالكذب والغمز والمبالغة، بل وعرض الرأى على أنه حقيقة ما جرى، سترتب أولوية لتصديق من بادر بتبنى الحقيقة التى يصعب دحضها، ونبذ مصدر بث الشائعات والأكاذيب، مهما جمّلها وأضاف لها من البهارات، ومحاولاً دغدغة العواطف، واللعب على غريزة القطيع.

الفارق بين الحقيقة الكاملة، والمعلومة المزيفة أو الملونة يحسم مبكراً المعركة فى ميدان حرب الشائعات، لأن الخطاب الواقعى يهزم فى النهاية الخطاب الدعائى مهما ادعى صانعوه من ذكاء ماكر.

فى مجال الإعلام الخبرى دائما ما يكون التوفيق ـ فى النهاية ـ لأسلوب التقرير المباشر، على حساب أساليب التلميح واللمز والشخصنة، فالالتزام الدائم بالصدق، وسرعة بث الخبر، من شأنه جذب الإنتباه نحو من يصنع الرسالة الإعلامية المحترمة، لينجح بصورة حاسمة فى تغيير الاتجاه، بعيدا عن من يحترف التضليل وتزييف الوعى.